إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025.. المنتخب الوطني قدم عرضا جيدا وهناك مجال للتطور أكثر (وليد الركراكي)    أسامة الصحراوي يغادر معسكر المنتخب المغربي بسبب الإصابة والقائمة تتقلص إلى 25 لاعبا    قبل مواجهة الديربي.. الرجاء الرياضي دون مباريات ودية    المحامون يتوصلون إلى توافقات مع وزارة العدل    النار تلتهم محلات تجارية في الناظور    رؤية الرئيس الصيني.. التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مشترك    زوجة المعارض المصري عبد الباسط الإمام تناشد السلطات المغربية إطلاق سراحه وعدم تسليمه إلى نظام السيسي    إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي:نموذج للحكامة الترابية بإفريقيا الأطلسية".    جائزة المغرب للشباب تحتفي بالتميز    مجلس الشيوخ بالباراغواي يدعم بشكل لا لبس فيه الوحدة الترابية للمغرب    نقابي يكشف أسعار الغازوال والبنزين المٌفترضة بالمغرب خلال النصف الثاني من شهر نونبر    أكبر منتج لزيت الزيتون يتوقع انخفاض الأسعار إلى النصف مع تحسن الإنتاج    السكوري يكشف تشكيل لجنة حكومية تدرس منح دعم للكسابة في العالم القروي لمواجهة فقدان الشغل    دعوة في طنجة لتبني إعلام جهوي يواكب التحولات المجتمعية والتكنولوجية    تقلبات أسعار المحروقات في المغرب .. البنزين يتراجع والغازوال يستقر    ‪أمن دبي يقبض على محتال برازيلي    الفلبين تأمر بإجلاء 250 ألف شخص    المغرب يرسل شاحنات إضافية لمساعدة إسبانيا في تخطي أضرار الفيضانات        المرتجي: التراث اللامادي بين المغرب وهولندا أفق جديد للتعاون الثقافي    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    أنفوغرافيك | أرقام مخيفة.. 69% من المغاربة يفكرون في تغيير وظائفهم    منع جمع وتسويق "المحارة الصغيرة" بالناظور بسبب سموم بحرية    أنفوغرافيك | ⁨لأول مرة.. جامعة الحسن الثاني تدخل تصنيف "شنغهاي" الأكاديمي العالمي 2024⁩    مشروع نفق جبل طارق.. خطوة إسبانية جديدة نحو تجسيد الربط مع المغرب    ارتطام وأغدية متطايرة.. حالة من الرعب عاشها ركاب طائرة    وزارة الداخلية تكشف عن إجراءات حاسمة لإنهاء الفوضى بقطاع "التاكسيات"    صانع المحتوى "بول جايك" يهزم أسطورة الملاكمة "مايك تايسون" في نزال أسطوري    اتهام فنزويلا بارتكاب "أفعال دنيئة" أمام البرازيل    الوزيرة أشهبار تستقيل من الحكومة الهولندية والمعارضة تعتبره "موقفا شجاعا"    فيضانات فالنسيا.. المديرة العامة للوقاية المدنية الإسبانية تعرب عن امتنانها للملك محمد السادس        كيوسك السبت | 800 مليار سنتيم سنويا خسائر الكوارث الطبيعية بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    فريق الجيش الملكي يبلغ المربع الذهبي لعصبة الأبطال الإفريقية للسيدات    السوق البريطاني يعزز الموسم السياحي لاكادير في عام 2024    "طاشرون" أوصى به قائد يفر بأموال المتضررين من زلزال الحوز    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    الأمم المتحدة.. تعيين عمر هلال رئيسا مشاركا لمنتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار    "باحة الاستراحة".. برنامج كوميدي يجمع بين الضحك والتوعية    مغاربة يتضامنون مع فلسطين ويطالبون ترامب بوقف الغطرسة الإسرائيلية    حملات تستهدف ظواهر سلبية بسطات    مقابلة مثالية للنجم ابراهيم دياز …    "طاقة المغرب" تحقق نتيجة صافية لحصة المجموعة ب 756 مليون درهم متم شتنبر    حماس "مستعدة" لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب "للضغط" على إسرائيل    شراكة مؤسسة "المدى" ووزارة التربية    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    خناتة بنونة.. ليست مجرد صورة على ملصق !    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن قائمة الأسماء المشاركة في برنامج 'حوارات'    "السودان يا غالي" يفتتح مهرجان الدوحة    الطبيب معتز يقدم نصائحا لتخليص طلفك من التبول الليلي    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زمامة يرفع العمامة في حوار حصري مع "المنتخب":
نشر في المنتخب يوم 06 - 09 - 2012


أعيدوني لعرين الأسود فقد إشتقت إليه
ليعطيني غيرتس فرصتي وبعدها ليحكم علي
الفريق الوطني بحاجة إلى لحمة جماعية وإلى توليفة متجانسة
عالمية الرجاء تدفعه لينافس على لقب بطولة هذا الموسم
أنا أسعد الناس باللعب مع ميدلسبرو

طريقة لعبه تختلف كثيرا عن طريقة حديثه.. فهو يتفنن بإستمرار في صناعة القناطر الصغيرة وفي تمرير الكرات من ثقب الإبرة وأيضا في إرسال الشهب المضيئة من زوايا بعيدة.. ولكنه عندما يتحدث يختار المباشرة، ومروان زمامة إختار أن يوجه بطريقته رسالة واضحة غير مشفرة إلى المدرب والناخب الوطني إيريك غيرتس، لا يتوسل فيها وإنما يرفع صوتا يقول بأنه إشتاق لعرين أسود الأطلس، إشتاق لخدمة الفريق الوطني في زمن عزت فيه الإنجازات.
«المنتخب» كعادتها إلتقطت الرسالة كاملة وتقدمها لقارئها ولمن يعنيهم الأمر.. إليكم الحوار الجريء الذي صمم مروان زمامة كل منعرجاته..
- المنتخب: أنت في موسمك الثالث مع نادي ميدلسبرو الإنجليزي، أنت أصبحت إذا من أهل الدار؟
زمامة: كنت محظوظا بأن ألعب لفريق له جانب من العراقة وله أيضا نقط ضوء كثيرة في كرة القدم الإنجليزية، فنادي ميدلسبرو كان من كبار الأندية الإنجليزية قبل أن تكرهه أزمة مادية خانقة على الإنحدار إلى القسم الأول والخروج من الدوري الممتاز.
قصتي مع هذا النادي بدأت مع تعيين مدربي السابق داخل نادي هيبيرنيان السكتلاندي طوني موبري الذي عبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في الإستفادة من خدماتي، وقد أوفد بعد أسابيع فقط من توليه المهمة مدربه المساعد لمشاهدتي مع نادي هيبيرنيان، وبعدها حصل الإتفاق على أن أنضم لميدلسبرو في فترة الإنتدابات الشتوية للموسم قبل الماضي، وقد وجدت الفريق مهددا بالنزول إلا أنه بتظافر الجهود تمكنا من الإحتفاظ بموقعنا في دوري الدرجة الأولى، وبالطبع حصلت الألفة وأصبحت كامل العضوية داخل أسرة النادي، فهناك علاقة قائمة على المودة والإحترام المتبادل، كما أنني أشعر بأن مشواري الإحترافي الغني قد هداني أخيرا بفضل من الله إلى الإنتماء لفريق كبير.
- المنتخب: أكيد أن مرورك بنادي هيبيرنيان السكتلاندي الذي قضيت به قرابة خمس سنوات ساعدك على الإندماج مع متطلبات اللعب بالبطولة الإنجليزية؟
زمامة: ما في ذلك أدنى شك، فأنت تعرف أن هناك نقط إلتقاء كثيرة بين البطولتين الإنجليزية والسكوتلاندية، تقريبا نفس الثقافة ونفس العوائد ونفس الشعور بأنك كلاعب منتج بامتياز للفرجة، الفرجة التي يعشقها الأنجليز والبريطانيون بشكل عام، فهم على درجة من العشق الذي يميز أحيانا بين إنجذابهم الكامل لأنديتهم يناصرونها في كل الأوضاع، وبين تكريمهم للإبداع على كل المستويات.
أعتقد أن السنوات التي قضيتها بهيبيرنيان أدخلتني إلي أجواء البطولة الإنجليزية لذلك لم أجد أدنى صعوبة عندما إنضممت لنادي ميدلسبرو في أن أبرز إمكانياتي بالشكل المطلوب، فقد إندمجت بشكل سريع.
- المنتخب: ولكنك تخلفت عن كثير من المواعيد وكنت تظهر وتختفي بفعل تعاقب الإصابات، ألم يؤثر ذلك على أدائك؟
زمامة: في لحظة شعرت بأنني مستهدف من إصابات لا أعرف مصدرها، كثيرا ما دلتنا الفحوصات على وجود كدمات عضلية أمنح لنفسي إجازات قصيرة للتخلص منها، ولكن في كل مرة تعاودني الآلام، إلى أن نصحني الفريق الطبي بأن أزور إختصاصيا في الجهاز الباطني، وقد تبين بعد الكشوفات الدقيقة أنني أصبت بما نصطلح عليه (الفتق) تمزق في عضلة الضامة، ما كان يفرض خضوعي للجراحة للتخلص منها وهو ما كان، إذ أجريت لي عملية جراحية عدت بعدها بمشيئة الله معافى وقد تخلصت كليا من الهواجس السابقة، وأنا الآن بصحة جيدة.
- المنتخب: هناك سعي حثيث من أجل إعادة فريق ميدلسبرو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى أي حد يمكن القول أنكم قريبون من ذلك؟
زمامة: قلت لك أنني في أول موسم لعبت فيه للفريق كان مهددا بالنزول للقسم الثاني ومغادرة القسم الأول، إلا أنه بتظافر الجهود وبوجود المدرب طوني موبري الذي كان وراء إستقطابي تمكن الفريق من أن يحافظ على مكانته وأن يتجاوز مؤقتا تداعيات الأزمة المادية التي أبعدته قبل ذلك من الدوري الممتاز، في الموسم الثاني تحسن أداؤنا بشكل كبير وتمكنا بعد موسم شاق من إحتلال المركز السابع، أي أننا كنا على بعد خطوة فقط من دخول البطولة المصغرة التي تعطي الحق في الوصول إلى الدوري الممتاز، وهذا الموسم بفضل إنتدابات وازنة ومدروسة يراهن الفريق بقوة على الوصول مجددا إلى القسم الممتاز، لقد جلب الفريق إلى صفوفه تسعة لاعبين والمؤشرات الأولى تقول بأنه مقدورنا أن نكون بصورة أفضل ولما لا نحقق الصعود المباشر.
- المنتخب: نعرف أنكم تلعبون بطولة هي الأكثر ماراطونية بين كل البطولات العالمية، فهناك 46 مباراة على طول الموسم، هل بمقدوركم أن تحصلوا على ما يكفي من النقاط لتحقيق الصعود المباشر؟
زمامة: كثير من اللاعبين وأنا منهم خبرنا تضاريس البطولة الإنجليزية خاصة في قسمها الأول والذي يشهد كما قلتم مباريات كثيرة جدا تجعلنا أمام موسم طويل تتعدد فيه الفصول والتضاريس، أعتقد أننا حضرنا أنفسنا بشكل جيد ونملك إدارة تقنية واعية بصعوبة الرهان، وأنا متفائل بشأن مستقبل الفريق، فقط علينا أن نحسن تدبير المراحل وأن نكون محضرين ذهنيا لنمر من مرحلة إلى أخرى بسلاسة وبأقل الأخطاء الممكنة.
- المنتخب: نعرف أنك أصبحت منذ الموسم الماضي لاعبا أساسيا، بل ومحوريا في تشكيلة ميدلسبرو، إلا أنك إنتظرت مرور ثلاث مباريات لتستعيد مركزك الأساسي، لماذا؟
زمامة: تعرفون أن آخر مرحلة من التحضيرات والجولات الثلاث الأولى للبطولة الإنجليزية تزامنت مع شهر رمضان، لذلك أخضعني الطاقم التقني والطبي لريجيم خاص في التداريب وفي التغذية أيضا، فإذا كان زملائي يمضون حصتين تدريبيتين في اليوم الواحد، فقد كنت أنا أكتفي بحصة تدريبية واحدة مسائية، وللأمانة فقد وجدت تفهما كبيرا من طرف مدربي طوني موبري إضافة إلى أن الأنجليز يحترمون الديانات.
ولأنني لم أحصل بشكل عادي على نفس الجرعات التدريبية فقد حرص مدربي على أن يدخلني تدريجيا إلى أجواء المباريات، وقد لعبت أساسيا خلال مباراة كريستال بالاس التي فزنا فيها.
- المنتخب: قد يبدو صعبا على لاعب بنفس مواصفاتك البدنية الحضور بقوة في مباريات تعتمد بالأساس على الإندفاع البدني، كيف نجحت في إيجاد الوصفة السحرية؟
زمامة: هناك دائما حاجة إلى لاعبين مهاريين يستطيعون صناعة اللعب والتوقيع على اللمسات الحاسمة والسحرية، كما أن الأمر لا يتوقف عند مجرد أن تكون لك بنية صغيرة فهناك سعي دائم لتمكين اللاعبين من قدرات عالية على الصراع من أجل الكرات، وقد نجحت إلي درجة كبيرة في مطابقة مؤهلاتي الفنية مع ما تحتاجه كرة القدم الإنجليزية التي لم تعد تعتمد بالأساس على الإندفاع البدني، فهناك جانب مهاري يظهر في عمق المباريات كما تشاهدون.
- المنتخب: كيف هي علاقتك برئيس وإدارة النادي؟
زمامة: هي علاقة كما قلت مؤسسة على الإحترام المتبادل، فهناك تقدير من قبل رئيس وإدارة النادي للمجهود الذي أبذله، وهناك ثقة كبيرة موضوعة في شخصي من قبل المدرب طوني موبري، وفي مقابل كل هذا هناك إلتزام من طرفي لإستحقاق هذه الثقة، فأنا أبذل كل ما أستطيع من أجل أن لا أخذلهم جميعا، والحمد لله أنني أحظى أيضا بتقدير جماهير النادي، التي غالبا ما تهتف بإسمي خلال المباريات.
- المنتخب: أنت تلعب في بطولة إقتحمها قبل سنوات اللاعبون المغاربة وتركوا فيها بصمات كثيرة، إلى أي درجة إستفاد مروان زمامة وكل اللاعبين المغاربة الذين يؤثثون حاليا فضاء الدوري الإنجليزي من بصمة هؤلاء؟
زمامة: الأمر صحيح إلي درجة كبيرة، فقد تواجد هناك بأنجلترا لاعبون مغاربة أبدعوا في رسم صور جميلة عنهم، صور تجمع بين الإبداع الفني والإلتزام الكامل تكتيكيا وأيضا القوة الذهنية، فاللاعب المغربي أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه قادر على التأقلم مع كل المناخات الكروية مهما بلغت من قساوة، بدليل أن اللاعبين المغاربة يتواجدون في كل ربوع العالم كعناصر مؤثرة وقادرة على تقديم الإضافات الفنية برغم قساوة الظروف.
أستطيع أن أقول بأنني كما هو حال كل اللاعبين الذين هم من جيلي إستفدنا من الحضور القوي للاعبين المغاربة الذين سبقونا إلى البطولة الإنجليزية أمثال نورالدين نيبت، يوسف شيبو، الطاهر لخلج، مصطفى حجي، طلال القرقوري ويوسف سفري حتى لا أقف عند هؤلاء فقط، ويمكنني أن أؤكد لكم أن اللاعب المغربي مرحب به فوق العادة هنا بإنجلترا متى تطابق تطابقا كليا مع الأجواء ومع ما يفرضه اللعب بالبطولة الإنجليزية، فلكل اللاعبين المغاربة مكانة خاصة وأغلب الأندية تبدي بإستمرار ترحيبها بضم اللاعبين المغاربة.
- المنتخب: ولكن لماذا ينفرد اللاعبون المغاربة بخاصية القدرة على اللعب بالبطولة الإنجليزية دونا عن كل اللاعبين العرب؟
زمامة: لسبب بسيط أنهم يتمتعون بقوة ذهنية تعطيهم القدرة على الإندماج والتكيف بسرعة كبيرة، كما أن هناك من اللاعبين العرب من يخشى على نفسه الحضور إلى إنجلترا لمعرفته الكاملة بأن هذه البطولة ملزمة كثيرا على المستويات الذهنية والبدنية.
- المنتخب: طيب لنأتي للحديث عن أسود الأطلس، ألم تشتق إليهم؟
زمامة: سأكون كاذبا إن قلت أن إبتعادي عن الفريق الوطني شكل لي قلقا مزمنا، فأنا لا أفكر لذاتي أو لنفسي، أبدا لم أكن نرجسيا، أنا إبن المغرب ومن ولد بالمغرب وشرب ماءه وتغذى من خيراته إلا ويتوق لأن ينال شرف الدفاع عنه في أي موقع من المواقع.
أنا لست من اللاعبين الذين يرتفع صوتهم ليستنكر أو ليشجب أو حتى ليهدد بإعلان إعتزال اللعب دوليا لإسماع صوته، أبدا أنا رجل محترم للإختصاصات وأعرف أن هناك مدربا وناخبا وطنيا تقع عليه المسؤولية كاملة للإختيار وأظنه يعرفني جيدا، وإن أرادني فإنه سيعرف بكل تأكيد أنني لن أتأخر لحظة واحدة في تلبية النداء، أقدس نداء.
- المنتخب: منذ سنة 2009، حيث كنت لاعبا أساسيا ومحوريا داخل الفريق الوطني على عهد المدرب الفرنسي روجي لومير، غبت عن الفريق الوطني وكان السبب في كل مرة هو الإصابات التي كانت تتكالب عليك؟
زمامة: صحيح أنني عانيت كثيرا بعد سنة 2009، إلا أنه بعد خضوعي للعملية الجراحية وإستئصال الألم بشكل كامل عدت لمستواي الكبير، وقد إنتظرت بعد الأداء المنتظم والجاهزية الكاملة أن أحظى ولو بفرصة مع المدرب الجديد إيريك غيرتس الذي أقدر أنه من الصعب عليه الإستجابة لكل الأذواق على اعتبار أن هناك الكثير من اللاعبين المميزين الذين يلعبون في مستويات كبيرة، ولكن في النهاية أنا أستحق منه إلتفاتة على اعتبار أنني واحد من العناصر القديمة التي كانت تشكل محورا داخل الفريق الوطني.
- المنتخب: ألم يحدث أن تلقيت إشارة منه؟
زمامة: أبدا، أنا كنت دائما أثوق لأن أحصل على فرصة في مباراة ودية وبعدها يكون الحكم علي، فلا يعقل أن أكون لاعبا محوريا وأساسيا داخل الفريق الوطني في وقت كنت فيه معارا من هيبيرنيان لنادي الشعب الإماراتي، ولا أحصل ولو على نصف فرصة وأنا ألعب في بطولة أنجليزية هي الأقوى في العالم.
أنا الآن في مرحلة النضج وأتصور أنه بمقدوري تقديم الإضافة التي يحتاجها الفريق الوطني في هذه الظرفية بالذات حيث ينافس من أجل حجز مقعد في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ويتطلع لربح رهان المرور إلى الدور الإقصائي الأخير الخاص بكأس العالم 2014، أقول هذا ليس رغبة مني في الإنتصار لغرور شخصي ولكن لأنني تربيت على حب المغرب وأتطلع دائما لأن أخدم المغرب من الموقع الذي إخترته لنفسي كلاعب لكرة القدم.
- المنتخب: هل تلوم غيرتس على أنه لم ينتبه إليك ولم يعطك كالآخرين فرصة؟
زمامة: أنا لا ألوم أحدا، أنا فقط أعبر عن رغبة جامحة في العودة إلى عرين الأسود الذي إشتقت إليه كثيرا، وأعتقد أنه من حقي الكامل أن أبدي هذه الرغبة لطالما أنني أتوسم في نفسي كامل القدرة على تقديم الإضافة الضرورية للفريق الوطني في مرحلة دقيقة أعتقد أنه يحتاج فيها لكل القدرات للإقلاع من جديد.
- المنتخب: أظنك تتابع عن قرب كل مباريات الفريق الوطني، ألا تجد الأمر غريبا أن يكون لنا لاعبون من مستويات عالية يلعبون بكبريات الأندية الأوروبية ولا يكون لنا فريق وطني يتسيد قارته؟
زمامة: أتصور أن هذا إشكال كبير، لطالما تداولتموه كإعلاميين وقدم مدربون مغاربة رأيهم فيه، في النهاية الفريق الوطني كأي فريق هو لحمة جماعية لابد وأن تتشكل باحترام كامل لكل أساسيات كرة القدم كلعبة جماعية، قد يكون لك لاعبون من عيارات ثقيلة ولكن لا تستطيع أن تشكل فريقا ملتحما ومنسجما إذا لم تتوفر لك الأدوات الفنية والتكتيكية، وأتصور أن ما يعيشه الفريق الوطني من إخفاقات هو نتاج لمشاكل ذات طبيعة نفسية، فاللاعبون يستعصي عليهم الخروج من أزمات نفسية جراء نتائج معاكسة للتوقعات، لذلك وجب إعتماد مقاربة جديدة في تأهيل اللاعبين ذهنيا وبدنيا تخلصهم من كل الهواجس السابقة وتجعل تركيزهم كبيرا على المباريات التي يدخلونها.
- المنتخب: البعض يعيد باستمرار إلى واجهة النقاش إشكالية اللاعب الممارس بالبطولة الوطنية واللاعب الممارس بالبطولات الأوروبية؟
زمامة: هي إشكالية موجودة فعلا ولا بد من التعاطي معها بكل موضوعية مجردة من كل الأحكام المسبقة، فالإنجازات السابقة للمنتخب المغربي تقول بأن كثيرا منها إرتكز على لاعبين مغاربة تألقوا بالبطولة الوطنية وبعد ذلك حصلوا على فرصة اللعب في البطولات الأوروبية، إلا أنني أقول بأن الحل هو في صناعة توليفة جيدة تراعي التوازنات وتطابق الفريق الوطني تطابقا كاملا مع المنافسات التي يدخلها ونستطيع أن نأخذ مثالا على ذلك منتخب مصر الذي تمكن من قهر كبار قارة إفريقيا بلاعبين يمارسون محليا.
أتصور أن غيرتس يتطلع إلى تحقيق هذه التوليفة التي تحدثت عنها والتي تعطينا فريقا وطنيا ملتحما ومنسجما وله كامل القدرة على رفع التحديات في الأدغال الإفريقية.
- المنتخب: هل تشعر بأن لك القدرة على أن تكون واحدا من عناصر هذه التوليفة؟
زمامة: أنا راكمت تجارب كثيرة لعبت لكل المنتخبات الوطنية وأجدت في ذلك إلى أبعد حد، وأتصور أنه مع وصولي إلى هذا السن أكون قد بلغت درجة متقدمة في الإختمار وفي التجربة وهو ما يساعدني على أن أكون قيمة مضافة للفريق الوطني، أنا لا أزايد بالكلمات ولا أريد أن أنتصر كما قلت لغروري، أنا واثق من أنه بمقدوري أن أكون عنصرا مساعدا على تحقيق النجاح.
- المنتخب: تابعت المنتخب الأولمبي بلندن، هل يمكن القول أنه يمثل واجهة أمل لكرة القدم المغربية؟
زمامة: حرصت كما قلتم لتواجدي في لندن على مشاهدة مباريات المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية، وأستطيع القول أنه مر بمحاذاة إنجاز كبير، فقد كان يستحق لقاء ما قدمه من عروض المرور على الأقل للدور الثاني، فمنتخبا الهندوراس واليابان اللذين تأهلا للدور الربع نهائي لم يكونا أفضل منه فنيا وتكتيكيا، للأسف كان بمقدور المدرب فيربيك جلب رأس حربة من العيار الثقيل، فقد كان ينقصه لاعب أكثر من 23 سنة، وأتصور أنه كان هناك لاعبون بإمكانهم تمثل هذا الدور بدل المغامرة باللع�


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.