إسمحوا لي على هذا العنوان الكاركاتوري والعامي الخاص بتداعيات التعادل الغريب من المدرب العبقري السي رونار صاحب الكأس القارية مع الكوت ديفوار، حقا عندما يقولون «داخت الحلوفة» يعني أنه اختلط عليها الحابل بالنابل ولا ندري ماذا سيفعله بالضبط من كثرة الأكل، والسي رونار هو مثل هذا الشكل الذي دوخه لحد الإستهثار بالجمهور المغربي ومحللي القنوات مما أبدع فيه من جعل رجل مهاجم يلعب كظهير أيمن، ويلعب بوسط مخيف لحد تقاسم الأدوار من صناع اللعب إلى مقاتلين وفوضى كبيرة في كل الخطوط التي أساءت عرض وأداء الفريق الوطني لمجرد إصابات خلخلت التوازنات ولم يجد لها حلولا على الإطلاق، قلنا غاب درار الرجل بقناعين قل نظيرهما، ولكن هناك رجل مختص ودولي متزن ويلعب كرة راقية في شخص فؤاد شفيق يمكنه أن يعوض درار جملة وتفصيلا، ولكن رونار «داخت عليه الحلوفة» ووضع أمرابط الجهنمي إلى رجل مقاتل وغير مختص على الإطلاق في دور خطير جدا كالظهير الأيمن، ثم عندما غاب عوبادي والأحمدي كرجلي ربط وصناعة اللعب، يأتي ثعلب زمانه بثلاثي غير موظف ولا مؤهل للشكل الذي يلعب به الغائبان، وإذا كان سايس كرجل مقاتل فهذا مرحب به على الأقل لشغل دور السقاء من كل الأماكن لملء جهة أمرابط ومنديل فور نزولهما، ولكن أن يلعب ببوصوفة في دور القشاش أيضا ويرسل البناءات من بعيد فهذا أمر غير مرحب به ويقتل بذلك أريحية الرجل كصانع ألعاب أضاع الكثير من الجهد، أما والحال في إحضار بلهندة في وضع متقدم لنهج دور القائد فلم ولن يفلح في ذلك لأنه ما قدم ولا شيء منذ مدة طويلة ولم يفلح في جميع الفرص التي أنيطت به داخل العرين، وهذا ما أفسد جملة وتفصيلا أداء الفريق الوطني على مستوى الوسط وظهرت العديد من المشاكل البنائية على صعيدي الأطراف بين طنان وبوفال ولم يتوصل حتى الشاب الناصيري بالكرات التي يمكن أن يزعزع بها الخصم إلا في أحايين قليلة وبدون مساند، ولعل في هذه الرؤيا الإستراتيجية خلل في القراءة والتوظيف السيء لمدرب يقال عنه بطل إفريقيا، أليس هذا قمة في السخرية؟ طيب ألم يكن الرجل مرنا في التعامل مع العرابي على الأقل لإستحضاره ومشاركته الفعلية مع الناصري في عملية المساندة الهجومية وعلى شاكلة ثنائية الخط الهجومي المؤازر بالأطراف المزورة ووسط بنائي مريح؟ ألم يكن استحضار لزعر المختص في مكانه الرئيسي حتى ولو أنه حاضر في أجندة المدرب بنيتيز في مباريات البطولة الأنجليزية وعلى الأقل كان من الممكن أن يلعب دور المحاور الرئيسي لبوفال مثلما كان على شفيق أن يلعب في ممره الأيمن ويتقاسم الرواق مع هجومية أمرابط ويوضع طنان في احتياط كبديل الطوارئ؟ ولماذا لم يلعب رونار بفجر الأكثر جرأة من بلهندة كونه لاعب مهاري وجدير بالمتابعة على مستوى المؤازرة البنائية مع بوصوفة، ولو زج رونار بسايس وآيت بالناصر في دور السقائين لكان لبوصوفة وفجر دور كبير في التنشيط الهجومي كشكل من أشكال الحلول المطروحة في سياق التحضير، لكن كان لرونار شكل آخر من التعامل مع الإستراتيجية الفاشلة مع منتخب لم يقرأه جيدا وهو الفائز معه بلقب كأس إفريقيا، ولست أدري كيف يفكر هذا الرجل في وضع خريطة رجال الرقعة ويعاند الكل لأسباب تظل مجهولة مع أن شفيق ظل مغيبا لأسباب مجهولة. طيب، هل يعي السي فوزي لقجع بما اختاره كربان ولا يسائله عن الأخطاء البدائية في الإختيارات التي لا تصنع النتائج؟ وهل يدرك فوزي أن رونار عندما فاز على الرأس الأخضر ذهابا وإيابا ربما صعد إلى السماء لمجرد عبور كان مطروحا في عمل الرجل الأول الزاكي مع أن الرأس الأخضر خسرت أول أمس بأرضها أمام بوركينافاصو بهدفين لصفر؟ ألا يدرك السي لقجع أن الضحك على المغاربة في مثل الورقة الممنوحة لهيرفي رونار حتى في تعامله مع الجماهير في لحظة ردة فعل خاطئة يعتبر سخرية لكل الأطراف اتجاه جماهير كل المغرب ؟ ألا يدرك رونار أن ما سيأتي لن يكون رحيما به على مستوى إدارة الأمور التقنية وبخاصة في شق غياب الحلول لديه من صناع القرار على مستوى الأدوار الوسطية والهجومية وحتى الدفاعية منها على وجه الخصوص؟ الدرس حثما تلقاه هذا الرجل العنيد والمبدع في السخافات الكروية، وحثما سأنتقده كلما دعت الضرورة لذلك كونه يركب في قارب له مجدافان غير متساويان، ويبحث عن علوم الإختيارات من قاموسه الخاص، وربما وصله هذا الطوفان من السداجة التي وضعها في مباراة منسية، وحتى ولو فاز بأقل الأهداف فسيكون النقد موضوعيا كونه وضعنا جميعا في لحظة الرعب وربما كان هو خائفا جدا من الكوت ديفوار من خلال الإشارات التي قدمها في الندوة الصحفية قبل المباراة.