هل تكون زامبيا محطة الإقناع والإقتناع؟ الأحمدي، باها والحمداوي نجوم الساعة هذا الأربعاء، يشهد مركب محمد الخامس لقاء دوليا من نوع خاص، ربما احتاجت إليه مدينة البيضاء في عرس إحتفالي بوجوه المنتخب القديمة منها والجديدة بأروع أداء وحضور بالدوريات الهولندية والإسبانية· هو أربعاء إستثنائي وتجريبي نهائي للأسود على الأقل ليخرج منه لومير بأجندة اختيارات قطعية لوجوه مدعمة لخطوط ضعيفة، لكنه في المنحنى الدفاعي يبقى تساؤلا كبيرا للحظة أمام منتخب زامبيا سيكتشف نفسه أمام المغرب بأسماء جديد· جديد لومير إن كان هناك من استقراء خاص للائحة لومير الجديدة، فهو الغربلة الطارئة التي ألحقت بالأسطول بإقصاء أحد عشر محترفا بقناعات مختلفة وتزويد اللائحة بخمسة عناصر محلية·· ويأتي هذا الإقصاء نتيجة اختيارات خاصة وإصابات طارئة خلخلت التوازن الدفاعي كأولى الأولويات·· ومن جملة الإستنتاجات في هذا الشأن إصابة الدولي عبد السلام وادو لمدة لا تقل عن ستة أسابيع، والتي ستشكل ثقبا كبيرا في متوسط دفاع المنتخب المغربي، ثم غياب صلاح الدين السباعي لذات الإصابة كظهير أيسر، والغياب القوي لوليد الركراكي الذي أبعد مجددا عن المنتخب لتصريحاته الخاطئة على مستوى تجديد دعوته من قبل لومير، إضافة إلى إقصاء وجوه الوسط لكل من رشيد الحمداني المصاب أيضا ونبيل الزهر الغائب عن التنافسية، وأحمد أجدو لاختيارات لومير، وأخيرا إقصاء الخماسي الهجومي المهدي الطويل والمباركي وبنجلون وياجور وزرقة لاختيارات لومير الملائمة للخماسي الحاضر في التشكيل الحالي·· ما يعني أن لومير إنقاد مع هذه الإقصاءات للأسباب المذكورة، ولكن يبقى طرفها الوحيد والمظلوم في معادلة الإختيار هو المهدي الطويل الذي كان مفروضا أن يكون حاضرا إلى جوار الجدد والعائدين ليتعرف عليه الجمهور المغربي عن قرب· ويأتي جديد اللائحة موزعا بقناعات مختلفة أيضا، إذ كان من اللازم على لومير تعويض المصابين حسب الأدوار المنقوصة، وتدعيم خط الحراسة بالثلاثي الهام المشكل من كريم زازا والمحليين كريم فكروش ونادر المياغري، وجاء تصور لومير للدفاع أكبر عائق في المناولة، إذ إحتاج لإستدعاء كل من أوالحاج الرجاوي وعادل السراج العسكري لتعويض الخلل، الأول في متوسط الدفاع والثاني كظهير أيمن رغم أن المنطق كان يقول بإستدعاء مراد فلاح كرجل إختصاص في هذا الرواق خلفا لوليد الركراكي، كما إحتاج للمناداة على المهدي بنعطية كأول جديد في متوسط الدفاع ينضاف إلى أمين الرباطي ويوسف رابح، ما يعني أن قدرات متوسط الدفاع لازالت غامضة في غياب الوجوه الصلبة وذات الخبرة الكبيرة، ولو أن إنتظار اكتشاف المهدي بنعطية يبقى جاهزا لقياس قدرات هذا الوجه الجديد في معادلة الإقناع· أما الجهة اليسرى وحتى إن غاب عنها صلاح الدين السباعي، فهي مؤهلة ببدر قادوري، ويوسف العكشاوي كثنائي مختص في هذا الدور· وسط الإرتياح هنا يبدأ الإطمئنان الثاني بعد الحراسة، إذ لا شك أن الوسط المغربي كان دائما يثير العديد من المشاكل في شقها البنائي الأمامي وليس الخلفي أو الإرتدادي، وربما جاء تصور لومير ليضفي طابع الخلق الجديد أولا بإستدعاء كريم الأحمدي لأول مرة كرجل خلق وفاعل في محور وسط فاينورد الهولندي، وإستعادة ياسين عبد الصادقي نجم فرايبورغ الألماني الأساسي كرجل وسط بنائي في اليمن، أو عودة طارق السكتيوي كقناع كبير مع بورطو بعد عودته من الإصابة، دون احتساب مروان زمامة ونبيل درار في معادلة ذات البناء بأدوارهما المختلفة، فضلا عن تأكيد أهمية دور الإرتداد لكل من سفري وخرجة وحتى عصام الراقي·· وهذه العضوية الوسطية باختياراتها تبدو ذات أهمية بالغة في تنوع الأدوار وميلها الخاص إلى الحس الهجومي بنسبة عالية، ما يعني أن الوسط المغربي عادة ما كان يعيش عجزا خاصا في البناء الأمامي الذي يفقد للمهاجمين الشماخ وحجي درجة الحاجة إلى الفرص، وبحسبة فنية، نجد ما لا يقل عن ستة عناصر وسطية من الثمانية تلعب بحس هجومي، وتعطينا الإرتياح الكامل لوسط أكيد ستكون له كلمته في معادلة الخلق· أهلا بالحمداوي وباها أخيرا تنفسنا جميعا كل الصعداء بالمناداة على منير الحمداوي (الله يحفظه) نجم نجوم هولندا، وهداف ذات الدوري وناديه أزيد ألكمار، والحمداوي في نظري هو الخلق الجديد للهجوم إلى جانب نبيل باها هداف نادي مالقا الإسباني، دون تجاهل الثلاثي الآخر الشماخ، حجي وأبوشروان، وجديد الهجوم المغربي كان بحاجة لهذه الأسماء الوازنة على الأقل للتنفيس على إشكالية قلب الهجوم بعد الشماخ·· ويعتبر نبيل باها إلى جانب الحمداوي وجهي المعادلة الإضافية ليس على مستوى دور القناص أو قلب الهجوم فحسب، بل حتى على مستوى التزويد المنطقي في جوانب الدعم الإضافي بسبب المخطط الإستراتيجي للهجوم·· والحمداوي الذي إقتنص أهدافه (13) لم يكن قلب هجوم بالمعنى المتوارث لهذه الكلمة، بل كان مهاجما في كل الجهات، ويبني ويلتقط الفرص المتاحة ليحولها إلى أهداف، ومعنى ذلك أن هجوم المنتخب حاليا يعتبر بأفضل حال في الإختيارات الحالية وستكون كلمته موازاة مع البناء الهجومي لرجال الوسط، شريطة أن يكون رجال المنتخب بقديمهم محتضنين لكل الوجوه الجديدة بحب إضافي وقوي دون تمييز أو تشويش أو غيرها من سلوكيات التهميش· هل نقتنع؟ هو سؤال عادة ما يطرح في تداول أي جديد للمنتخب الوطني، إذ عملية التجريب تبدو منتهية مادام لومير قد لف على أكثر من 60 لاعبا بين الإحتراف والمحلي، ولن يكون هناك من قناع تجديدي على مستوى التركيبة إلا من جانب الدفاع غير الآمن حتى اللحظة، وإن ظلت عملية التجريب سائدة، فلن ينتهي أمر المنتخب إلى الإطمئنان على تشكيلة وشاكلته بحكم المتغيرات الدائمة دون إستقرار يذكر·· وتبدو مسألة الإقتناع بالمنتخب الوطني الحالي رهينة بقيمة مواجهة المنتخب الزامبي الأربعاء القادم في أول محك جديد بعد مباراة موريطانيا المؤهلة للدور الثاني من إقصائيات كأس العالم وإفريقيا، وتفسير هذا المعطى أن الفريق الوطني في لقائه الودي أمام زامبيا، سيدخل مجددا لحظة الإكتشافات الأولى للوجوه الوافدة لأول مرة، والعائدة من الإصابة والعائدة أيضا بعد غياب طويل·· وربما اعتبرت المباراة الميزان الأقوى للومير لربح المزيد من الوجوه الفاعلة هجوميا قياسا مع رجال الوسط والهجوم، لكنها تبقى مخيفة في شقها الدفاعي غير المستقر وغير المطمئن على الإطلاق دون تهويل أو تشكيك، لأن نظرتنا للمستقبل القادم متشائمة في حصول ذات المتطلبات الملاحقة للإصابة مثلما هو حاصل الآن بعد غياب وادو، وغياب تنافسية أمين الرباطي المستمرة إلى وقت لاحق مع نادي مارسيليا الفرنسي، إضافة إلى غياب أمان الجهة اليمنى لرجل الإختصاص بصير دون إيجاد بديل له على الإطلاق، علما أن مجموعة المغرب لن تكون رحيمة بميزان قدرات المنتخبات القوية دفاعيا· وعليه لن يكون هناك أي تشكيك في قدرات الحظوظ الوسطية والهجومية رغم غياب (بنجلون وزرقة وياجور والطويل والمباركي) مادام الدفاع يظل حظنا العاثر في عملية اختيار رجال الساعة· زامبيا·· إختيار في محله هو إختيار في محله، مادام المنتخب الزامبي أيضا إختار المغرب كطرف في معادلات مجموعته التي تضم كلا من مصر والجزائر ورواندا، أي أن مواجهة المنتخب الزامبي لنظيره المغربي تدخل معادلة القرب للكرة المغاربية أو كرة شمال إفريقيا التي سينازل خلالها مصر والجزائر بنفس التقارب مع المغرب، وهو ذات التصور الذي اختاره المغرب للمنتخب الزامبي كمنتخب ملائم للكرة الإفريقية السوداء في حجم الطوغو والغابون والكاميرون· وسيكون المنتخب الزامبي القادم هذا الأربعاء لمنازلة المغرب مدعما بمحترفين يشكلون زاوية مهمة بالأندية جنوب إفريقية في كل الخطوط بداية من الحراسة إلى الهجوم، فضلا عن محترفين بوسط الميدان ومعروفين في قيمة إسياك شانسا (هلسنبورغ السويدي)، رينفور دكالابا (جيل فيسنتي البرتغالي)، وأربعة مهاجمين معروفين في دوريات مختلفة أبرزها جيمس شامنغا هداف داليا الصيني، وجاكوب مولينغا هداف شاتورو الفرنسي، وفوايو تيمبا هداف نجم الساحل التونسي، إلى جانب إيمانويل مايوكا الذي يلعب بالدوري الإسرائيلي· لعل في هذا الحضور الإحترافي للزامبيين في الدوريات المختلفة وأكثرها فاعلية بجنوب إفريقيا أبرز صورة لاعتماد زامبيا على الأسلوب الإفريقي المنسجم بتوحد وتجانس عناصرها· التشكيلة المرتقبة من منظور كلام لومير السابق في مباراة موريطانيا أن كريم زازا هو من سيلعب مباراة زامبيا، وسننتظر ما إذا كان محقا في كلامه أو مخادعا لمعاينة زازا كعنصر إرتياح· وعلى مستوى الدفاع، سيكون قادوري هو الممثل الرئيسي في اليسار وعادل سراج في اليمين، أما متوسط الدفاع فلن يخرج عن أمين الرباطي (لا بديل عنه) إلى جانب رابح أو بنعطية حسب الإختيار، وحتى أولحاج المفترض فيه أن يكون إلى جانب هؤلاء في غياب التجربة الدولية· ومن جانب وسط الإرتداد، فسيكون لدى لومير اختيارات مهمة حسب الدور المناط للشاكلة إن هو أراد اللعب بلاعبي إرتداد (سفري وخرجة) أو بسفري فقط، وخرجة في الأمام إلى جانب فرضيات اختيارية أخرى في الوسط الهجومي، أي أن لومير حسب شاكلة 2/4/4 سيلعب بوسطين من أربعة لاعبين (سفري وخرجة في الخلف) و(طارق ودرار في الأمام) أو سفري في الإرتداد والدفع بثلاثة رجال وسط بالأسماء المذكورة أو الزج بالوجوه الإضافية ككريم الأحمدي وياسين عبد الصادقي أو مروان زمامة حسب الأدوار الموكولة إليهم وقت التبديلات، هذا إلى جانب اختيار مهاجمين من الطينة القوية في شخص الشماخ والحمداوي حسب خطة 2/4/4، وقد يرى لومير حسب التحضير الأول للأسود متغيرات تفرضها ضرورة الحضور القوي لمن هو جاهز مائة بالمائة·· وسنرى ما هي محددات التشكيلة المناسبة· مواجهات عبر التاريخ 1973 بلوساكا: زامبيا - المغرب: 40 (إقصائيات مونديال 74) بتطوان: المغرب - زامبيا: 2 0(إقصائيات مونديال 74) 1980 بفاس: المغرب - زامبيا: 20 (إقصائيات مونديال 82) بلوساكا: زامبيا - المغرب: 20 (إقصائيات مونديال 82) (45) ض·ت 1981 بالرباط: المغرب - زامبيا: 21 (إقصائيات مونديال 82) بلوساكا: زامبيا - المغرب: 20 (إقصائيات مونديال 82) 1986 بالإسكندرية (مصر): المغرب - زامبيا: 10 (نهائيات كأس إفريقيا) 1989 بالرباط: المغرب - زامبيا: 10 (إقصائيات مونديال 90) 1993 بلوساكا: زامبيا - المغرب: 21 (إقصائيات مونديال 94) بالبيضاء: المغرب - زامبيا: 10 (إقصائيات مونديال 94) 1998 ببوركينافاصو: المغرب - زامبيا 11 (نهائيات كأس إفريقيا) 2001 بالرباط: المغرب - زامبيا: 10 (مباراة ودية) 2008 بفاس: المغرب - زامبيا : 20 (مباراة ودية)·