أكد المشاركون في لقاء حول "تنظيم كأس العالم 2026 .. تحدي وطني"، نظم اليوم الخميس بالرباط، أن المملكة تتوفر على كافة المقومات التنظيمية والجغرافية والمادية والبشرية والسوسيو-ثقافية التي تؤهلها لاحتضان منافسات كأس العالم لكرة القدم 2026. وأبرز المشاركون خلال هذا اللقاء، الذي نظمته كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2026 يستمد قوته من كون المملكة، العريقة بتاريخها الزاخر بالتنوع الثقافي، تتوفر على كافة الإمكانيات والمؤهلات من عناصر تنظيمية مشهود لها وبنيات تحتية إلى جانب موقع جيو-استراتيجي جعل منها مفترق طرق بين الشرق والغرب، مؤكدين أن المغرب قادر على ضمان نجاح هذه المنافسة الرياضية العالمية، كما نجح في عدة مناسبات رياضية في كسب رهان إنجاح تظاهرات كبيرة. وفي هذا الإطار، قال هشام العمراني، الكاتب العام السابق للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والمكلف بالتنسيق بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللجنة المكلفة بافتحاص ومتابعة ملفات الترشيح لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إن المغرب قادر على احتضان هذا العرس الكروي العالمي بما يتوفر عليه من بنيات التحتية ونقل وطاقة إيوائية فندقية علاوة على الإمكانات المادية والبشرية والقدرات التنظيمية. وأضاف السيد العمراني، في مداخة حول "الملف التقني لترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026"، أن المملكة تزخر بمؤهلات على كافة المستويات من جاذبية سياحية وموقع استراتيجي مهم، إلى جانب الدينامية التنموية التي انخرطت فيها عبر إنجاز عدة مشاريع سوسيو-اقتصادية، مشيرا إلى ما يتميز به المغرب من تنوع ثقافي جعل منه فسيفساء مختلفة ومتجانسة الأشكال ومنفتحة على محيطها الخارجي. من جهة أخرى، تطرق السيد العمراني إلى الانعكاسات السوسيو-اقتصادية لاحتضان المغرب لهذا الحدث الرياضي العالمي الذي أصبح حلما وطنيا، والمتمثلة، بالأساس، في عصرنة المدن المستضيفة لمباريات نهائيات كأس العالم عبر إعادة تأهيلها وتهيئتها المجالية، إلى جانب تعزيز حضور المغرب على المشهد القاري والدولي كبلد صاعد وكذا الدفع بقطار التنمية البشرية الشاملة. بدوره، أكد رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط السيد عبد الحنين بلحاج أن المغرب، بمؤهلاته البشرية وبنياته التحتية، قادر على تحقيق الحلم الوطني بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2026، معتبرا أن الترشح لاستضافة هذا الحدث الرياضي يعد مشروعا وطنيا يأتي لاستكمال مشروع التنمية الذي انخرطت فيه المملكة منذ عقود وذلك من أجل تحقيق "انبعاث أمة وقارة". وبعد أن أشار إلى أن المؤسسة الجامعية بكافة مكوناتها منخرطة لدعم ملف ترشيح المغرب في هذا المجال، أكد المسؤول الجامعي أن ملف الترشيح الذي يحظى باهتمام واسع يعتبر "قضية وطنية". واعتبر السيد بلحاج أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لاستعراض تطورات ملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2026، ومحطة لتبادل الأفكار والآراء حول الترتيبات التي اتخذتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل تعزيز حظوظ المغرب في هذا المجال. من جهته، تطرق السيد محمد القعاش، أستاذ جامعي بالمركز الوطني للرياضات ورئيس الجمعية الإفريقية للتدبير الرياضي، إلى إيجابيات تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2026 بالنسبة للمغرب، وذلك على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدا أن من شأن احتضان المملكة لهذا الحدث الرياضي العالمي أن يعزز إشعاعها في كافة المحافل القارية والدولية. واعتبر السيد القعاش أن المغرب يتوفر على حظوظ لاحتضان هذا العرس الرياضي، أخذا بعين الاعتبار كيفية التحضير والإعداد بذكاء ومهنية في تدبير هذا الملف، وذلك بالنظر لما تزخر به المملكة من مؤهلات في كافة المستويات. من جهته، قال مدير المرصد العلمي للدراسات في الحكامة والتدبير، السيد محمد اكديرة، إن المغرب يتوفر على حظوظ كبيرة لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2026، مبرزا، في هذا الإطار، الدور الذي يمكن للمؤسسة الجامعية الاضطلاع به في مواكبة هذ الحدث التاريخي عبر عملية التحسيس والانخراط التام لكافة مكوناتها. يشار إلى أنه في إطار التحضير لملف ترشيح المملكة المغربية لتنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026، تم إسناد رئاسة لجنة ترشيح المغرب، من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى مولاي حفيظ العلمي. ويشكل تقديم الترشيح المغربي مناسبة لإبراز دينامية الشباب وكذا مختلف مؤهلات المملكة، فضلا عن مساهمتها في إشعاع المغرب والقارة الإفريقية.