بعد إكرام وفادة الغابون في مباراة رسمية نهاية الأسبوع الماضي، واصل الفريق الوطني إستعراض العضلات والضرب بقوة وبحصص عريضة، وأبى إلا أن يفترس فهد كوريا الجنوبية بثلاثية مقابل هدف وحيد في مواجهة ودية تحضيرية على أرضية ملعب أرينا بيسو بمدينة بييرن السويسرية. الأسود بتشكيلة كاملة من البدلاء دون إستثناء قصوا شريط المباراة بأفضل سيناريو ممكن، حينما ضغطوا بشكل مكثف وتوصلوا إلى هز الشباك مرتين في العشر دقائق الأولى، عبر النشيط أسامة طنان الذي سجل الأول في الدقيقة 7 بعد هجمة مرتدة قادها السريع أمين حاريث، ثم عاد ليوقع الثاني في الدقيقة 10 بعد عرضية من الجناح الحداد والتي أبعدها الدفاع لتصل إلى مهاجم لاس بالماس المتربص. فجر والحداد والناهيري تناوبوا عن التهديد الخطير لمرمى الكوريين الذي ناب عنهم القائم وحماهم من هدف ثالث، وظهر الأسود بمستوى جيد ومميز من خلال إمتلاك الكرة والضغط المتقدم في نصف الخصم، كما شكلت الجهة اليسرى التي تألق فيها بقوة الحداد وحاريث مصدر قلق طيلة أطوار الشوط الأول، والذي عرف بعض المحاولات الكورية القليلة التي وجدت يقظة الحارس ياسين بونو. الإيقاع السريع والإندفاع الهجومي تواصل من جانب الأسود والذين كرروا سيناريو الشوط الأول، حينما هز الحداد شباك الفهد الكوري بثالث الأهداف مستثمرا تمريرة من حاريث، وذلك بعد ثوان قليلة من إعلان صافرة بداية الشوط الثاني. الحصة الثقيلة وإرتباك الخصم الأسيوي المتواضع شجع رونار على القيام بعدة تغييرات على كافة الخطوط، فزج ببولهرود والحارس التكناوتي وعليوي وأوناجم وبلهندة وحاكيمي، فتكافأت الكفة نسبيا بين المنتخبين بخروج الكوريون للبحث عن التهديف، فتحقق لهم مرادهم من ضربة جزاء تسبب فيها التكناوتي وترجمها إلى هدف نجم توتنهام الإنجليزي سون في الدقيقة 65. باقي الدقائق تحكم فيها المنتخب الكوري مندفعا وهاجما لكن دون أن يسبب الأرق لبانون وبقية العناصر، في وقت حاول فيه عليوي وطنان التسديد من بعيد كوسيلة للرد والبحث عن رابع الأهداف دون تركيز، لتبقى النتيجة على حالها حتى النهاية بتفوق بين ومستحق للأسود الذين سجلوا أول فوز لهم في تاريخ مواجهاتهم مع كوريا الجنوبية، مؤكدين أنهم في قمة النجاعة والجاهزية للمنافسة بضراوة وقتالية على بطاقة مونديالية بأبيدجان الإيفوارية يوم 11 نونبر المقبل.