المحترفون المغاربة.. موسم الهجرة من قطر إلى السعودية

لم يعد دوري نجوم قطر يستهوي الكثير من اللاعبين المغاربة، بعدما تراجعت أسهمه في بورصة الدوريات الخليجية عقب الإرتفاع الكبير لأسهم الدوري السعودي هذا الموسم، خاصة بعد إقدام الأندية السعودية على عقد صفقات من العيار الثقيل بضمها لنجوم العالم، صفقات صرفت السعودية على إثرها مئات الملايين من الدولارات في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية ككل.
وحتى النجوم المغاربة المتواجدون في البطولة القطرية تراجع عطاؤهم بشكل واضح.. ولم تعد الأسماء المغربية تتردد على نطاق واسع كلاعبين متألقين يحرزون الأهداف.. ويقدمون الحلول الناجعة لأنديتهم لتحقيق الفوز.
في نادي الدحيل ورغم أن هداف الدوري في الموسمين الماضيين يوسف العرابي مازال هداف الفريق بدون منازع.. إلا أن قدرته على التهديف كهداف من الطراز الأول تراجعت بشكل واضح، وبات في المركز الثالث ب3 أهداف فقط، عقب تألق الجزائري بغداد بونجاح هداف السد ومتصدر هدافي دوري النجوم ب10 أهداف في 3 جولات.
وفي الخريطيات لم يستطع لا يوسف الكناوي ولا عبد الهادي حلحول فرض تواجدهما في ظل عدم منحهما الوقت الكافي للتجانس والانسجام.. فقد استعجل نادي الخريطيات عطاءهما في أقل من شهر.. وبشكل سريع فسخ تعاقدهما بذريعة أن مستواهما متواضع ولا يصلحان للعب في دوري نجوم قطر.. وحتى أنور ديبا اللاعب المغربي في صفوف الخريطيات والحامل للجنسية الهولندية لم يشفع له كل التألق الذي سجله في البطولة القطرية منذ عام 2007.. وبات نغمة نشاز في الفريق وفي البطولة القطرية حسب الإعلام القطري الذي يقصفه وينتقده بعد كل مباراة.
نفس الشيء بالنسبة لمحسن متولي الذي انتقل خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية من الريان إلى الأهلي.. فقد وصفه الإعلام القطري ب"الصفقة الفاشلة" في صفوف "عميد الأندية القطرية".. ولم يقدم خلال الجولات الثلاث السابقة في دوري النجوم ما يشفي غليل الأهلاويين.
ووحده رشيد تيبركانين لاعب السيلية الذي ما زال ينبض ببعض التألق خصوصا بعدما صعد إلى المركز الثالث مناصفة مع يوسف العرابي في لائحة هدافي الدوري القطري بإحرازه إلى غاية الجولة الثالثة 3 أهداف.. وبات يعول عليه فريقه كثيرا كمهاجم وهداف يستطيع أن يجد له الحلول الناجعة في كل مباراة.
أما عبد الرزاق حمد الله هداف الريان في الموسم الماضي.. والذي كان يعتبر واحدا من أخطر المهاجمين والهدافين في دوري نجوم قطر منذ أن التحق به عام 2014.. فقد فضل المغادرة والرحيل في اتجاه البطولة السعودية ووقع عقدا لنادي النصر لمدة ثلاثة مواسم.
وأغلب الظن أن اللاعبين المغاربة لم يعد يستهويهم اللعب في دوري نجوم قطر الذي فقد الكثير من بريقه، في ظل الصعود الصاروخي لدوري المحترفين السعودي.
السعودية.. الوجهة الجديدة
رغم أن ثلاثة لاعبين مغاربة لم يستطيعوا الحفاظ على تألقهم في البطولة السعودية، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من الخروج منها في اتجاه بطولة أخرى، وهم أشرف بنشرقي لاعب الهلال الذي قد يتجه للبطولة الفرنسية.. ومحمد فوزاير لاعب النصر.. وعصام الراقي لاعب الرائد.. إلا أن البطولة السعودية باتت محط أنظار العديد من المحترفين المغاربة حيث بدأوا يتقاطرون عليها مع فترة الانتقالات الصيفية الحالية من كل حدب وصوب.
البداية كانت مع الدوليين كريم الأحمدي ونور الدين أمرابط.. حيث وقع الأول لنادي الاتحاد.. فيما تعاقد الثاني مع نادي النصر.. وتحول عطاء اللاعبين إلى مادة دسمة بالنسبة للإعلام السعودي حتى قبل انطلاق منافسات البطولة، إذ أجمع الكثير من الإعلاميين على أن "الأسدين" سينمحان الإضافة المرجوة للدوري السعودي في ظل الخطوة الكبيرة التي أقدم عليها بالتعاقد مع العديد من نجوم العالم، حيث يراهن على أن يصبح من أقوى البطولات في القارة الآسيوية.. ويصرف من أجل تحقيق ذلك المئات من ملايين الدولارات
ثم جاء الدور على الحارس زهير العروبي الذي وقع لنادي أحد قادما إليه من البطولة الوطنية.. ثم المهاجم أحمد حمودان لاعب اتحاد طنجة الذي التحق بنادي الرائد.. قبل أن يوقع المحترف عزيز بوهدوز لنادي الباطن قادما إليه من النادي الألماني سانت باولي.
آخر الملتحقين بالبطولة السعودية اللاعب عبد الرزاق حمد الله الذي وقع لنادي النصر على حساب مواطنه محمد فوزاير الذي سيغادر صوب فريق أو بطولة أخرى.. ورغم أن حمد الله بدأ برنامجه التأهيلي قبل أسبوعين فقط، ولم يشارك حتى الآن في أية تدريبات جماعية، وذلك بعدما خضع لعملية جراحية خلال شهر أبريل الماضي على إثر إصابة قوية في الكاحل.. إلا أن نادي النصر مقتنع إلى أبعد حد بأداء حمد الله.. وبقدرته الفائقة على التهديف.. لذلك وقع له عقدا لمدة ثلاثة مواسم.
موسم التعاقدات الصيفية في السعودية لم يغلق بعد.. وقد يلتحق محترفون ولاعبون مغاربة آخرون بالدوري السعودي الذي أصبح وجهة مفضلة للعديد من اللاعبين في العالم.. خصوصا أن اللوائح والأنظمة هناك تمنح الحق لكل ناد بالتعاقد مع 8 محترفين.. وهو ما يسمح للأندية بالتنافس الشديد على الكثير من الصفقات.