شوهت الاحتفالات العنيفة لجماهير نادي باريس سان جرمان بعد احرازه لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه صورة العاصمة باريس. ووقعت اعمال العنف في وقت متأخر امس الاثنين بعدما احتشد نحو 15 الف متفرج لسان جرمان في ساحة تروكاديرو بالقرب من برج ايفل, لكنها تحولت الى احتفالات جامحة وهجوم على السياح في قلب العاصمة. ورمت الجماهير قنابل دخانية على الحانات والمطاعم التي تضررت بشكل كبير خلال المواجهات بين جماهير سان جرمان المعروفة تحت اسم "اولترا" ونحو 800 شرطي. واصيب 32 شخصا بجروح والقي القبض على 39 شخصا اثر الاضطرابات. ونقلت الصحف المحلية ان عددا من السياح استهدف خلال اعمال الشغب. والغيت جولة للاعبي سان جرمان في نهر السين وغادر اعضاء الفريق على عجل المنصة في ساحة تروكاديرو بدون توجيه خطاب للحشود. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية لاذاعة "ار تي ال": "هذا يعطي صورة مروعة لفرنسا. في الاساس انا غاضب ومشمئز مثل كثير من الناس. يجب ان نكون صارمين جدا, وحازمين جدا مع مثيري الشغب". وشهدت الاحداث احراق دراجة نارية وتحطيم واجهات متجر, وادت الى دعوات من حزب اليمين لاستقالة وزير الداخلية مانويل فالس. ورد فابيوس على هذه الدعوات: "مانويل فالس هو وزير جيد للداخلية". وقال فالس ان احتفالا لتسليم الكأس امام بلدية باريس مساء اليوم الثلاثاء قد الغي بالاضافة الى جميع المناسبات العامة المرتبطة بالنادي. وقال فالس لاذاعة "اوروبا 1": "جميع المظاهرات في الاماكن العامة المرتبطة بباريس سان جرمان لم تعد ممكنة في الساعات المقبلة". وندد فالس بالعنف الذي "لا يطاق" وتعهد بان يجعل من الجناة مثالا لباقي مرتكبي العنف. واجبر عدد من المطاعم على جادة شانزيليزيه وبينها مطعم فوكيتس الشهير على الاقفال في وقت مبكر نتيجة العنف. وقال فالس: "هاجم بعض المئات من الاولتراس, بينهم ممنوعون من دخول الملاعب, مثيرو شغب, شبان وسكارى, هاجموا الناس والصحافيين وحطموا واجهات المتاجر وزجاج السيارات لساعات عديدة". واضاف مفوض شرطة باريس برنار بوكو انه نظر للاضطرابات لن يتم منح باريس سان جرمان بعد الان "اي موكب احتفالي". واكد رئيس بلدية باريس الاشتراكي برتران ديلاوني الثلاثاء انه سيقف الى "جانب الضحايا" وعبر عن "اشمئزازه" و"غضبه" من تشويه احتفالات سان جرمان: "بصفتي رئيس بلدية باريس, اقف الى جانب الضحايا. لا زلت سعيدا للقب الدوري واسفا لعدم التمكن من الاحتفال به بطريقة شعبية في الاماكن العامة". واضاف ديلانوي: "ينبغي ان نكون صادقين بما يكفي للقول ان تفادي ذلك كان ممكنا بطريقة واحدة: من خلال حظر اي احتفال يتعلق بالتتويج" حظر لو حصل لكان تسبب "بانتقادات كثيرة". وكانت مجموعة قطر للاستثمار الرياضي اشترت قبل عامين النادي الذي عرف بعنف مشجعيه في الماضي خصوصا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وخلافا للمشهد الدرامي في باريس, كرم عشرات الالاف من جماهير مانشستر يونايتد الانكليزي مدربهم المعتزل السير اليكس فيرغوسون بعدما قاد الشياطين الحمر الى لقب الدوري 13 مرة في 27 عاما. وانتهت الاحتفالات في مانشستر بدون اي حوادث. وكانت اعمال سلب وهجمات على سياح صينيين في باريس دقت ناقوس الخطر, واثارت تحذيرات من انخفاض عدد الزوار الاغنياء القادمين من البلد الاسيوي الكبير. ونقلت السفارة الصينية في باريس مؤخرا زيادة في عدد الشكاوى في ما يخص السلب والسرقات الاخرى. وفي 20 مارس الماضي, تعرضت مجموعة من 23 صينيا للسرقة في مطعم بعد قليل من وصولهن الى باريس من مطار شارل ديغول. وسرقت جوازات سفرهم, تذاكر الطائرة واموالهم النقدية واصيب قائد المجموعة في وجهه. وكالات