الكبْدة من تابع المنتخب الوطني للشبان وهو يدمّر نظيره الغامبي برباعية لابد وأن يشعر بالفخر لوجود لاعبين مغاربة بهذا المستوى الكبير، ولابد أن يشعر بالإطمئنان على مستقبل كرتنا المغربية في السنوات القادمة... لكن من تابع ما ظل يردده معلق المباراة سيشعر بالإحباط، فقد كشف أن هذا المنتخب الذي يبدع ويبهر بقيادة حسن بنعبيشة يلقى إهمالا واضحا من المسؤولين، أو على الأقل لا يحظى بذات الإهتمام الذي يحظى به منتخبا إيريك غيريتس وبيم فيربيك، وأعطى دليلا بسيطا على هذه الحكَرة بمنحة لقب بطولة العرب، حيث حصل اللاعبون الصغار على مليون سنتيم وموحالش واش كاملة، فيما حصل المحليون على عشرين مليون سنتيم من غير لارجون دو بّوش. خاص المسؤولين يعيقوا شوية ويبداو يهتموا بهاد اللعابة الصغار في المنتخبات والأندية، باراكا من الحكَرة! ما عندك ما تدّير، هاديك هي العقلية ديال المغربي من قديم، ما كيتهلاش في ولدو ملي كيكون صغير كَال ليك باش ما يضْسرش. واش الوالدين يرضاو يخلّيوْ ولادهم الصغار جيعانين والخير موجود؟ عادي، ما شفتيهمش في رمضان آش كيديروا ليهم؟ في صباح رمضان لا يستيقظ الكبار لإطعام الصغار بدعوى أنهم متعبون من السهر، فيظل هؤلاء الصغار جائعين حتى العصر. ماشي مشكل، سينتظرون إلى أن يستيقظ الكبار لإعداد مائدة الإفطار. لكن، إذا دخل الصغار حينها إلى المطبخ، وأرادوا من فرط الجوع أن يتذوقوا ما يهيئه الكبار فإنه يُقمعون، وقد تصرخ أم صائمة في وجه صغيرها: «باقي تحط يديك نقطعها لْيك»، تمنعه أمه من الأكل بدعوى أن الطعام مخصص للإفطار. ماشي مشكل، سينتظر الصغار حتى يحين المُغرب كي يأكلوا. لكن، عندما يؤذن المؤذن لصلاة المغرب، ورغم أن الخير موجود، فإن الصغار حين يمدون أياديهم ليأكلوا يُقمعون ثانية بدعوى أنهم يزعجون الكبار. وقد يصرخ بعض الآباء المقطوعين في وجه صغيره غاضبا: «إيلا ما غبرتيش عليّا دابا من هنا، غادي نقْلَب على هاد الجبّانية سخونة». فالكبار يبعدون الصغار مجددا عن المائدة بدعوى أن هذا الطعام مخصص للصائمين فقط، يعني للكبار صافي. ولأن الصغار لا يصومون فإنهم ممنوعون من مشاركة الكبار مائدتهم. علاش؟ باش الكْبار يقصّيوا على خاطرهم بلا تبرزيط. وطبعا، هذا القمع أي قمع الكبار للصغار يمتد إلى آخر وجبة في اليوم وهي السحور، فلا يشارك الصغار الكبار وجبة السحور لأن المثل المشهور يقول: «اللي تسحر مع الدراري يصبح فاطر». خلينا من رمضان والبْعالك دابا، وكَول ليا علاش رؤساء الفرق كيسْخاو بالملايير باش كيشريوْ البراني، وولاد المدرسة كيلوحوا ليهم جدريال؟ هاد الشي اللي كنكَول ليك من الصباح... كاين اللي كيلوح ليهم جدريال، وكاين اللي كيلوحْهم هوما نيت ما يعقلش عليهم. أواااه! علاه كاين شي واحد كيلوح كبْدتو؟ علاه كاين شي واحد باقا عندو الكبدة؟ نافذة ما شفتيش الكْبار آش كيديروا في رمضان؟