على إيقاع ذكريات نهائي كأس العرش الذي ابتسم فيه الحظ للفريق العسكري بضربات الأعصاب، وعلى إيقاع النيران الصديقة التي هزمت الفتح برأسية عزيز الكراوي ذهابا في الدورة الخامسة، يلتقي قطبا العاصمة الرباط في مؤخر الدورة 19 وعينهما على صيد المباراة من أجل زيادة عداد النقاط، الفريق العسكري يريد أن يتجاوز مخلفات الهزيمة الكبيرة بالجديدة والتي كشفت حجم التخبط الكبير الذي يجتازه الفريق وجعله يحتل مرتبة متوسطة لا تليق بتاريخه ولا بسجله المرصع بالألقاب.. في حين الفتح الرباطي يبدو في وضع أكثر أريحية وفي موقع أفضل بكثير مما هو متاح للجار العسكري. الفتح وبعد أن اطمأن على مستقبله بقسم الصفوة بنسبة مئوية كبيرة وهو يبلغ النقطة 26 وذلك بهزمه أولمبيك آسفي، صار ينظر لربح مسافات ومراكز أخرى في سبورة الترتيب من أجل ضمان مشاركة خارجية الموسم المقبل، وارتباطا بهذه المشاركة فإنه سيضع نصب عينيه هاجس تدبير لقاءه ضد الجيش بإقتصاد كبير حتى لا تكون مضاعفات الفاتورة باهظة وحتى ينجز المطلوب بعد هذا اللقاء بخمسة أيام ضد دياراف السينغالي. الجيش وبوصفه الطرف المستضيف، وبإعتبار أنه ملزم بالفوز من أجل تدارك هزة الجديدة، وسيكون موضوعا تحت ضغط نفسي رهيب، غايته الفوز ولا شيء غير الفوز لأن أي نتيجة أخرى معناها دخول مرحلة حرجة هو في غنى عنها. المدرب البلجيكي والعناصر العسكرية المنقوصة وادوش والباسل وبما رافق مسار ومسيرة هذا الموسم من أداء شاحب ومن خجل هجومي ملحوظ، لن يعذر ما لم يبرر الراتب الذي يصرف له وما لم يحقق فوزا كبيرا على الجار، لأن الثالثة يجب أن تكون ثابتة بعد أن حالفه الحظ في مناسبتين خلال مواجهته له هذا الموسم بين الذهاب والكأس. هي مباراة ببهارات الديربيات لكن بنوسطالجيا باردة قياسا بهجرة الجمهور للمدرجات وقياسا بالغياب المستفز للحضور وأيضا لتواجد الفريقين في مراتب بعيدة عن إطار المنافسة عن الأدوار الطلائعية. مباراة الفوز فيها يعيد بعضا من البلسم للجراح العسكرية، وثأر الفتح يضاعف من أحزان الجيش، فمن يفوز بالديربي الرباطي ويصحح أوضاعه؟