غَيْتوب ثلاث مباريات خاضها المنتخب المغربي في كأس العرب أمام منتخبات يُقام لها ويُقعد كانت كافية لتعلن عن وجه جديد مشرق لمنتخبنا، حيث استهل المشوار في المباراة الأولى بانتصار مزلزل على منتخب البحرين العتيد برباعية مدوية، ولا أحد كان يتوقع ذلك. ثم انتزع في المباراة الثانية تعادلا مؤثرا أمام من؟ أمام منتخب ليبيا القوي؛ ليبيا الخارجة توا من حرب أهلية لم تخرج منها في الواقع بعد. وفي المباراة الثالثة، تحقق أعظم إنجازات الكرة المغربية، إذ هزم لاعب مغربي واحد اسمه ياسين الصالحي منتخبا كاملا، وقادنا إلى الفوز برباعية صارخة على المنتخب اليمني وما أدراك ما المنتخب اليمني، فدولة اليمن هي التي حذرت منظمات إنسانية خلال الأسبوع الماضي من تفشي المجاعة بين أبنائها بعدما تفشى فيهم مقاتلو القاعدة. واش كتريكَل وْلا كتهضر بالمعقول؟ هاد الشي ما فيهش التريكَيل... ما سمعتيش غيريتس كَال ليك بلي قْرا المنتخب اليمني قراءة معمقة؟ واش هاد الكُسالى حتى كتشد الناس العطلة عاد كيبداو هوما يقْراوْ؟ الحمد لله ملّي ولّى كيقرا، راه كان عاطيها غير للدوران. من الشائع أن الرجال القادمين من السعودية توا إلى المغرب لا يأتون للعمل أبدا بل للإستجمام، يأتون ولديهم استعداد فطري للإستمتاع والنوم في العسل بما يشبه ليالي ألف ليلة وليلة، حتى أن الأزواج السعوديين الذين يقتطعون تذاكر رحلة إلى المغرب من أجل العمل لا يخبرون زوجاتهم بوجهتهم الحقيقية، لأن العْيالات هناك لا يصدقن أن المغرب كيجيوْ ليه عباد الله باش يخدموا، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يلوم المدرب البلجيكي إيريك غيريتس إذا غرق في النعيم ونسي المهمة التي من أجلها انتظرناه طويلا، ودفعنا له كثيرا. لذا، فإن الرحلة إلى المغرب مباشرة من السعودية مختلفة تماما عن الرحلة إلى السعودية مباشرة من المغرب. وغيريتس يعلم أن المغاربة حين يذهبون إلى السعودية فإنهم يذهبون إليها من أجل غسل ذنوبهم التي اقترفوها في المغرب، وأن العودة بالكأس ستمسح بالتأكيد كل خطاياه السابقة التي ارتكبها في حق كرتنا الوطنية وفي حق الشعب المغربي. هي زعما غيريتس غادي يتوب ملي غادي يرجع. وما عرفت، حيت يقدر يكون بحال داك المش اللي مشى للحج. مالو؟ ولَات عندو الكَلسة ديال الحجّاج، ولكن بقات الشوفة عندو ديال مساخيط الوالدين. لا شك أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كانت مصيبة حين كلفت المدرب إيريك غيريتس بقيادة المنتخب المحلي في هذه الكأس الغالية، فقد سعت إلى إنهاء حالة العداء والشك التي طبعت علاقة المدرب بالإعلام والجماهير، إذ منحته فرصة مدهشة ليتعلم من أخطائه التي راكمها منذ وصوله، وأعطتنا نحن المغاربة فرصة لنصحح أفكارنا الخاطئة عنه منذ حلوله بيننا. كما أعلت هذه البطولة من قيمة الثروات المحلية ومنحتها فرصتها لإثبات الذات، وهكذا حمل اللاعبون المحليون القميص الوطني بعدما كاد المحترفون مزدوجو الجنسية أن يغلقوا عليهم باب المنتخب إلى الأبد، وحمل الزميل هشام فرج ميكرفون التعليق التلفزيوني بعدما كاد المحترفون مزدوجو المهمة (التعليق/ تقديم برامج) أن يغلقوا عليه باب الأستوديو حتى يبلغ سن التقاعد. فإذا كان لا بد من تهنئة للاعبين المحليين على ما قدموه بالسعودية، فإن التهنئة موصولة إلى هشام فرج أولا بعودته إلى التعليق، وثانيا بتمكنه من جلب عدد كبير من المشاهدين بتعليق يفيض بالحماس والوطنية والمشاعر الحارقة خوفا وقلقا وفرحا وغضبا، حيث أبدى غيرة كبيرة على الحضور المغربي إلى درجة الإنحياز الكاذب، فالخطأ الذي يرتكبه اللاعبون المغاربة يصير في نظر فرج إلى «ضربة خطأ خيالية»، والأخطاء المرتكبة في حقهم تصير «واضحة وضوح الشمس»، أما الكرات التي تبتعد عن المرمى بأمتار فإنها تصير «محاذية بسنتمترات قليلة»... وكل حركة تصبح في نظره «ديال اللاعبين الكبار». نااااري كون كان كيعلّق في الراديو. المهم هو ملي تعطاتو الفرصة حْلف حتى ينسّي عباد الله في الغوّاتة الخْريْن، وبْغا يغوّت حتى هو: كَووووووول! لكن، كان خاص شي واحد يكَول ليه بلي هاد كاس العرب غير ضيْحوكي. كَالوها حتى لغيريتس بقى ليهم غير فرَج. نافذة هاد كاس العرب غير ضيْحوكي