إفتتح الفريق الوطني مشوار تصفيات كأس العالم بروسيا 2018 بنقطة إيجابية خارج القواعد، بعد تعادله السلبي ضد الغابون بمدينة فرانس فيل في لقاء قوي خرج فيه الأسود بأقل الأضرار وتجنبوا أسوء بداية. جس نبض كما كان منتظرا بدأت المباراة بجس نبض بين الطرفين وترقب كل منتخب للطريقة التي سيلعب بها الخصم، مع مبادرة هجومية نسبية للغابونيين الذين حاولوا الضغط وتوقيع هدف مبكر لكن جل محاولاتهم كانت تقطع في الوسط أو الدفاع دون أن تقترب من الحارس المحمدي، ولعب الأسود بجدارين دفاعيين متقدمين مما كبل تحركات رفاق أوبميانغ، كما كان الجناحين أمرابط وطنان يعودان للمؤازرة مما أقفل كل الممرات في خطة ناجحة تفوق فيها رونار لتفادي أي مفاجآت مع بداية النزال. تحرر وضغط بعد مرور 25 دقيقة من التوجس والحيطة خرج الفريق الوطني من تموقعه الدفاعي وبادر إلى إمتلاك نسبة الكرة، فأخذ بزمام الأمور وتسلم مفاتيح اللعب ليشرع تدريجيا في الإندفاع الهجومي، وشكل الثلاثي لزعر وطنان وأمرابط مصدر الخطورة بإنسلالاتهم الجانبية وتمريراتهم العرضية المزعجة، وجاءت أبرز فرصة لطنان من تسديدة محادية د29 تلاها تسرب مقلق لأمرابط من اليمين، وتحكم الأسود في باقي الدقائق ولعبوا بذكاء وقتالية لكن في غياب الفعالية لدى المهاجم يوسف العرابي الذي أهدر فرصتين، في شوط أول متكافئ نسبيا مع تفوق بدني وإنضباط تكتيكي واضح من رفاق داكوسطا. نزيف المخزون البدني 45 دقيقة الأولى التي خاضها الأسود بحماس وضغط وقتالية أثرت سريعا وبشكل مؤثر على العناصر الوطنية في الشوط الثاني، إذ تراجعت أوتوماتيكيا للوراء وسمحت للغابونيين بالتقدم بل والتهديد بخطورة، حيث أرعب القناص أوباميانغ المغاربة بضربة خطأ مرت محادية، قبل أن يعود ويوقف قلوبهم بأخطر فرصة من رأسية تصدى لها بشكل إنتحاري الحارس المحمدي د69 بعد هجوم بدأه ليمينا وصنع إيفونا، في وقت كان فيه بديل العرابي الشاب الناصيري يهدد ويناور وحيدا في الجبهة الهجومية في ظل غياب الدعم وإنهيار اللياقة لدى بعض زملائه. الإعصار مر بسلام ضغط الغابونيون بشكل رهيب في الربع ساعة الأخيرة وخلقوا العديد من الفرص، فكانوا يخترقون بسهولة مستغلين تراجع الأسود، وجرب إيفونا وكانغا وأوباميانغ كافة الوسائل للتسجيل لكن الدفاع ظل يقظا رغم إرتباكه في بعض الفرص خاصة آخر اللحظات، وضرب الإعصار الأصفر بقوة كبيرة في الدقائق الأخيرة من دون أن يخلف خسائر في العرين، لينجو الأسود من السقوط بفرانسفيل ويخطفوا نقطة ثمينة في رحلة كانت خطيرة ومتعبة.