أجزم على أن ما جاء فوزي لقجع لقيادة جامعة رياضية من أكثر الجامعات متابعة ومساءلة واهتماما إعلاميا، إلا لأنه جمع بين مقومين كبيرين، المقوم الأول أنه رجل مستأنس بتحمل المسؤوليات العظام والجسام، ومتمتع بعقلية الرجل العلمي والبراغماتي، والمقوم الثاني أنه رجل شغوف بكرة القدم، وعندما يلتحم العلم بالشغف، فإنه يقود بالتالي إلى ما يجمع عليه المغاربة اليوم من أن كرة القدم الوطنية والجامعة الملكية المغربية بالذات رزقت برجل إجتمع فيه ما تفرق في غيره، لذلك لا غرابة أن يكون فوزي لقجع على رأس الجامعة التي أنهت خصاما دام 20 سنة بين الفريق الوطني وكأس العالم. فوزي لقجع الرئيس السعيد، وفوزي لقجع الفرح مثل كل المغاربة، وفوزي لقجع الذي ما زال يتغذى من شغفه، هو الذي تلتقيه «المنتخب» لتسرد على لسانه ملحمة التأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم. المنتخب: التأهل لكأس العالم لا يمكن أن يكون غاية في حد ذاته، لا أظن أنك تختلف معي في هذا الأمر؟ فوزي لقجع: أبدا، التأهل لكأس العالم وكما قلت للاعبين هو بداية لرحلة ستكون لها فصول كثيرة، التأهل أعاد المنتخب المغربي إلى وضعه الطبيعي الذي كان يستحقه منذ وقت طويل، لذلك فإن العمل الآني والمستقبلي يجب أن يتركز على شيء أساسي هو أن ندعم بكل ما أوتينا من قوة ومن إبداع من أجل أن يظل الفريق الوطني في هذه المكانة التي تجعله اليوم واحدا من أفضل خمسة منتخبات إفريقية. نحن نحمل اليوم مسؤولية تمثيل كرة القدم الإفريقية في أكبر عرس كروي عالمي، وعلينا أن نؤدي الأمانة، كما تعودت منا عائلة كرة القدم الإفريقية ذلك، أي أن نوقع على حضور مميز في النهائيات. وفور الإنتهاء من التصفيات التي ضمنت لنا التأهل للمونديال، شرعنا بالفعل بمعية الجهاز التقني الوطني على وضع خارطة الطريق لتحضير الفريق الوطني بما يلزم من إحترافية ليكون جاهزا للرهان المونديالي، وطبعا حالة الفرح الجماعي التي سادت بعد صعود الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم، أسبوعا فقط بعد تتويج نادي الوداد البيضاوي بعصبة الأبطال الإفريقية، لا بد أن تستثمر على النحو الأفضل لنواصل العمل في العمق، فما زالت هناك أوراش كثيرة تنتظرنا لنضع كرة القدم الوطنية في المستوى الذي يضمن لها التميز قاريا ودوليا، وأعتقد أن عائلة كرة القدم الوطنية متحفزة من أجل مواصلة العمل في كافة الأوراش الإستراتيجية. المنتخب: قبل أن يحل موعد نهائيات كأس العالم ستكون كرة القدم الوطنية أمام إختبارات دولية وإفريقية، الوداد بمونديال الأندية والمنتخب المحلي يدخل رهان «الشان»، لا أظن أن هناك وقتا للراحة؟ فوزي لقجع: الإستحقاقات تتوالى وهي تحتاج إلى تدبير حكيم واحترافي كما أقول دائما، نحن على ثقة أن نادي الوداد البيضاوي سيشرف كرة القدم الوطنية في مونديال الأندية كما كان الحال مع الرجاء سنة 2013، ونحن نشتغل على قدم وساق من أجل أن ننجح في تنظيم مثالي ونموذجي لبطولة إفريقية للاعبين المحليين، ومن أجل أن يوقع منتخبنا المحلي على حضور جيد لينعكس بذلك بشكل إيجابي على بطولتنا الإحترافية، ولا ننسى أيضا أننا نهيء لانعقاد مناظرة كرة القدم النسوية الإفريقية بمراكش ليتحقق لها نفس النجاح الذي تحقق لمناظرة كرة القدم الإفريقية بالصخيرات. أنت ترى أن ضغط الأحداث قوي جدا، ولا بد من النفس الطويل ليكون العمل بغاية الإتقان. المنتخب: وسنة 2018 هي أيضا سنة المنافسة على تنظيم نهائيات كأس العالم 2026 قبل أن تكون سنة تجديد العهد والوصال بكأس العالم روسيا؟ فوزي لقجع: نحن نعمل بتوجيه سديد من صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تحقيق هذا الحلم المشروع، حلم أن ينظم المغرب نهائيات كأس العالم، وأعتقد أن ما يصلنا من أصداء يجدد الثقة ويشحن المعنويات، وكما قلت للسيد جياني إينفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم بكل صدق، فإنه من غير المستصاغ ومن غير المعقول أن لا تنظم إفريقيا كأس العالم مرتين على الأقل قبل إنقضاء 100 سنة على انطلاقها، هذا أمر يلخص كل شيء ويقول أن طموحنا كأفارقة لتنظيم كأس العالم طموح مشروع ولا مزايدة فيه، وسنؤكد للإتحاد الدولي لكرة القدم على أننا بكامل الإستعداد من كافة النواحي لتنظيم هذا الحدث الكروي الكوني حتى وهو يجرى بداية من سنة 2026 ب 48 منتخبا.