قاد البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه ريال مدريد الاسباني حامل اللقب إلى إحكام هيمنته على عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم، فعزز رقمه القياسي بلقب ثان عشر بعد فوزه الكبير على يوفنتوس الايطالي 4-1، السبت في المباراة النهائية على ملعب "ميلينيوم" في كارديف. وافتتح رونالدو، أفضل لاعب في العالم أربع مرات، التسجيل في الدقيقة 20، قبل ان يعادل الكرواتي ماريو مانزوكيتش بتسديدة خلفية رائعة (27). وعزز البرازيلي كاسيميرو النتيجة لريال في الشوط الثاني بتسديدة بعيدة (61)، قبل أن يقضي رونالدو على آمال "السيدة العجوز" بهدف ثالث (64)، ويختتم البديل ماركو أسنسيو التسجيل في الدقيقة 90. وكما تألق في بداية البطولة بنسختها القديمة عندما أحرز اللقب 5 مرات على التوالي بين 1956 و1960، ضرب الفريق الملكي بقوة في العقد الحالي، فتوج مرة ثالثة في آخر أربع سنوات بعد 2014 و2016، وثانية عشرة ("لا دووديسيما")، ليبتعد بفارق خمسة ألقاب عن ميلان الايطالي. وأصبح ريال أول فريق يحتفظ بلقبه في نظام المسابقة الحديث (موسم 1992-1993)، والأول منذ ميلان الايطالي (1989 و1990)، رافعا رصيد الاندية الاسبانية الى 17 لقبا مقابل 12 لايطاليا وانكلترا. كما بات مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان (44 عاما)، أول مدرب يحتفظ بلقب دوري الأبطال منذ الايطالي أريغو ساكي مع ميلان، وأول مدرب يقود ريال الى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا منذ 1958. من جهة يوفنتوس، لا يزال نحس النهائي ملازما له، فخسر للمرة السابعة بعد أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015، ليكتفي بلقبي 1985 و1996. كما تلقى في النهائي أهدافا أكثر مما تلقاه في المسابقة (3 أهداف قبل انطلاق النهائي). وجمع النهائي أفضل فريقين في بلديهما هذا الموسم، اذ توج يوفنتوس بلقبه الثالث والثلاثين في "سيري أ"، فيما احرز ريال لقب الليغا لأول مرة منذ 2012 رافعا رصيده ايضا الى 33 لقبا. كما جمع بين ريال صاحب أقوى هجوم (32 هدفا أضاف اليها أربعة أهداف)، ويوفنتوس صاحب أقوى دفاع الذي تلقى 3 أهداف في 12 مباراة قبل النهائي. وكانت المباراة إعادة لنهائي 1998 عندما فاز ريال بهدف المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش، على يوفنتوس الذي كان يضم انذاك زيدان.
وأصاب رونالدو (32 عاما) عصفورين بحجر واحد، الاول حسم اللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2008 مع مانشستر يونايتد الانكليزي و2014 و2016 و2017 مع ريال، والثاني إبعاد حارس يوفنتوس الايطالي جانلويجي بوفون (39 عاما) عن حلم احراز الكرة الذهبية بعد موسمه الرائع مع السيدة العجوز. وفشل بوفون في بإحراز اللقب الكبير الغائب عن خزائنه، اذ سبق له إحراز كأس العالم مع ايطاليا 2006، ليفشل منطقيا في احتكار ممتد منذ 2008 للكرة الذهبية من قبل نجمي ريال رونالدو وبرشلونة الأرجنتيني ميسي. وأصبح بوفون (39 عاما و126 يوما) ثالث أكبر لاعب يشارك في النهائي بعد مواطنه دينو زوف والهولندي ادوين فان در سار. ولم تشهد تشكيلة الفريقين مفاجآت، فدفع زيدان بلاعب الوسط ايسكو أساسيا بدلا من الويلزي غاريث بايل العائد من الاصابة، واستبعد عن التشكيلة نهائيا الكولومبي خاميس رودريغيز المرشح لترك النادي. من جهته، دفع ماسيميليانو اليغري بتشكيلته الاعتيادية (معدل 30 عاما و336 يوما) مدعمة بثنائي الهجوم الارجنتيني غونزالو هيغواين وباولو ديبالا، والجناحين البرازيليين داني ألفيش وأليكس ساندرو.
واستهل يوفنتوس المباراة بايقاع سريع أمام 66 ألف متفرج، فسدد هيغواين على مرمى فريقه السابق (4)، ثم أطلق لاعب الوسط البوسني ميراليم بيانيتش نصف طائرة رائعة صدها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (6). وبدأ ريال باستحواذ الكرة تدريجا، ومن أول فرصة لريال تبادل رونالدو الكرة مع الظهير داني كارباخال اثر مرتدة سريعة، فسددها من مشارف المنطقة ارضية لمست القدم اليمنى لبونوتشي وسكنت الزاوية اليمنى لمرمى بوفون (20). وأصبح رونالدو أول لاعب في نظام المسابقة الحديث يسجل في ثلاث مباريات نهائية، لكنه لا يزال بعيدا عن اسطورة ريال الراحل الفريدو دي ستيفانو الذي سجل في 5 مباريات نهائية في الخمسينيات. وثار يوفنتوس بعد الهدف ولم يتأخر في المعادلة، بكرة هيأها هيغواين لمانزوكيتش فهيأها بصدره لنفسه وأطلقها خلفية رائعة من 15 مترا ساقطة فوق نافاس (27). وهي المرة الثانية يسجل مانزوكيتش في النهائي بعدما سجل لناديه السابق بايرن ميونيخ في نهائي 2013. كما أصبح ثالث لاعب يسجل مع فريقين مختلفين بعد الصربي فيليبور فازوفيتش (بارتيزان بلغراد في 1966 واياكس امستردام في 1969) ورونالدو (مانشستر يونايتد في 2008 وريال مدريد). وبعد الهدف، بدا يوفنتوس أفضل وتعمد لاعبوه التسديد البعيد وخاطروا بالضغط العالي والروح الهجومية، فانتهى الشوط الاول بالتعادل 1-1.
وبدا ريال أفضل مطلع الشوط الثاني، فسدد مورديتش بعيدة سهلة لبوفون (54) وايسكو قوية من خارج المنطقة (59)، ثم أطلق كاسيميرو تسديدة قوية بعيدة من نحو 30 مترا ارتدت من لاعب الوسط الالماني سامي خضيرة وسكنت الزاوية اليمنى البعيدة لبوفون الذي حاول جاهدا ابعادها (61). وقضى رونالدو على آمال يوفنتوس بعد مجهود فردي من مودريتش وعرضية تابعها هدفا ثالثا (64). ورفع رونالدو الذي خاض النهائي الخامس له رصيده الى 12 هدفا في المسابقة هذا الموسم متخطيا غريمه الارجنتيني ميسي، و42 هدفا في 46 مباراة. وكان الهدف السابع لرونالدو في مرمى بوفون بدوري الأبطال، وال 600 في مسيرته الاحترافية على مستوى الأندية ومنتخب البرتغال. وبدا تعويض يوفنتوس صعبا، ودفع بلاعب وسطه الكولومبي خوان كوادرادو بدلا من المدافع اندريا بارتسالي (66)، الا انه نال بطاقتين صفراوين (72 و84) وطرده الحكم الالماني فليكس بريش. ودفع اليغري بكلاوديو ماركيزيو والغابوني ماريو ليمينيا بدلا من بيانيتش وديبالا، وزيدان ببايل وماركو أسنسيو والفارو موراتا بدلا من الفرنسي كريم بنزيمة وايسكو وكروس. ومن أول لمسة له سجل أسنسيو الهدف الرابع لريال بتسديدة يسارية ارضية من مسافة قريبة بعد تمريرة من مارسيلو مكررا نتيجته ضد أتلتيكو مدريد في 2014 (90). والتقى الفريقان 19 مرة في البطولة، ففاز ريال 9 مرات ويوفنتوس 8. وسجل الفريق الايطالي 22 هدفا مقابل 21 لريال. وخاض ريال النهائي الخامس عشر في المسابقة وال29 في البطولات الأوروبية.