أجواء الفريق الوطني رائعة وسأجتهد لأحضر الكان فضلت الأسود لإرتباطي بالمغرب ولن أغادر تولوز شعرت بحماس زائد أمام الطوغو والقميص الوطني شرفني أتعلم اللغة العربية والإعلام الفرنسي لم يضغط بعد إختياري للأسود بعد طول إنتظار حقق أدريان ريغاتان حلمه بمجاورة المنتخب الوطني المغربي، بعدما أدار ظهره لديكة فرنسا، الظهور الأول جاء أمام الطوغو والمرحلة القادمة يراهن فيها على تقديم نفسه للجمهور المغربي بصورة أفضل . في هذا الحوار مع «المنتخب» يتطرق ريغاتان لدواعي إختياره لأسود الأطلس ويعرج على مجموعة من النقط التي تهم كيفية إقتحامه أجواء الفريق الوطني رفقة بعض الوجوه الجديدة التي نادى عليها الناخب الوطني للمرة الأولى، وتحدث لاعب تولوز عن محاور تهم أفاقه المستقبلية وكل ما له صلة بحاضره ومستقبله، معتبرا بأن القادم سيكون صعبا في الوقت الذي ستشتد فيه المنافسة على بطاقة الحضور في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا. ريغاتان كشف أيضا عن عدم رغبته في مغادرة تولوز في المرحلة الحالية وتحدث عن وضعه الحالي داخل الفريق ورغبته في أن يستمر في طليعة الليغ1، متمنيا أن لاتعترضه أي إصابة وهو ما يركز عليه كثيرا في حديثه حتى يكون جاهزا للكان المقبلة التي يحلم بها ليل نهار. - المنتخب: ظهرت أثناء دخولك للملعب أمام الطوغو وأنت تقرأ بعض الآيات القرأنية وتدعو الله التوفيق، قربنا مما عشته في تلك اللحظة؟ ريغاتان: قرأت الفاتحة فأنا مغربي مسلم وشكرت الله على تحقيق حلم اللعب للفريق الوطني بعدما إنتظرت لوقت طويل، وكنت موقنا أنه سيأتي يوم لحمل القميص الوطني، لن أنسى لحظة دخولي أرضية الملعب طالما أنا على قيد الحياة. - المنتخب: دخلت أمام الطوغو كبديل لزميلك بلغزواني، كيف وجدت أجواء المنتخب المغربي بعد حضورك لأول مرة لحمل القميص الوطني؟ ريغاتان: في البداية أود أن أشكر الناخب الوطني رشيد الطوسي على الثقة التي وضعها في شخصي بعد المناداة علي لصفوف المنتخب المغربي لأنني لطالما إنتظرت هذه الدعوة، والشكر أيضا كذلك لوليد الركراكي الذي لعب دورا في التعريف بي أكثر لدى الجمهور المغربي، أجواء المنتخب الوطني صراحة رائعة وتبشر بالخير، برغم حضوري لأول مرة مع الأسود فإن الكل رحب بي وشعرت بأنني داخل أسرتي الصغيرة وهذا ما أسعدني كثيرا وتأكدت معه أن الخطوة التي أقدمت عليها بإختيار اللعب للمغرب كانت صائبة. - المنتخب: قبل كل هذا أدريان نعلم أنك عانيت كثيرا قبل أن تتمكن من اللعب للمنتخب المغربي ورفضت دعوة المنتخب الفرنسي للأولمبيين، كيف عشت المرحلة السابقة وأنت تريد اللعب للمغرب؟ ريغاتان: بالفعل عشت لحظات صعبة خاصة بعدما رفضت اللعب مع المنتخب الفرنسي في دوري تولون الذي شارك فيه الأولمبي المغربي كذلك، كنت قبلها أحاول تسوية وضعيتي الإدارية لأتمكن من اللعب مع المغرب، لكن المشكل ظل قائما إلا أن تمت تسويته مؤخرا، وهو ما أسعدني كثيرا لأنني كنت أتطلع لدعوة من الناخب الوطني رشيد الطوسي الذي أدخل الفرحة لقلوب عائلتي الصغيرة وبخاصة جدتي التي لم تكف عن الدعوات لي بالتوفيق مع المنتخب المغربي وتحلم بمشاهدتي في نهائيات كأس أمم إفريقيا أدافع عن الراية المغربية. - المنتخب: قبل إلتحاقك بالفريق الوطني بادرت لحفظ النشيد الوطني المغربي، أكيد أنك أعلنت بذلك تشبتك بالهوية المغربية؟ ريغاتان: لا أنكر أنني تربيت بفرنسا وتكونت داخلها لكنني أشعر نفسي مغربيا وجدتي غالبا ما جعلتني مرتبطا بهذا البلد، فهي تنحذر من منطقة أرفود، ومنذ الصغر وهي تروي القصص والحكايات التي جعلتني أظل على صلة ببلدي الأصلي، بالإضافة إلى كل هذا فأنا أحاول منذ مدة تعلم اللغة العربية، لذا لم أجد صعوبة كبيرة جدا في حفظ النشيد الوطني الذي أتمنى ترديده في نهائيات الكان. - المنتخب: الكثير من المتتبعين تفاجأوا لإقدامك على إختيار المغرب بالرغم من أن إسمك متداول كثيرا في الصحف الفرنسية للعب مع المنتخب الفرنسي، ما الدافع الحقيقي الذي جعلك تختار المغرب؟ ريغاتان: في حال ما مثلت المنتخب الفرنسي كنت سأحاول أن أقوم بواجبي فقط، لكن لعبي للمنتخب المغربي يجرني للعب بحماس كبير لأنني أعشق هذا البلد وأريد أن أمنحه الكثير، هو نداء القلب الذي جعلني لا أنتظر لحظة واحدة للعب مع الفريق الوطني المغربي الذي أعتز بتمثيله وصرحت بذلك في أكثر من مناسبة. - المنتخب: أعود بك للوراء، كيف تفاعلت مع الفوز العريض الذي حققه الأسود على حساب الموزمبيق برباعية بمراكش؟ ريغاتان: لم ولن أنسى تلك المباراة شأنها شأنها الفوز الذي حققه المنتخب على حساب الجزائر بملعب مراكش، لقد زرعوا في رغبة جامحة للعب في هذا المركب الجميل، تفاعلت كثيرا مع الفوز على الموزمبيق خاصة وأنه مكننا من ضمان بطاقة العبور للنهائيات التي يحلم أي لاعب بحضورها. - المنتخب: ما هي أهدافك المستقبلية مع الفريق الوطني، وكيف ترى المنافسة وهل من السهل أن تضمن الحضور في نهائيات الكان ؟ ريغاتان: هدفي هو حضور نهائيات كأس إفريقيا بملاعب جنوب إفريقيا، صحيح أن الطاقم التقني والجمهور المغربي لم يتعرف علي كثيرا من خلال المواجهة أمام الطوغو، لكنني سأحاول الإجتهاد مع فريقي تولوز وتأكيد الذات في البطولة الفرنسية قبيل الحسم في لائحة اللاعبين الذين سيمثلون الفريق الوطني المغربي في النهائيات. أعرف أن المنافسة ستكون كبيرة على بعض المراكز بين اللاعبين القدمى والجدد، لكن أظن أن الطاقم التقني سيختار اللاعبين الأكثر جاهزية، وبدوري إن لم أكن مستعدا لحدث من حجم الكان فلن أرضى لنفسي الحضور في منافسة قارية كبيرة. - المنتخب: كيف تقرأ المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب المغربي في نهائيات الكان؟ ريغاتان: بطبعي كلاعب محترف لا أعير أي إهتمام للمقارنات بين الأندية أو المنتخبات، في كرة القدم هناك هزيمة تعادل أو فوز، لذا فلا أنغولا أو الرأس الأخضر أو حتى جنوب إفريقيا ترهبنا، سنلعب مباراة تلو الأخرى والأهم هو أن نحقق الإنتصار منذ الوهلة الأولى حتى نتمكن من مواصلة المشوار دون خطأ. - المنتخب: بغض النظر عن المنتخب المغربي، هل تتابع أطوار البطولة الوطنية المغربية؟ ريغاتان: ليس كثيرا، لكنني تابعت المباراة التي جمعت ب الرجاء والوداد في الديربي وأعجبني الأداء الذي قدمه لاعبو الفريقين وكذا الجمهور الذي أبدع في مدرجات الملعب، أتمنى أن تسمح لي الفرصة لمتابعة مباريات أخرى في القادم من الأيام. - المنتخب: لم تكن الوجه الجديد الوحيد داخل تشكيلة الأسود، إلى جانبك ظهر بلغزواني لاعب أجاكسيو وكذلك سايس مدافع كليرمون فوت؟ ريغاتان: بالفعل وهذا ما جعلني أدخل أجواء الفريق الوطني دون مركب نقص، حضرت عناصر جديدة أعرفها وبخاصة بلغزواني الذي تقابلت معه وانهزمنا أمام فريقه بأربعة أهداف لإثنين ، وأعرف القيمة المضافة التي سيمنحها للفريق الوطني كلاعب متميز. عموما ما أعجبني كثيرا هو الترحيب الذي لقيته الوجوه الحديدة من قبل العناصر التي تعودت على الحضور وهذا ما يحفزنا على بذل مجهودات مضاعفة لنكون عند حسن ظن الجمهور المغربي. - المنتخب: الإعلام الفرنسي كيف تعامل مع إلتحاقك بالمنتخب المغربي لمواجهة الطوغو؟ ريغاتان: تم التطرق للخبر بشكل عادي وأود أن أؤكد أنني لم أتعرض لأي ضغوطات إعلامية بعد إختياري اللعب للمغرب خلافا لما أثير في هذا الصدد، سأواصل التفاني في عملي لأنني أعرف أن اللعب للمنتخب المغربي بإمكانه أن ينعكس على مسيرتي الكروية بشكل إيجابي، لذا لن أتوانى في خدمة القميص الوطني والإستماثة في الدفاع عن ألوانه. - المنتخب: الهزيمة أمام الطوغو بهدف المهاجم أديبايور، أكيد أنها جاءت معاكسة لانتظارات لاعبي المنتخب بكاملهم؟ ريغاتان: بالفعل، وأظنها خيبت أمال اللاعبين الجدد الذين كانوا يطمحون لتدشين حضورهم بالإنتصار، لأن مثل هذه المباريات غالبا ما تخلد للذكرى، المهم هو أنها ليست سوى مباراة ودية ستمكننا من معرفة المزيد من التفاصيل بخصوص مردودنا، وستمكن الطاقم التقني من تشخيص الأخطاء التي نرتكب قبيل الدخول في مرحلة الإستعدادات لنهائيات الكان. - المنتخب: في حال إستدعائك للمنتخب المغربي في يناير المقبل، أكيد أنك ستترك فراغا كبيرا داخل فريقك تولوز الذي تلعب داخله كرسمي؟ ريغاتان: مسؤولو الفريق يعرفون مدى رغبتي في حضور الكان المقبلة، لذا أعتقد أنهم لن ينزعجوا إن غادرت الفريق في يناير للمشاركة مع الفريق الوطني، وفي المرحلة الحالية سأحاول بكل ما أتوفر عليه من إمكانيات مساعدتهم على البقاء ضمن طابور المقدمة في الليغ1 كهدف أساسي. صحيح أنني نلت الرسمية في تولوز بعد مجهودات كبيرة بذلتها لكنني عازم بحول الله على الإستمرار في العمل حتى أحضر مع المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا وأبرهن أمام العالم بأسره عن قدرتي على مساندة الخط الأمامي للأسود. - المنتخب: حدثنا عن وضعك الحالي داخل تولوز والأفاق المستقبلية؟ ريغاتان: ما زلت أرتبط مع الفريق بعرض ساري المفعول لسنة ونصف أخرى وأنا مرتاح حاليا داخل فريقي ولا أفكر في مغادرته، علما أنني لم أتحصل على أي عروض سواء من خارج فرنسا أو داخلها، لا أريد الإستعجال وحاليا أريد تقديم نفسي بشكل جيد مع الفريق لأكون عند حسن ظن جمهوره الذي لا يبخل علي بالمساندة في أي لحظة. - المنتخب: الجمهور المغربي تفاعل كثيرا مع دعوتك للفريق الوطني، هناك من يعرفك مسبقا وهناك من يجهل من أين أتيت؟ ريغاتان: أولا أشكر الجمهور المغربي الذي قدم لي كل الدعم منذ إلتحاقي بالمغرب، بالإضافة إلى الترحيب بي بشكل لائق بعدما تلقيت كما هائلا من الرسائل عبر شبكات التواصل الإجتماعي، ومن لا يعرفني من الجمهور المغربي سأستغل المرحلة المقبلة للتعريف بنفسي أكثر لأكون قريبا منهم بالرغم من التربية التي تلقيتها بفرنسا إلا أنني أفتخر بأصولي المغربية. - المنتخب: الطاقم التقني أثنى على عطائك برغم لعبك 30 دقيقة فقط، ما يعني أنك تتوفر على حظوظ كبيرة لحضور كأس إفريقيا، أليس كذلك؟ ريغاتان: يفصلنا عن إنطلاق الكأس بعض الوقت، لذا أتمنى أن لا أتعرض لأي إصابة تبعدني عن الميادين هذا في المقام الأول، أما فيما يخص إشادة الطاقم التقني فلا أعتبرها جزما بأنني سأحضر في النهائيات بإعتبار أن قاعدة الإختيار أمام الناخب الوطني موسعة لتواجد العديد من اللاعبين البارزين رفقة أنديتهم سواء في أوروبا أو داخل البطولة الوطنية. - المنتخب: بعد إكتشافك لمحيط الفريق الوطني، كيف تنظر لمستقبلك مع الأسود؟ ريغاتان: حاليا أنا في بداية الطريق وأتمنى أن يكون المستقبل أفضل، لأن طموحي يكمن في البقاء لفترة أطول مع المنتخب الوطني وتحقيق إنجازات رفقته، وهناك مجموعة من اللاعبين المتميزين والكل يراهن على الدفاع عن القميص الوطني، لم أتحدث مطولا وكثيرا مع الطاقم التقني وبخاصة المدرب رشيد الطوسي وستكون المرحلة المقبلة كافية للتعرف أكثر عليه وعلى خطة عمله. - المنتخب: في المركز الذي تلعب فيه يتواجد لاعبون متميزون في الفريق الوطني كذلك من السعيدي، لأمرابط، لكارسيلا وبوصوفة واللائحة الطويلة؟ ريغاتان: كما ذكرت سابقا، كل هذا سينعكس بالإيجاب على الفريق الوطني المغربي، تواجد لاعبين يشغلون ذات المركز الذي ألعب فيه سيرفع التنافسية، والمدرب يبقى هو الأول والأخير الذي له حق إختيار العناصر التي يراها صالحة ليعتمد عليها، أحترم كافة اللاعبين المغاربة وأتمنى لهم حظا موفقا رفقة أنديتهم ومع المنتخب كذلك. - المنتخب: نتركك في رسالة حرة عبر «المنتخب» لتقول فيها ما تريد؟ ريغاتان: أود أن أشكر الجمهور المغربي سواء في المغرب أو فرنسا على دعمه لي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم، وأقول لهم بأنني مغربي مرتبط ببلدي حتى النخاع وسأستميث في الدفاع عن قميصه متى سنحت لي الفرصة، شرف عظيم لي أن ألعب لأسود الأطلس، وأتمنى أيضا أن أكون قد أسعدت عائلتي الصغيرة وبخاصة جدتي التي لا تفارقني دعواتها. حاوراه: أمين المجدوبي وإبراهيم بولفضايل