نهجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الفترة الأخيرة سياسة تعشيب ملاعب الهواة والمدن المهمشة بالعشب الإصطناعي، وهي تكملة لسياسات جامعات سابقة من أجل توفير فضاء رياضي مهم لفرق الهواة والأحياء والعصب الجهوية. واعتبر المسؤولون الجامعيون أن تهييء كل الظروف المواتية لفرق الأحياء والعصب والهواة، نقطة انطلاق جيدة لاكتشاف وتكوين مواهب صاعدة، يمكنها أن تظهر إمكانياتها وتطورها بعد ذلك في الأندية الوطنية. وساهمت الأزمة الخانقة التي تعانيها كرة القدم الوطنية في البنيات التحتية، في وضع موضوع الملاعب ضمن أولويات الجامعة، واليوم سنسلط الضوء على ملعب العربي الزاولي الذي له تاريخ مع «بيضاوة» وخاصة سكان الحي المحمدي. بوادر إنفراج أزمة ملعب «العربي الزاولي» الكائن بالحي المحمدي ظهرت مع مشروع إصلاح الملاعب الوطنية بعد سنوات عاشها مع النسيان الذي طاله وحوله من معلمة تاريخية إلى «خربة» تأوي المتشردين ووكر للإعتداءات والسرقة. وقد تم إصلاحه وإعادة تأهيله ليصبح ثاني ملعب بالمدينة بعد مركب محمد الخامس، لوجود اتفاقية بين ولاية جهة الدارالبيضاء وإحدى الشركات المكلفة بصيانة المنشآت، من أجل إصلاح ملعب «العربي الزاولي»، والتي تم توقيعها آنذاك. وكان ملعب العربي الزاولي قد دخل في مخطط مجلس مدينة الدارالبيضاء من أجل إصلاح كل مرافقه، إلى جانب ملاعب أخرى بالدار البيضاء. وأشارت التقارير إلى أن مجمل المبالغ التي خصصت لهذه الملاعب، ومن بينها ملعب العربي الزاولي وصلت إلى 32 مليار سنتيم، وهمت هذه الإصلاحات مرافقه ومدرجاته وعشبه، ثم محيطه. ومن شأن إصلاح ملعب العربي الزاولي أن يمنح دينامية جديدة للفرق البيضاوية الأخرى، في مقدمتها الرجاء والوداد اللذين كانا يضطران إلى البحث عن ملعب بديل خارج الدار البيضاء في بعض الأحيان لإجراء مبارياتهما الرسمية، في حال أغلق ملعب محمد الخامس للإصلاحات أو لسبب آخر، ثم فريق الطاس نفسه الذي تعذب كثيرا قبل سنتين عندما كان ا لا يجد ملعبا حتى للتداريب فالأحرى ملعب يستقبل فيه مبارياته الرسمية.