الكل يريدها ثالثة ثابتة وتاريخية ناجحة، ونجمة إفريقية ثانية تزين الصدور، وتحلق بالراية المغربية في علياء القارة السمراء بعد أفول دام 18 سنة. المغاربة بألوان حمراء هذه الأيام، والجميع يهتف كلنا وداد الأمة، بمن فيهم الإخوة الأعداء الذين يساندون الجار الغريم، ليس حبا فيه وإنما ودّا في المصالحة المغربية مع الألقاب، وأيضا رغبة في نيل هدية المشاركة في أمجد المسابقات خلال الموسم المقبل. خطوة فقط باتت تفصلنا عن الفرحة الكبرى برجوع الأندية الوطنية إلى منصة التتويج بعصبة الأبطال، وريادة إفريقيا للمرة السادسة في التاريخ، وعودة البهجة والفخر والبسمة إلى الوجوه التي ظلت بئيسة وتعيسة لسنوات وسنوات. الوداد أنجز نصف المهمة ببسالة ونجاح هناك ببرج العرب بالإسكندرية، وأفلت من الكمين الحارق للأهلي المصري إمبراطور الكرة الإفريقية، وأثبت أنه فعلا يستحق إسم وداد المقاومة، لما أظهره من صمود شديد وقتال فريد يستحق أن يُلقن كدرس في الكفاح والإستماتة والعزيمة. أفضل سيناريو تحقق، وأحسن نتيجة أنجِزت، وأحلى خيار بات يمتلكه المدرب الحسين عموتا وفيلقه المحارب، لمناقشة إياب النهائي بالكثير من الأفضلية الذهنية والتقنية، والعديد من الخطط والمناهج التكتيكية، لتفادي لذغة الخصم خصوصا، قبل الإجهاز عليه بالضربة القاضية بملعب الرعب والجحيم بالدار البيضاء. صحيح أن الكرة في معترك الوداد والقرار بأقدام اللاعبين، لكن المفاجأة واردة جدا من فريق عملاق لا يهاب شيئا، ولا يعرف معنى الدهشة والخوف من الضغط والجمهور، ولا يمزح في هكذا نهائيات ومباريات مصيرية، إعتاد فيها اللعب تحت جميع السيناريوهات، وفي قلاع خارجية مفخخة، نجح في الخروج منها سالما وبأغلى الغنائم. أهلي القرن ومن أصل 8 ألقاب حصدها في المسابقة فاز ب 4 نهايات أقيمت إيابا بعيدا عن معقله، فأفلح في العودة مرتين من تونس بطلا ومرة من غاروا الكاميرونية ومثلها من كوماسي الغانية، ويكفي إستحضار آخر تتويج له بالمسابقة سنة 2012، حينما تعادل على أرضه ذهابا ضد الترجي التونسي بهدف لمثله، قبل أن يقلب الطاولة من مسرح رادس وينتصر بنتيجة 2 1 محققا لقبا فريدا ومستحقا. على الوداد أن يهدأ وأن يبقى مركزا وثابتا ومتواضعا، وعلى الأنصار أن يقللوا من لغة التفاؤل المبالغ فيه والثقة الزائدة في النفس، لأن التونسيين سبق وأن عاشوا مثل هذه اللحظة وحضّروا للإحتفال باللقب بمنزلهم، لكنهم أدوا غاليا ثمن بيعهم لجلد المصريين قبل إصطيادهم، وتلقوا العقاب الأليم بسبب سوء التعامل مع الإياب الملغوم رغم الأفضلية الذهنية. توابل الفرح موجودة، والعوامل المؤدية للتتويج بالأميرة السمراء حاضرة، وملح نهائي الإياب سيكون أولا الجمهور الصاخب، وثانيا الذكاء الماكر، وثالثا التركيز والفعالية الهجومية لقتل المباراة سريعا تفاديا لردة الفعل المخيفة. وداد الشهداء الذي لم يخسر ولم يتعادل قط بعصبة الأبطال هذا الموسم على أرضه، يجهز العدة والعتاد لمعاودة حبكة دور المجموعات حينما تفوق الفرسان الحمر بهدفي فابريس والكرتي، ويعلم جيدا أن تعادله بالإسكندرية سيف ذو حذين يتطلب منه دخول المعركة الثانية بدفاع وإندفاع، والإعتماد على الدقة أوقات الشدة، والمقالب لحظات التفوق، والحرص كل الحرص على الإلتزام التكتيكي والصبر، والتنويع من الحلول نظرا لإنكشاف بعض نقاط القوة لدى المدرب حسام البدري. كلنا معك يا الحمرا، كلنا سندفعك للتتويج بأغلى الكؤوس، كلنا سنربط الإتصال مع العالمية بعد إضافة الأهلي إلى قائمة الضحية، وخطوة صغيرة بس تتطلب منكم يا وداد أن تكون رجالا وأبطالا.