نجح فريقا الجيش الملكي والرجاء البيضاوي في التأهل إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس العرش لكرة القدم لموسم 2011-2012 عقب فوزهما بعد ظهر اليوم الثلاثاء في مباراتي نصف النهاية٬ الأول بصعوبة بالرباط على فريق الجمعية السلاوية بالضربات الترجيحية 4-3 (الوقتان القانوني 1-1 والإضافي 2-2)٬ والثاني بالدار البيضاء على حساب الغريم التقليدي الوداد البيضاوي 3-1 بعد التمديد (الوقت القانوني 1-1). فبملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله٬ وأمام جمهور متوسط٬ أخذ فريق الجيش الملكي٬ المتصدر الحالي للبطولة الوطنية الاحترافية٬ المبادرة في محاولة لمفاجأة وبعثرة أوراق فريق الجمعية السلاوية٬ متصدر بطولة القسم الوطني الثاني٬ وهو ما كان قريبا من التحقيق من خلال ثلاث فرص سانحة أوضحها تلك التي كان من ورائها صلاح الدين عقال في الدقيقة 30٬ والتي تألق من خلالها الحارس حمزة حمودي الذي أبعد الخطر عن مرماه. وواصل أشبال المدرب رشيد الطاوسي٬ الذين كانوا أكثر تنظيما واستحواذا على الكرة٬ ضغطهم على معترك الفريق السلاوي٬ بل وكانوا الأقرب إلى افتتاح حصة التهديف غير أن العارضة نابت عن الحارس حمودي وردت تسديدة عقال (د 59) فيما لم تكن تصويبة هشام الفاتحي مؤطرة ومركزة بالشكل المطلوب لتمر الكرة محاذية للمرمى السلاوي (د 60). وضد مجرى اللعب٬ نجح فريق الجمعية السلاوية٬ الذي بلغ دور نصف نهاية هذه المسابقة الغالية لأول مرة في تاريخه٬ في أخذ السبق في الدقيقة 75 عن طريق لاعبه محمد حمدان الذي قاد هجوما عكسيا سريعا أنهاه بقذفة قوية سكنت سقف مرمى الحارس العسكري على غروني. بيد أن رد لاعبي فريق الجيش الملكي لم يتأخر حيث تمكنوا من إعادة اللقاء إلى نقطة التعادل بعدما نجح هشام الفاتيحي في بلوغ المرمى السلاوي أربع دقائق بعد ذلك (د 79) من تسديدة من مسافة قريبة إثر كرة مرتدة من الحارس السلاوي حمودي. ولم يفلح أي فريق من إحداث الفارق ليعلن الحكم عبد الله بوليفة عن نهاية الوقت القانوني بالتعادل الإيجابي 1-1 وليلجأ الفريقان الجاران إلى الشوطين الإضافيين في محاولة لحسم نتيجة اللقاء. وفي الدقيقة الخامسة من الشوط الإضافي الأول (د 95)٬ منح عقال التقدم للفريق العسكري متوجا بذلك الضغط الكبير الذي مارسه رفاقه على معترك الحارس حمودي٬ الذي كان متألقا ونجح في صد العديد من هجمات أصدقاء الأمس. وكان بإمكان الفريق السلاوي إدراك هدف التعادل غير أن لاعبه حمدي العشير أهدر في الدقيقة 101 ضربة جزاء تسبب فيها زميله يوسف الكناوي وتصدى لها بنجاح الحارس لغروني. إلا أن عزيمة ممثل أندية القسم الثاني لم تفتر وواصل بحثه عن التعادل الذي جاء قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بثلاث دقائق (د 117) بواسطة اللاعب عبد الغني السمامي٬ وليفرض الاحتكام إلى الضربات الترجيحية التي ابتسمت في الأخير لفريق الجيش الملكي٬ الذي سيخوض النهاية رقم 16 في مشواره الرياضي علما بأنه يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب ب11 لقبا حققها سنوات 59 و71 و84 و85 و86 و99 و2003 و2004 و2007 و2008 و2009. وكان فريق الجيش الملكي قد بلغ المربع الذهبي عقب فوزه في دوري ثمن وربع النهاية على فريقي الاتحاد البيضاوي (القسم الثاني) 2-3 وشباب الريف الحسيمة (البطولة الاحترافية) 1-2٬ في حين حجز فريق الجمعية السلاوية بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي بفوزه على فريقي شباب أطلس خنيفرة (قسم الهواة) بالضربات الترجيحية 3-1 (0-0) والمولودية الوجدية (القسم الثاني) 1-0. وفي مباراة نصف النهاية الثانية٬ والتي احتضنها ملعب المركب الرياضي محمد الخامس أمام مدرجات مملوءة عن آخرها وجمعت بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء البيضاويين واعتبرت نهاية قبل الأوان٬ فسيطر عليها عامل الحيطة والحذر خاصة في الشوط الأول الذي استقرت الكرة في جل أطواره في وسط الميدان مع بعض المحاولات الهجومية الخجولة والتي لم تزعج راحة الحارسين نادر المياغري وخالد العسكري. وانتظر الجميع إلى غاية الدقيقتين 36 و37 لمعاينة أول محاولتين كان من ورائهما فيفيان مابيدي الذي سدد في مناسبتين من على مشارف مربع العمليات تصدى لهما بنجاح الحارس المياغري ليعلن الحكم هشام التيازي عن نهاية الشوط الأول بالتعادل الأبيض بين القلعتين الحمراء والخضراء. ومع انطلاق الشوط الثاني٬ الذي كان على النقيض من سابقه متحركا٬ بادر لاعبو فريق الوداد إلى الهجوم وخلقوا فرصتين سانحتين للتسجيل بيد أن الحارس العسكري كان له رأي آخر وأبطل مفعولهما خاصة الأولى بعد انفراد مع بكر الهيلالي وحول الكرة إلى الزاوية. وحاول فريق الرجاء٬ الذي كان المرشح الأبرز للفوز في هذا اللقاء اعتبارا لتوفره على مجموعة قوية ومتجانسة ولمعنويات لاعبيه العالية بعد بداية أكثر من رائعة في بطولة هذا الموسم٬ أن يسيطر على وسط الميدان وأن ينوع أسلوب لعبه عبر الأجنحة تارة ومن خلال الاختراق عبر المترابطات من الوسط تارة أخرى٬ لكن دون النجاح في بلوغ مرمى المياغري. وانتظر الجميع إلى غاية الدقيقة 82 ليعاين أول أهداف المباراة وكان لفائدة فريق الوداد الذي تمكن من افتتاح حصة التسجيل بواسطة مهاجمه الكونغولي فابريس أونداما٬ مرجحا كفة فريقه٬ غير أن محسن متولي عدل النتيجة لفريق الرجاء قبل دقيقتين من الصفارة النهائية بعدما نجح في تحويل ضربة جزاء أعلن عنها الحكم التيازي بعد إسقاط البديل حمزة أبو رزوق٬ وليفرض على الطرفين دخول الشوطين الإضافيين. وواصل الفريق الأخضر٬ بحثه عن تأشيرة التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثانية عشرة في مشواره الرياضي٬ ونجح في مسعاه في الشوط الثاني عبر لاعبيه ياسين الصالحي (د 115) وعلد الإله الحافظي (د 117)٬ ليحسم نتيجة اللقاء لفائدته وتعزيز بالتالي فرصه في ترصيع خزانته بلقب سابع بعد الست التي حققها سنوات 74 و77 و82 و96 و2002 و2005٬ ووقف في المقابلة حائلا أمام جاره وغريمه التقليدي الوداد في خوض اللقاء النهائي للمرة ال16 نجح في نيل اللقب تسع مرات سنوات 70 و78 و79 و81 و89 و94 و97 و98 و2001. يذكر أنها المرة العاشرة التي يلتقي فيها فريقا الوداد والرجاء البيضاويين في دور نصف نهاية كأس العرش آخرها سنة 2007 في دور الربع وانتهت لفائدة الفريق "الأحمر" 2-0. وكان فريق الرجاء البيضاوي قد بلغ المربع الذهبي عقب فوزه في دوري ثمن وربع النهاية على حساب فريقي حسنية أكادير 2-1 والكوكب المراكشي (القسم الثاني) 0-1٬ في حين تأهل فريق الوداد البيضاوي على حساب فريقي أولمبيك خريبكة ورجاء بني ملال وكلاهما يمارسان في البطولة الاحترافية بفوزه عليهما في عقر داريهما بنتيجة واحدة 0-1.