شاءت الأقدار ولعنة الإصابات أن يبتعد نجم المغرب التطواني المهدي النملي مكرها عن فريقه وعن المنتخب الوطني لفترة طويلة بعد إصابته رفقة الفريق الوطني، بل إن هذا الحادث حرمه من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة.. النملي بعد إجرائه العملية الجراحية بإحدى المصحات بفرنسا يعود ليبدأ مرحلة الترويض بالمغرب. وكان النملي قد أصيب رفقة الفريق الوطني خلال مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا خلال إحدى المباريات الودية قبل الدخول بأيام قليلة المباريات الرسمية، الشيء الذي تطلب منه السفر إلى فرنسا لإجراء العملية بعد سلسلة من الفحوصات الطبية.. «المنتخب» كان لها لقاء مع المهدي النملي عبر الهاتف لمعرفة جديد حالته الصحية. - المنتخب: أولا نهنئك على نجاح العملية الجراحية، هل لك أن تعيدنا لظروف الإصابة؟ النملي: لم أكن أتوقع هذا الحادث، حيث كانت أرضية الملعب جيدة وانسجاما مع تعليمات المدرب الطوسي الذي كان يحثني على المزاوجة بين الدفاع والهجوم عبر الرواق الأيمن كنت من حين لآخر أعود لمساندة زملائي في خط الدفاع، وخلال إحدى المحاولات للمنتخب الوطني وبينما كنت في صراع مع اللاعب الخصم حدثت الإصابة التي لم أكن أتوقعها وهذا قدر الله. - المنتخب: كيف كان شعورك بعد هذا الحادث الأليم؟ النملي: صدقني لقد عشت وضعا نفسيا صعبا بعد تعرضي للإصابة وأجهشت بالبكاء وكدت أفقد وعيي لأنني اعتقدت أن مشواري الكروي إنتهى مبكرا، ولن أحمل قميص الفريق الوطني ولا قميص المغرب التطواني مستقبلا، وهذا شيء طبيعي لأنني ما زلت في بداية المشوار ولم أؤمن مستقبلي بعد، لكن سرعان ما تجاوزت هاته المرحلة العصيبة لإيماني بقضاء الله وقدره، خيره وشره.. وقد سعدت كثيرا بعدما أبلغني طبيب الفريق الوطني بأن هذه الإصابة لا تدعو للقلق وبإمكاني العودة مجددا إلى الميادين بعد انتهاء فترة العلاج· - المنتخب: متى ستعود إلى الملاعب الوطنية؟ النملي: بعد خضوعي لعملية جراحية بفرنسا على يد أطباء اختصاصيين كللت ولله الحمد بالنجاح، سأعود إلى أرض الوطن عما قريب لاستكمال العلاج والترويض، وبالموازاة مع ذلك سأستأنف التداريب بشكل تدريجي رفقة المغرب التطواني لاستعادة طراوتي البدنية، وسأعود إن شاء الله لمجاورة الفريق خلال بداية البطولة القادمة على أبعد تقدير. - المنتخب: ألا ترى بأن غيابك عن الميادين أثر سلبا على أداء فريقك داخل البطولة الوطنية؟ النملي: لا أعتقد أن غيابي عن المغرب التطواني كان له تأثير سلبي على مردوديته ونتائجه داخل البطولة الوطنية، لأن الخلف ولله الحمد موجود، فهناك عناصر بديلة ومتميزة قادرة على منح قيمة مضافة للفريق التطواني بقيادة المدرب عزيز العامري الذي لا يراهن على عنصر بعينه، وإنما على المجموعة ككل، ورغم غيابي عن المجموعة فإنني لن أبخل عنهم بتشجيعاتي المتواصلة خلال المباريات لأن حب فريق الماط يسري في دمي وعروقي· - المنتخب: كيف ترى المستوى العام لبطولة هذا الموسم؟ النملي: البطولة الوطنية لهذا الموسم تختلف عن سابقاتها من حيث المستوى التقني، إذ أفرزت أغلب اللقاءات منتوجا كرويا رفيعا، وذلك نظرا للإعداد الجيد والمبكر للأندية الوطنية قبل بداية الموسم والمتغيرات الكبيرة التي طرأت على تركيبتها البشرية، وتبقى أبرز ملاحظة هي الصحوة القوية لبعض الأندية الصغيرة وتراجع أداء ونتائج فرق كلاسيكية كانت إلى عهد قريب تنافس من أجل الألقاب، كما ساهمت عملية إعادة تعشيب بعض الملاعب الوطنية في الإرتقاء بالأداء العام لبطولة الصفوة التي بدأت تسترجع نظارتها، ومن المؤكد أن الدورات القادمة ستكون حارقة ومشوقة بين أندية تصارع من أجل الظفر بدرع البطولة وأخرى تبحث عن طوق النجاة من مخالب النزول إلى قسم المظاليم· - المنتخب: هل ما زالت تربطك علاقة بفريقك الأم، وما هي طبيعة هذه العلاقة؟ النملي: علاقتي بفريقي الأم هي علاقة وجدانية وتمتد طيلة مشواري الرياضي، حيث أنتمي لنفس الفريق الذي تدرجت به عبر جميع فئاته إلى أن وصلت للفريق الأول ولما عليه أنا الآن، فما زال التواصل بيننا مستمرا، وأتمنى له التوفيق في مسيرته الكروية وأتمنى له من كل قلبي بأن يكون من بين الفرق الجيدة مستقبلا خاصة وأنه يتوفر على لاعبين شباب بإمكانهم تحقيق الأفضل على مستوى البطولة الوطنية الموسم المقبل، شريطة العمل بكل جدية والإنصيات لأوامر وتعليمات مدرب الفريق - المنتخب: بماذا تود أن تختم هذا الحوار؟ النملي: أشكر كل من وقف إلى جانبي في محنتي الحالية وآزرني، وأتمنى أن أسترجع عافيتي في أقرب وقت ممكن، لأعانق جمهوري من جديد لأنني إشتقت كثيرا إليه، كما أتمنى أن يحالف الحظ كلا من فريقي الأم أولمبيك أسفي وفريقي الحالي الذي أدافع عن ألوانه المغرب التطواني الموسم المقبل لإحراز لقب البطولة الوطنية لتاني مرة ، وشكرا لجريدة المنتخب على هاته الإستضافة التي مكنتني من اللقاء بالجمهور المغربي· حاوره: