رسمت أعداد غفيرة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة بالعاصمة الفدرالية واشنطن وضواحيها، لوحات فرح بديعة أتثتها الأغاني والأهازيج المغربية ابتهاجا بتأهل "أسود الأطلس" باستحقاق، إلى المونديال الروسي بعد غياب دام لعقدين. "هي هو مبروك علينا هذه البداية مازال مازال"، "روسيا روسيا راحنا جايين" "مغربي مغربي ورافع راسي للعالي"، أغاني وشعارات ومقاطع خالدة رددها أبناء الجالية المغربية الذين تابعوا أطوار هذه المباراة بمقهى"طرب" في "فالس شورش" بضواحي العاصمة واشنطن والذي ازدان بالأعلام المغربية وقمصان الفريق الوطني. واختزلت الأجواء الحميمية المفعمة بالحماس التي عاشها هذا الفضاء بالعاصمة الأمريكية مظاهر الفرح التي عمت الكثير من الولايات على امتداد التراب الأمريكي، ولاسيما المناطق التي تعرف تواجدا مهما للجالية المغربية. وفي لحظة تقشعر لها الأبدان، ردد العشرات من أبناء الجالية الذين يمثلون ثلاثة أجيال، بصوت واحد، النشيد الوطني تعبيرا عن مشاعر الانتماء القوي للوطن الذي يحملونه بين جوانحهم رغم بعد المسافات. وقد حرص أبناء الجالية المغربية الذين حجوا ساعات قبل انطلاق اللقاء إلى هذا المقهى على ارتداء أقمصة الفريق الوطني الذي بصم مسارا استثنائيا في هذه الاقصائيات، توجه اليوم بتأهل أعاد للكرة المغربية هيبتها وريادتها القارية. و لم تختلف الأجواء التي تابع فيها أفراد الجالية المغربية هذا المقابلة، في شيئ، عن تلك التي عاشها أفراد الشعب المغربي في هذا اليوم المشهود، فقد بدت الأعصاب متوترة في الدقائق الأولى من اللقاء التي مضت بطيئة، مشيعة جوا من الترقب، غير أن الأداء الرجولي والرصين للكتيبة المغربية بقيادة المدرب رونار الذي خبر الأجواء الافريقية، عزز الثقة في أسود الأطلس وأكد قدرتهم على تحقيق آمال المغاربة، وهو الأمر الذي جسدوه بتوقيع الهدف الاول للاعب درار الذي فجر فرحة عارمة حولت فضاء هذا المقهى إلى كرنفال احتفالي، قبل أن يضيف اللاعب بنعطية الهدف الثاني معبدا الطريق لتأهل تاريخي من قلب العاصمة ابيدجان. وقد أحيى تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات روسيا في نفوس أبناء الجالية المغربية وخاصة من الجيل الأول ذكريات المشاركة المغربية في نهائيات كأس العالم 1994 التي احتضنتها الديار الامريكية والتي كانت خلالها الجالية المغربية حاضرة بقوة لمؤازرة المنتخب الوطني ومتابعة المباريات التي خاضها آنداك بنفس الروح والحماس. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، قال السيد حسن سمغوني أحد قيدومي الجالية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة، واللاعب السابق لفريق الوداد البيضاوي،إن هذه المباراة "التاريخية" شكلت فرصة سانحة للأسر المغربية في المهجر "لتجديد عرى الارتباط بالوطن ومشاطرة المغاربة قاطبة فرحة التأهل الى المونديال". وأضاف سمغوني الذي حرص على متابعة هذه المباراة في جو حميمي رفقة أسرته الصغيرة، أن مثل هذه المناسبات والأحداث تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين "لترسيخ قيم المواطنة والانتماء الى الوطن في نفوسهم"، مسجلا في هذا السياق أن غالبية لاعبي المنتخب الوطني "هم من أبناء الجاليات المغربية الذين يصنعون اليوم أفراح وطن بأكلمه". وأكد سمغوني، مؤسس فريق "واشنطن أتلتيك كلوب" والذي سبق أن خاض مباراة مع فريق الوداد البيضاوي سنة 1973 بأبيدجان، أن أحد المعاني العميقة للإنجاز الكبير الذي حققه الفريق الوطني هذا اليوم، تتمثل في "الإسهام الكبير الذي يقدمه مغاربة العالم لبلدهم الأم في شتى المجالات، ومنها المجال الرياضي، أسوة بباقي أبناء الشعب المغربي". من جهته، قال منير رحيمي أحمد أفراد الجالية المغربية الذين تابعوا هذه المباراة أن "أسود الأطلس لم يخيبوا آمال الجماهير المغربية وقدموا أداء بطوليا انتزعوا من خلاله بطاقة التأهل من أبيدجان". وأضاف منير الذي كان يتأهب للانطلاق رفقة مجموعة من أفراد الجالية المغربية في مسيرة احتفالية على متن السيارات، "ممتنون كثيرا للفريق الوطني المغربي الذي أهدانا هذه اللحظة التي شاطرنا فيها أبناء الوطن فرحتهم".