أسامة المزكوري لاعب خط وسط الأولمبيك ودينامو الفريق، تمكن من فرض وجوده ضمن تشكيلة الأولمبيك تدريجيا بعدما تم انتدابه من الدفاع الجديدي، ما لبث أن ارتقى إلى لاعب محوري في الفريق، فكسب ثقة أكثر من مدرب بفضل انضباطه وسلوكه المتميز، وفي الوقت الذي استجابت فيه عناصر من الأولمبيك لنداءات فرق أخرى، حيث رحلت عن فارس الفوسفاط، رفض أسامة أكثر من عرض وآثر البقاء بفريقه المفضل مما جعله يحظى بشعبية داخل أوساط الجماهير. «المنتخب» إرتأت أن تجالس أسامة الذي لا يتحدث إلا نادرا وحاولت أن تستخلص من الحوار معه معطيات ومستجدات الفريق. - بداية تم الحديث في وسائل الإعلام عن رغبة عدة فرق كي تنضم إليها على غرار بعض لاعبي الأولمبيك الذين رحلوا عن الفريق، ما تعليقك؟ «بالفعل كانت هناك اتصالات مع بعض الفرق الوطنية من أجل الإنضمام إليها خلال نهاية الموسم الماضي ومع بداية الموسم الحالي، لكني فضلت البقاء بخريبكة لمجموعة من العوامل أولها أنني مدين للفريق الذي احتضنني ومنح لي الفرصة كي أثبت ذاتي، فضلا عن ذلك هناك علاقة مميزة تجمعني سواء بمسيري الأولمبيك والطاقمين الإداري والتقني والجمهور، وبخصوص جمهور الأولمبيك فبدون مجاملة فهو يعي لعبة كرة القدم ويعشقها، ومنذ أن وضعت قدمي بملعب الفوسفاط حظيت باحترامه وتقديره لي، فضلا عن ذلك فإننا داخل الفريق كلاعبين لا نعاني مشاكل خصوصا منها الجانب المادي، حيث نتقاضى المنح والأجور في وقتها، هذه المعطيات جعلتني أحس بنوع من الإرتياح والطمأنينة داخل الفريق، بالإضافة إلى كل ما ذكرت، فهناك عقد ما زال يربطني بالأولمبيك لن تنتهي صلاحيته حتى نهاية الموسم المقبل». - تم الحديث عن خوض تداريب في بداية الموسم دون الدخول في معسكرات خارج المدينة، ألا يشكل ذلك غياب تحفيزات للاعبين؟ «حتى أكون أكثر وضوحا، فالتداريب إنطلقت في وقتها المحدد والتي يشرف عليها الإطار الوطني الكفء يوسف لمريني ، وهي تداريب اتسمت وتتسم بالجدية والواقعية، فقد انطلقت بتجمع اللاعبين بمركز التكوين الخاص بالفريق الذي يتوفر على كل الشروط بما فيها صالة خاصة باللياقة البدينة، وخلال تجمعنا خضنا مباريات إعدادية مع فرق سريع وادي زم وشباب خنيفرة والدفاع الجديدي وأولمبيك آسفي والرجاء ونهضة بركان بالدار البيضاء في دوري النتيفي، أعتقد بأن برنامج التداريب الذي سطره الطاقم التقني كان مردوده إيجابي». - رحل عن الفريق مجموعة من اللاعبين الرسميين، هل من السهل العثور على بدائل لهؤلاء الذين شكلوا في وقت سابق ركيزة أساسية داخل الفريق؟ «أنت تقصد كل من الحارس البورقادي والبزغودي وتيبركانين ثم الياميق، بالفعل فهؤلاء كما أشرت شكلوا دعامة أساسية على مستوى المردودية خلال المواسم السابقة، لكن لكل منهم كان له رأيه الخاص، حيث إلتحقوا بفرق قوية (الجيش والفتح والرجاء)، مما يفيد بأن لاعب الأولمبيك له قيمته ومكانته في البطولة الوطنية، لكن في نفس الوقت فسنة كرة القدم تجعل كل لاعب ينتقي الفريق الذي سيستجيب لمتطلباته وإحساسه بالإرتياح، ما يفرض البحث عن بديل في حالة رحيل اللاعبين، والحمد لله هناك طاقات شابة ومواهب إلتحقت مؤخرا بالفريق لتعويض من رحلوا». - كيف تصف الأجواء حاليا داخل الأولمبيك؟ «بكل صدق الأجواء دخل الفريق جد ممتازة وتشكل قوة الفريق، لذلك نحن نعي جيدا كلاعبين ما ينتظرنا والإكرهات التي تواجهنا، وقوة الفريق تتجلى في تكثل اللاعبين واللعب الجماعي وكلما كانت الظروف مهيأة والعلاقات جيدة خارج الملعب بين اللاعبين والطاقمين الإدراي والتقني سيكون هناك تجانس وانسجام داخل الملعب، وهذا ما نشعر به داخل الأولمبيك، ولكي أكون أكثر وضوحا، فالفريق يتكون من لاعبين حملوا قميصه منذ مواسم، وانضاف إليهم لاعبون جدد وشبان، ودورنا نحن كعناصر مجربة أن نساهم في خلق نوع من التوافق والتآزر، وهذا ما يحدث لأن ذلك له تأثير على رقعة الملعب». - عاني الأولمبيك من صعوبة كبيرة نهاية الموسم الماضي من أجل البقاء ،أليست هناك تخوف من أن يعاد نفس السيناريو هذا الموسم؟ «لا أعتقد ذلك، لدي تصورا خاصا بالنسبة لنتائج الموسم الماضي، ولست أدري لما حاولنا أن نبخس ما حققناه الموسم السابق، وتجلى في الفوز بكأس العرش، وهو مطمح كل لاعب وكل فريق، وهو إنجاز لم يكن سهلا خصوصا وقد فزنا على حامل لقب البطولة الفتح الرباطي، لذلك علينا أن نفتخر بالفوز بكأس غالية على المغاربة، وكما يعلم الجميع فقد عانينا الكثير من التنقلات وكثرة المباريات على عدة واجهات، ما جعلنا على مستوى الإعداد الذهني لا نعيش التركيز على المباراة والخصم القادمين، بقدر ما كان تفكيرنا أيضا منصب على ملعب المباراة وعدد الكيلومترات التي سنقطعها ونوعية الملعب وعشبه، وهذا أفقدنا الكثير من التركيز، وكنا على أهبة من مغادرة القسم الأول، والفضل في البقاء يعود إلى المدرب الحالي للفريق والطاقم الإداري والمجهود الذي بذله اللاعبون وبطبيعة الحال الدعم اللامشروط الذي خصصته لنا جماهير الأولمبيك، والتي آزرتنا حتى آخر لحظة». - كيف ينظر أسمة المزكوري لما ينتظر الفريق من مباريات على مستوى البطولة والكأس والإقصائيات الإفريقية؟ «كيفما كان الوضع الحالي خصوصا وأن هناك تعديلات مست تشكيلة الفريق، علينا أن نتسلح بالأمل والتحدي، خصوصا وأننا سنواجه خصومنا بملعب الفوسفاط مدعومين بجمهورنا، وكما أشرت فقد فزنا بكأس العرش الموسم المنصرم وسنحاول الدفاع عن اللقب بما أوتينا من قوة، ولن يكون ذلك أمرا سهلا، لذلك فنحن نمتلك عزيمة وإرادة تجعل منا الدخول في مباريات كأس العرش بكل حماس وبمعنويات مرتفعة، أما على مستوى البطولة فسنحاول أن نلعب على احتلال إحدى المراكز المتقدمة، وحاليا نعيش نوعا من التوازن وطموحنا المشترك كلاعبين تأكيد جدارة الأولمبيك في المنافسات اليي يدخلها، حيث أن طموحنا هو تحقيق المزيد من الألقاب». - كلمة أخيرة: «أتوجه بشكر خاص لجماهير الأولمبيك على مساندتها للفريق، وأول بأنه في غياب أي دعم جماهيري لن يستطيع أي فريق تحقيق نتائج مرضية، لذلك فخريبكة في حاجة إلى مساندة خاصة هذا الموسم في ظل تواجد عناصر شابة هي في أمس الحاجة إلى تشجيع».