دحضا لكل الشائعات وخلافا لكل التوقعات رسا اختيار اللجنة التي كلفتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بانتداب قائد جديد لأسود الأطلس٬ خلفا للبلجيكي إريك غيريتس٬ الذي انتهت مهمته بعد فسخ العقد الذي يربطه مع الجامعة٬ على الإطار المغربي رشيد الطاوسي٬ الذي رفع رهان قيادة الفريق المغربي نحو الأفضل بدء بمواجهة منتخب الموزمبيق الحاسمة يوم 13 أكتوبر المقبل ثم بعدها ما تبقى من لقاءات إقصائيات مونديال البرازيل 2014. وكان الطاوسي٬ وهو من مواليد مدينة سيدي قاسم سنة 1956٬ من بين ثلاثة مدربين آخرين قدموا ترشيحهم للإشراف على تدريب النخبة الوطنية وهم بادو الزاكي٬ المدرب الأسبق للمنتخب المغربي٬ وامحمد فاخر وعزيز العامري. فبالإضافة إلى المشروع المتميز الذي قدمه الطاوسي أمام اللجنة - حسب مصادر من الجامعة - وسجله الحافل بالألقاب وقيادته للمنتخب المغربي للشبان لانتزاع لقب كأس إفريقيا للأمم 1997٬ وتحقيقه ثلاثية تاريخية مع فريق المغرب الفاسي سنة 2011 (كأس الكونفدرالية الإفريقية الكأس الإفريقية الممتازة وكأس العرش)٬ أبان عن حماسة كبيرة وطموح جارف في بلوغ نهائيات الكأس القارية للأمم 2013 بجنوب إفريقيا٬ التي باتت أعز مطلب. ولم يخف الطاوسي٬ الذي بدأ مشواره كلاعب مع فريق اتحاد سيدي قاسم سنة 1977٬ في تصريحات صحفية عدة رغبته في قيادة النخبة الوطنية " إنها الفرصة التي أنتظرها منذ مدة طويلة فأنا الوحيد الذي لم تتح لي فرصة تدريب الأسود بخلاف بادو الزاكي وفتحي جمال وامحمد فاخر٬ الذين حظوا بهذا الشرف وأتمنى أن تكون هذه فرصتي٬ ولدي اليقين أنني سأعيد للمنتخب هيبته". فرشيد الطاوسي٬ الذي تعاقد مع فريق الجيش الملكي في يوليوز الماضي٬ نجح رفقة فريق المغرب الفاسي في تجاوز الكبار بعد ترويضه النادي الإفريقي التونسي في نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية قبل أن يتجاوز بامتياز الفريق التونسي الآخر ٬الترجي٬ في الكأس الإفريقية الممتازة٬ يبقى الإطار المغربي الوحيد من أبناء جيله الذي لم ينل شرف قيادة المنتخب الوطني الأول قبل أن تتاح له أخيرا هذه الفرصة. وقبل أن يحط الرحال بمدينة فاس لتدريب فريقها الأول٬ سبق للطاوسي أن جاور فريق الجيش الملكي سنة 1989 ليعود بعد ذلك إلى ناديه الأول وبعدها اعتزل اللعب٬ ليتجه إلى التدريب حيث درب نادي اتحاد سيدي قاسم موسم 1992-1993 ثم المنتخب المغربي للفتيان سنة 1994 وبعدها درب منتخب الشبان من 1995 إلى 1997 وقاده للفوز بكأس إفريقيا للشبان سنة 1997. كما عمل مساعدا لمدرب المنتخب المغربي للكبار ٬ الفرنسي هنري ميشيل٬ من 1996 إلى غاية 1998 وفي موسم 1999-2000 أشرف على تدريب الجيش الملكي٬ وبعد أن اكتسب هذه التجربة كمدرب عمل في الفترة مابين 2000 و 2002 كمدير تقني للمنتخبات الوطنية المغربية وفي سنة 2003 ومدربا لنادي الوداد البيضاوي ثم اتحاد طنجة والنادي القنيطري سنة 2004 . وغادر الطاوسي بعد ذلك المغرب في اتجاه الإمارات العربية المتحدة حيث عمل كمدير تقني لنادي الشباب الإماراتي موسم 2007-2008 وبعدها مديرا تقنيا لنادي العين الإماراتي (من 2008 إلى 2010)٬ قبل أن يختار العودة إلى أحضان الوطن ليترأس الإدارة التقنية لفريق المغرب الفاسي من سنة 2010 إلى غاية سنة 2012 حيث قاده في جميع المسابقات الوطنية والإفريقية في 88 مباراة فاز في 39 منها وتعادل في 29 مباراة وانهزم في 20 مباراة. واكتشف الجمهور المغربي مؤهلات رشيد الطاوسي خلال كأس إفريقيا للأمم للشبان التي احتضنت نهائياتها مدينتا فاس ومكناس سنة 1997 بعد أن تمكن من إعداد تشكيلة قوية ومتجانسة تضم لاعبين موهوبين كعادل رمزي ويوسف السفري وزكرياء الزروالي وطارق السكيتيوي وغيرهم ٬ ونجح بعد تجاوزه أعتى المدارس القارية في اعتلاء كرة القدم في القارة الإفريقية. ولن يكون تكوين منتخب أول قوي قادر على إعادة الاعتبار لكرة القدم المغربية ٬ التحدي الوحيد الذي سيواجه رشيد الطاوسي ٬ بل أيضا إعداد منتخب محلي يشكل الخلف وخزان لتطعيم المنتخب الوطني٬ بعد أن أسندت إليه الجامعة مهمة الإشراف على منتخب المحليين أيضا.