خلف كل لاعب بارز من اصول صينية, يلهث القائمون على الدوري الاميركي للمحترفين بكرة السلة مفتشين عن اسواق مناسبة لترويج "سلعتهم" والفوز بعقود اعلانية وتعزيز استثماراتهم. ويلخص هذا الاتجاه المتنامي ما نقلته صحيفة "تشاينا ديلي" عن ديفيد شتيرن مفوض رابطة "ان بي اي", ومفاده ان "الاسواق الصينية فرصة لتطوير دوري المحترفين ولافادة كرة السلة الصينية ايضا". ومنذ احتراف العملاق ياو مينغ في الدوري الاميركي مع هيوستن روكتس خلال مطلع موسم 2001-,2002 والذي اعتزل العام الماضي بداعي الاصابة, اخترقت السوق الكبيرة مكاتب تمثيل للبطولة الاشهر وانديتها وابرمت عقود بمئات الملايين وخطفت شركات وماركات الاضواء. ويكشف ديفيد شومايكر ممثل ال`"ان بي اي" في الصين عن هذا الازدهار, مفندا التطور في عدد زوار الموقع الالكتروني للدوري ونموه بنسبة 4ر23 في المئة, وموقع الفيديو الالكتروني 9ر58 في المئة. كما محطة "او اس بي ان" اضافت 7 مباريات اسبوعية على شبكة برامجها الموجهة الى الصين وجوارها, ونشطت "اديداس" في هذه السوق. ولعل الفورة الكبيرة بدأت في الموسم الماضي مع تصاعد "لين سانيتي" او ظاهرة اللاعب جيريمي لين الذي تألق مع نيويورك نيكس وساهم في تحقيقه 7 انتصارات متتالية, قبل ان تبعده الاصابة. لين, خريج كلية الاقتصاد في جامعة هارفرد الذي وقع هذا الموسم مع هيوستن روكتس (مجموعة الجنوب الغربي) دخل عميقا في عالم الاعمال. وبريقه مع نيكس جعل اكثر من مليار نسمة في آسيا يتابعونه ويتسقطون اخباره, ما رفع مبيعات قمصان النادي النيويوركي 750 في المئة! وهي نسخة عن القميص التي كان يرتديها لين عندما سجل لفريقه 38 نقطة في سلة لوس انجليس ليكرز. اما النسخة الاصلية فبيعت بمزاد علني في مقابل 32847 دولارا. خاض لين 64 مباراة مع نيكس, ثم انتقل الى روكتس في مقابل 25 مليون دولار لمدة 3 سنوات. وعلى رغم انه لا يعد من اللاعبين الاعلى راتبا, يتوقع ان يتجاوز راتبه 15 مليون دولار للموسم الواحد بدءا من 2014 - 2015. يقال ان "لين هو المستفيد الاكبر من ظاهرة لين", بعدما استثمر شهرته وشعبيته في عروض كثيرة كما يوضح مدير اعماله روجر مونتغومري. فقد وقع لين عقدا مع "نايكي" ناهزت قيمته 5ر4 مليون دولار, واطلقت الشركة حذاء يحمل اسمه ثمن الوحدة منه 140 دولارا, كما تجرى مفاوضات لاطلاق خط البسة جديدة تحمل اسمه. وتعاقد مع مصنع التذكارات الرياضية "شتاينر سبور", واستقطبته "فولفو" التي اشترتها "جيلي" الصينية, فاصبح سفير الماركة في الولاياتالمتحدة, فضلا عن بحثه عن عقود لافضل العروض الترويجية. ومن اجل ذلك يستعين لين بخدمات مستشار التسويق جيم تانير منذ حزيران (يونيو) الماضي. وما حصده مينغ من عائدات عقود وصفقات خلال اعوامه التسعة مع روكتس ونسب الحصص من مداخيل النادي الاعلانية التي كانت تقدر كل منها ما بين 400 و800 الف دولار (نسبة 5 في المئة او 10 في المئة), تبدو هزيلة امام يجنيه لين وما يتوقع ان يحصل عليه. ايام تألق لين في نيكس, ارتفع عدد حضور المباريات في ماديسون سكوير غاردن 27 في المئة, وعدد المشاهدين عبر التلفزيون 57 في المئة, وعبر الانترنت 257 في المئة, علما ان متابعيه يقدرون بالملايين عبر مواقع التبادل الاجتماعي. ووفر بروز لين ارتفاع سهم نيكس في بورصة نيويورك من 4ر29 دولار الى 5ر40 دولار, وصمد في ارتفاعه حتى بعد اصابة النجم الصاعد وابتعاده. وبعد الانتصارات السبعة المتتالية وزعت 3 شركات اعلاناتها في انحاء ماديسون سكوير احداها شركة اطارات تايوانية, وانتجت كوكا كولا فيلما دعائيا باللغة الصينية. وبمجرد انتقال لين الى هيوستن روكتس, انتقلت معه شركة الاطارات وابرمت تويوتا التي يحمل ملعب النادي اسمها, عقدا جديدا لمدة 10 سنوات في مقابل اكثر من 100 مليون دولار, فضلا عن انتشار لوحات اعلانية لمصرفي "ايست وست بنك" و"مترو بنك". واكد جورج لي مالك "مترو بنك" ان "نسبة متابعة الجالية الصينية للدوري الاميركي تكون مرتفعة جدا حين يشارك لين في المباريات". يذكر ان هيوستن من اكثر المدن الاميركية استقطابا للجاليات الآسيوية, وتبلغ نسبتهم 6 في المئة من عدد سكانها المقدر بحوالى 1ر2 مليون نسمة. وفي الموسم الماضي, شغلت مدرجات "تويوتا سنتر" بنسبة 85 في المئة, ومع وجود لين تسعى إدارة هيوستن إلى جعل مقاعد المدرجات محجوزة بكاملها. وكالات