تفاعلا مع شريحة واسعة من شعب الخضرا، مع ملايين أضناها واقع الفريق وتعبت من الحل الذي يأتي أو قد يطول إنتظاره، من الذين حرقتهم جمرة الإخفاقات وأخجلهم تواضع نسر ما عاد يحلق في العالي وما عاد يجرح كما كان. تفاعلا مع المتلونين بالأخضر، مع المهووسون بحب العالمي المتهاوي، نواصل حكاية وضع الرجاء في المزاد وبحرقها من يد ليد، من رئيس لرئيس دون مراعاة لحجم الغصة والضيق الذي يشعر به كل هؤلاء المتجمهرون خلال شهر رمضان والذين نال منهم العطش صياحا وهتافا ضد حسبان ومن والاه من حكماء آخر زمن. الحكماء لا يتقمصون دور الشيطان الأخرس، لا يعبثون بهوية النادي ولا يدعمون رئيسا هم متأكدون أنه لن يأتي بشيء، وأنه ممنوع حتى من التوقيع وممنوع من فتح حساب بنكي وممنوع من الصرف والإعراب والنحو. الحكماء وأوزال كبيرهم كان بإمكانهم أن يلعبوا دورا أكبر من مجرد صد الطريق على عودة وهمية في مخيلتهم لشبح بودريقة والإنتقام من الأخير بمساندة نقدية لحسبان، كان بإمكانهم أن يكونوا أكثر دينامية وأن ينتصر أوزال وحنات وعمور والصويري وغلام لإسمهم وتاريخهم لا أن يحسب المآل الكارثي والمصير الزؤام الحالي للرجاء عليهم. اليوم هناك حسبان ومقابله الطوفان، حسبان بانتحاريته وتعنته والطوفان مجسد في جمهور منتفض لم يقل كلمته بعد ولم يدل بدلوه وما يزال مصرا على التصعيد حتى يتغير إسم ومسمى قائد الجوقة والأوركسترا. اليوم حسبان مستعد لأن يرخص صورة الرجاء وأن يعرضها مثل عروس «بايرة» أو مطلقة بسمعة سيئة على المدربين، حتى لو كلفه ذلك التنقل لإسبانيا لالتقاط صورة مع مدرب إسباني يجهل كل شيء عن أزمة الفريق ب «الشورط». حسبان يؤمن بنظرية الفلاسفة «أنا أوقع مع بن شيخة وغاريدو إذن أنا موجود»، ولو رحل غاريدو سيبحث عن البنزرتي والعجلاني ولربما وحيد وهنري ميشيل. رئيس الرجاء غير مكثرت بما يقوم به برلمان الفريق، لا يهمه سحب الثقة منه بالأغلبية فهو سيد القانون ومروره من مجالس المدن والمقاطعات أتاح أمامه دراية واسعة بفن تعويم هذا القانون والتحايل عليه. يدرك حسبان أن غاريدو غير مرغوب فيه لا من اللاعبين ولا من الجمهور ولا من المنخرطين، فمع من سيتعاون هذا الإسباني؟ ويدرك حسبان أنه راحل لا محالة و أنه لا بد له أن يخلف وراءه بصمة حتى لو خرب البيت وهد السقف على أصحابه، لذلك هو جاد هذه الأيام في بيع لاعبي الفريق بالجملة و ب «الصولد». يريد حسبان أن يرحل وقد باع يميق لفرنسا وبنحليب للسعودية والحافيظي ومابيدي لقطر حتى لو فرغ البيت من نجومه ولو كان الفريق مقبلا على كأس الكاف ممثلا للكرة المغربية. الحكمة التي كان على الحكماء أن يهمسوا بها في أذن حسبان قبل أن يوقعوا على عريضة معارضته هي أن ينبهوه إلى أن المخول له أمر بيع اللاعبين وشرائهم هو المدرب المقبل وليس معاليه لأن ذلك ليس من اختصاصه. غريب ما نسمعه هذه الأيام عن محاولة رئيس الرجاء تصدير لاعبيه دفعة واحدة لنية في النفس والفريق مقبل على رهان بطولة مجهولة، وكأس قارية تضاريسها وعرة وشاقة، وغريب أن نسمع عن عرض كل هؤلاء بأرخص الأثمان وكأن حسبان يريد أن يتخلص منهم سريعا لقضاء مآرب وغايات غير تلك التي يعرفها الجمهور، مآرب تخصه لوحده ولا علاقة للعالمي بها، وياحسرة عليك يا رجاء.