يلعب الدفاع الحسني الجديدي آخر أوراقه في مشواره الإفريقي، وهو يتطلع لإنعاش حظوظه في المنافسة على إحدى البطاقتين المؤديتين إلى الدور الربع النهائي لمسابقة النسخة 22 من عصبة الأبطال الإفريقية، عندما يلاقي مساء غد الجمعة على أرضية ملعب العبدي بالجديدة في ديربي مغاربي يشد الأنفاس وفاق سطيفالجزائري الذي كان قد هزمه قبل أسبوع بملعب «النار والإنتصار» بهدفين لواحد. وليس أمام فارس دكالة متذيل ترتيب المجموعة الثانية، من خيار سوى الفوز على «النسر الأسود» السطايفي لمطاردة آخر خيط أمل في سباقه الإفريقي، بعدما فرط ولغاية الأسف، في نقاط كثيرة وسهلة في الجولات الثلاث السابقة، جعلت مهمته في حجز بطاقة العبور تزداد تعقيدا، ويشكل لقاء وفاق سطيف الفرصة الأخيرة لأشبال المدرب عبد الرحيم طاليب للعودة من بعيد في مسابقة أمجد الكؤوس الإفريقية. دفاع الأوجاع واصل الدفاع الحسني الجديدي تواضعه وإهداره لنقاط سهلة في دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، بعد تعرضه في الجولة الثالثة لهزيمة قاسية وغير متوقعة بالجزائر أمام وفاق سطيف الذي حول تخلفه في النتيجة إلى فوز ثمين في آخر الأنفاس بحصة هدفين لواحد، وهي الخسارة التي عقدت وضعية الدكاليين في هاته المسابقة القارية، وجعلت حظوظهم في انتزاع تأشيرة العبور إلى دور الربع النهائي جد صعبة، حيث بات الدفاع يختتم سبورة الترتيب داخل المجموعة الثانية بنقطة يتيمة حصل عليها من تعادل خارج الديار إقتنصه في أول جولة من ميدان مولودية الجزائر، مقابل هزيمتين متتاليتين تلقاهما على التوالي أمام كل من تي بي مازيمبي ومولودية سطيف، ويحتاج فرسان دكالة حسابيا إلى الفوز في الثلاث مباريات المتبقية في هاته البطولة المصغرة لحجز بطاقة العبور إلى دور الأقوياء، وهي معادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة. طاليب في قلب العاصفة كل من تابع اللقاء الأخير الذي خاضه الدفاع الجديدي بملعب 8ماي بسطيف أمام النسر الأسود، إلا وخرج بقناعة واحدة، وهي أن الخسارة التي مني بها الفريق الدكالي يتحمل جزءا كبيرا منها الطاقم التقني، وبخاصة المدرب عبد الرحيم طاليب الذي جنى على نفسه وعلى فريقه، وأخفق هذه المرة في إختياراته البشرية، وفي قراءته الإستباقية للمباراة، عندما فاجأ الجميع باستبعاده للمحترفين الأجانب من التشكيلة الرسمية التي اعتمد عليها في بداية المباراة، وتفضيله بالمقابل للاعبين يفتقدون إلى التجربة الإفريقية الكافية، وآخرين عانوا من البطالة الكروية وغير جاهزين في المرحلة الراهنة، فضلا عن إعتماده على شاكلة (4-2-3-1) التي تحتاج إلى كوماندو حقيقي، هاته الإختيارات البشرية والتكتيكية التي كان يسعى من ورائها مروض الفرسان تمويه مدرب وفاق سطيف الثعلب رشيد الطاوسي الذي صرح قبل الديربي المغاربي في عدد من المنابر الإعلامية الجزائرية بأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الفريق الجديدي، تأكد بالواضح والملموس أنها لم تكن صائبة هذه المرة، بالنظر إلى الأداء المتواضع الذي قدمه الدفاع في مباراته بسطيف، مما وضع المدرب طاليب في ورطة حقيقية، حيث بات مطالبا بإصلاح ما يمكن إصلاحه في لقاء الفرصة الأخيرة، وقيادة فريقه نحو تحقيق أول فوز في دور المجموعات، إن هو أراد النجاة بجلده من مقصلة الإقالة التي تتهدده بعد توالي إخفاقاته محليا وقاريا. تغييرات مرتقبة بعدما رسب في آخر إمتحان رفقة الفرسان بسطيف، بسبب سوء اختياراته البشرية والتكتيكية، من المرجح جدا أن يحدث الربان الدكالي تغييرات مهمة سواء في التشكيلة الرسمية أو النهج التكتيكي لفريقه في مباراة الغد، إذ من غير المستبعد جدا أن يعود طاليب إلى التوليفة المألوفة للفرسان، وذلك بإعادة الكاميروني فابريس نغا إلى الرواق الأيسر لنزعته الهجومية، ووضع الثنائي بامعمر وجيد في وسط الميدان كعنصري إرتداد، على أن يتشكل الخط الأمامي من الثلاثي مسوفا، أوبوتو والمكري، مدعمين من الخلف بأيوب نناح، على المستوى التكتيكي سيكون طاليب مطالبا أيضا بإعادة النظر في الشاكلة واعتماد أسلوب هجومي كخيار إستراتيجي لتحقيق الأهم أمام وفاق سطيف، وهو الإنتصار لإنعاش آمال فريقه في المرور إلى دور الربع النهائي لمسابقة أمجد الكؤوس الإفريقية. الطاوسي بمعنويات مرتفعة بعدما وقع على بداية ناجحة في أول ظهور رسمي له مع وفاق سطيف، حيث قاد هذا الأخير نحو تحقيق إنتصاره الأول في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، مكن «أولاد سيدي الخير» من مغادرة المركز الأخير في المجموعة الثانية الذي أضحى يحتله الدفاع الجديدي، يتطلع الإطار التقني الوطني رشيد الطاوسي الذي خرج من الفصل الأول من الديربي المغاربي الأخير مزهوا كعريس بانتصار فريقه على الدفاع، إلى تكرار نفس الإنجاز في لقاء العودة بملعب العبدي بالجديدة، أولا لتأكيد تفوقه على زميله طاليب في المنافسات القارية، وتمكين الوفاق مواصلة تسلق سلم الترتيب وتضييق الخناق على الوصيف مولودية العاصمة. ولضمان تحضير جيد لمباراة الدفاع التي ستكون الأخيرة له في مغامرات الإفريقية خارج الجزائر، آثر الفريق السطايفي الحضور مبكرا إلى الجديدة، للدخول في تجمع إعدادي بالغولف الملكي بالحوزية، كما ستكتمل صفوف الوفاق بعد تأهيل الوافد الجديد الإيفواري داوودا إيسلا، وعودة بعض المصابين، مما سيمكن مروض النسر الأسود من توسيع دائرة إختياراته البشرية في مباراة مفصلية لا يريد التفريط في نقاطها الغالية. لقاء الفرصة الاخيرة وضع الفريق الجديدي نفسه في وضع حرج بعدما فرط وبكثير من الرعونة في أربع نقاط على الأقل في الثلاث جولات السابقة من دور المجموعات، صحيح أن حظوظه في التأهيل لم تعدم، لكن عليه الإنتصار على وفاق سطيف، إن أراد الإستمرار فى المنافسة على إحدى البطاقتين المؤديتين إلى دور الربع النهائي لعصبة الأبطال الإفريقية، وانتظار هدية من العنيد مازيمبي في مواجهته لمولودية الجزائر، أما غير ذلك فسيوقع الدفاع وبالبند العريض إنسحابه من السباق الذي سينحصر بين الثلاثي الوفاق، المولودية وغربان لوبومباشي لانتزاع تأشيرتي العبور إلى دور الأقوياء. يرى أغلب المحللين والتقنيين أنه بإمكان فارس دكالة تجاوز منافسه الجزائري، بالنظر إلى الترسانة البشرية القوية التي يتوفر عليها الفريق الجديدي، شريطة أن يحسن مدربه إختيار الكوموندو المناسب لهاته المباراة، والوصفة التكتيكية الناجعة لترويض نسور سطيف، وأيضا يتسلح اللاعبون بروح الإنتصار في مباراة تقرير المصير التي ستتحدد فيها بشكل كبير معالم مستقبل الدفاع في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، ويتحدد معها أيضا مستقبل طاليب على رأس العارضة التقنية للفريق الجديدي. البرنامج الجمعة 27 يوليوز 2018 الجديدة: ملعب العبدي (س.19) : الدفاع الجديدي وفاق سطيف