مثل وكيل الاعمال الشهير البرتغالي جورج منديش أمام محكمة اسبانية امس الثلاثاء في مدريد لاتهامه بمساعدة موكله النجم الكولومبي راداميل فالكاو على التهرب من الضرائب. ونفى منديش الذي يمثل ايضا النجم البرتغالي لريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو المتهم ايضا بالتهرب الضريبي، تهمة انشاء اي شركات وهمية لمساعدة اللاعبين على اخفاء بعض عائداتهم. وخضع منديش للاستجواب ضمن قضية تهرب ضريبي لموكله فالكاو في ما يتعلق بانشائه لشركات وهمية وحسابات "أوف شور" لتخفيض الأكلاف الضريبية للرياضيين، أقله على إيرادات الإعلانات أو ما يعرف ب"حقوق بيع الصورة". لكن شركة "جستيفوت" التي يملكها منديش كشفت في بيان أن الأخير نفى أمام المحكمة انشاء شركات وهمية، مؤكدا أن عمله ينحصر "بتمثيل الرياضيين في مفاوضاتهم مع الأندية". وسبق للشركة أن أكدت في بيان قبل ايام "لا يشارك جورج منديش أو شركة جستيفوت التي يديرها، أو يقدم خدمة ذات صلة مرتبطة مباشرة أو غير مباشرة في الاستشارة المالية، الضريبية أو القانونية لزبائنه". لكن بحسب مجلة "در شبيغل" الألمانية الأسبوعية التي حصلت على تسريبات "فوتبول ليكس"، سمح منديش لعملائه باخفاء على الأقل 185 مليون يورو عن أعين السلطات الضريبية، استخدم، من بين أمور أخرى، شركة "مولتي سبورتس & ايماج ماناجمنت" الايرلندية المذكورة أكثر من مرة في التحقيقات ضمن قضية فالكاو. ووصل منديش ظهر الثلاثاء للمثول لأول مرة أمام القاضية الموكلة متابعة القضية في محكمة بوسويل دي الاركون، الواقعة في الاحياء الراقية للعاصمة مدريد ومقر سكن عدد كبير من نجوم كرة القدم. ولم يرد منديش (51 عاما) على اي سؤال قبل دخوله الى المحكمة، وكان التالي على لائحة الاستجواب بعد زوجة فالكاو الارجنتينية لوريلي داهيانا تارون التي استدعيت كشاهدة، بحسب ما ذكر مصدر قضائي لفرانس برس. وعلمت فرانس برس من المصدر القضائي أن القاضية الموكلة بالملف، أكدت ملاحقة منديش بتهمة "المساهمة في العملية التي أدت الى ارتكاب فالكاو جريمة ضريبية". وخرج منديش من الباب الخلفي بعيدا عن عدسات الكاميرات. والمؤكد أن هناك نقاطا مشتركة بين بعض عملاء "جيستيفوت" وهي تهم التهرب من الضرائب. وبحسب اتحاد وسائل الإعلام الذي حلل ملايين الوثائق حول سلوكيات لاعبي الكرة القدم الضريبية "فوتبول ليكس" (تسريبات كرة القدم)، يعد منديش العقل المنفذ لشركات وهمية وحسابات "أوف شور" انشئت لتخفيض الأكلاف الضريبية للرياضيين. وكان رونالدو، المقرب جدا من منديش، آخر لاعب تلاحقه السلطات القضائية الاسبانية في قضية مماثلة، لترتيبات مزعومة في جنات ضريبية مثل جزر العذراء البريطانية، ايرلندا، بنما، سويسرا... ويتوقع مثوله ايضا في 31 يوليوز المقبل في بوسويلو لتهرب ضريبي بقيمة 14,7 مليون اورو (16,5 مليون دولار). ويتهم فالكاو بالتهرب من تسديد 5،66 ملايين اورو مرتبطة بحق بيع صورته عندما كان في صفوف أتلتيكو مدريد في 2012 و2013. ومن اللاعبين الذين تمت ملاحقتهم في قضايا مماثلة في اسبانيا، البرتغاليون فابيو كوينتراو وريكاردو كارفاليو والمدرب جوزي مورينيو والارجنتيني أنخل دي ماريا. بنى جورج منديش، ابن عامل في صناعة البتروكيماويات، امبراطوريته بمفرده بعدما كان منسقا موسيقيا ومديرا لناد ليلي في شبابه. لا يظهر كثيرا في الأماكن العامة، ويعرف عنه التصاقه بهواتفه الخلوية الكثيرة. وبحسب مجلة "فوربس" يملك محفظة لعملائه بقيمة 727 مليون دولار أميركي. لكن منديش ولاعبيه ليسوا أول من يعلق في شباك السلطات الضريبية في اسبانيا. في 2016، دفع برشلونة ثمنا كبيرا خصوصا مع نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي، غريم رونالدو، اذ حكم عليه في تموز/يوليو بعقوبة سجن يمكن استبدالها بغرامة مالية. حتى رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل يمضي عقوبة حجز احتياطي راهنا في إطار قضية أخرى.