قناصة الطوسي كان من الأفضل أن لا يهدر محسن ياجور سنواته العجاف بعد كأس العالم للشباب (2005) ليعود اليوم إلى الواجهة كهداف للرجاء.. وسبع سنوات التي ضاعت بمشاكل إحترافية عديدة، وغير ناجحة منعته من حمل القميص الوطني على الأقل ليكون هو خلف مروان الشماخ، ولو كان ياجور في معاركه الإحترافية السلبية وعودته للمغرب بين قميص الوداد والرجاء، مرنا في التعامل مع إهدار السنوات والدولية لكان هو قناص المنتخب الوطني بلا جدال أمام محنة ما عاشه ذات المنتخب من إرهاصات غياب الشماخ والحمداوي.. وياجور الذي قدم خلاصات جوهرية للاعب فنان يملك المهارة والذكاء في التعامل مع الدفاعات، ومع الإنسجام التواصلي للنداءات الذكية في كل الممرات، والتسديد الجيد من كل الأوضاع والأعضاء الرجلية والرأسية.. وتكامله الفني يعطيه هذه الصفة أيضا بعلاقة مع اللياقة البدنية العالية، ويعتبر بخبرته شبه الطويلة القناص رقم 1 إن كان نضجه العقلي كبيرا ليصبح محترفا باللون الأوروبي. وثاني القناصة هو حمد الله وصيف هداف الموسم الماضي، والشاب الواعد الذي يملك خطوط البداية لوجه مخالف عن ياجور في بعض الفنيات، لكنه يملك السرعة والحس القابل للعملية أيا كان موضعها، ويسجل بالرجلين والرأس وبالمهارة أيضا، ونضجه قد يزيد لو لم يغتر أو يرتقي بأنانيته نحو الهوة الخبيثة. وقد يصبح هدافا خرافيا لو هو أدرك قيمة ما سجله البوساتي تاريخيا ولم يستطع أي قناص إدراك سقف 25 هدفا في زمن وقانون الكرة الصارم مع تحولات كرة اليوم التي تحمي المهاجمين أكثر فأكثر، أي أن قيمة 25 هدفا، من الممكن أن تفوق اليوم بأعداد إضافية مع الحماية الخاصة للمهاجمين، وحمد الله الذي سجل 14 هدفا كشاب صاعد من المفروض هذا الموسم أن يكون هو الرقم واحد بما يفوق 20 هدفا.. وثالث القناصة هو بلال بيات الأولمبي الآخر والوجه القادم تدريجيا نحو الأضواء من القنيطرة، ودخوله اليوم كرونو الهدافين يقدمه كمنافس حقيقي نحن بحاجة إليه ليكون ضمن خانة أقوى الهدافين بالبطولة، وله أيضا تقاليده الخاصة كلاعب مهاري في التسديد الجيد ومن بعيد ومن كل الأوضاع المناسبة مثلما يشم هو أيضا رائحة الهدف في الوضع الذي يتقدم به استراتيجيا، وقامة هؤلاء الثلاثة تمنحهم صفة الهداف على غير قامة صلاح الدين عقال وحذراف الأكثر ذكاء في التعامل مع الأداء الهجومي عبر الأطراف أو التوغلات داخل المعترك.. وعندما نؤكد على صناعة هدافي البطولة، فإن وضع المنتخب الحالي لا يؤمن وضع القناصة في غياب الشماخ الضائع وإصابة الحمداوي، وحضور العرابي بلا هدف حتى الآن بالليغا وحتى ولو كان مهما كصانع ألعاب بغرناطة الإسباني، وأمام الموزمبيق فلن نلعب بالشماخ أو الحمداوي، ولكن قد نلعب إما بياجور أو حمد الله في خط الهجومي وبالمؤانسة لأبرز الأسماء المحترفة التي تلعب بأوروبا في الأطراف (بوصوفة، السعيدي وأمرابط) أو في الأدوار البنائية (بلهندة وبرادة)، وهؤلاء هم الأدوات التي ستمكن ياجور أو حمد الله أو حتى بلال بيات من صناعة التواصل التهديفي، لأن الحاجة إلى قناص مثل إبراهيموفيتش أو بودولسكي لها نغمات تواصلية بنائية تمنحها التمريرة الحاسمة لتوقيع الأهداف، والثلاثي ياجور وحمد الله وبيات بوسع كتابة هذا السيناريو التهديفي مثلما كنت وما زلت أؤكد عليه أن من يسجل لا بد أن يكون وراءه دماغ عاقل للتمريرة الحاسمة مثلما يفعله ميسي حتى ولو لم يسجل ولكنه يمنحك روح الهدف... ولو أدرك مدربو ياجور وبيات وحمد الله قيمتهم المهمة كقناصة، فعليهم أن يبحثوا لهم عن رجال البناء، ولو كان سوق كبار اللاعبين في هذا المجال قليلا وقليلا، لذلك أؤكد على أن غياب الشماخ والحمداوي سيمنح الفرصة لرجال البطولة على أن يقدموا دلالة الخلافة الحقيقية لصناع القرار، ليس أمام الموزمبيق فحسب ولكنه ما بعد الموزمبيق في حالة التأهل إلى كأس إفريقيا، وما بعد هذا الموسم ليكونوا جاهزين في أفق 2015 بالنضج الإحترافي الكبير.. وأعتقد أن رشيد الطوسي يدرك جيدا هذه القراءات الإجتهادية لقناصة الأهداف ولكن أيضا لمن يصنعون الأهداف، ويمنحون الخط اللاسلكي بالعين والمعلومة المسبقة في التداريب... وداخل المنتخب الوطني لنا هذه الميزة بحضور ياجور وحمد الله وبيات كما هي ميزه صناع التمريرة من برادة وبلهندة وأمرابط وخرجة وبوصوفة كهدافين أيضا.. وأومن مطلقا على لنا فريق وطني متكامل الإختصاصات في الخطين الوسطي الهجومي، ثم الهجوم.. أما الدفاع والحراسة فهو أمر أيضا قابل للنقاش، وفي النهاية قدمنا ياجور وحمد الله وبيات وآخرون على أنهم خلفاء المرحلة المؤقتة في انتظار ما قد يغيره الحمداوي والعرابي من أحداث إلى جانب النزعة الشوفينية للشماخ الذي قتل احترافيته بأنجلترا بصريح العبارة..