بالعلامة الكاملة تمكن الوداد الفاسي من تأمين بقائه في القسم الأول بعد فوزه على شباب المسيرة بهدفين للاشيء، وهو الفوز الذي كان بحاجة له بينما كان يكفي شباب المسيرة التعادل لتحقيق هذا المطلب، فوز كان مستحقا للفاسيين الذين قدموا مباراة جيدة وكانوا الأفضل طيلة أشواط هذه المباراة الفاصلة، ليودع شباب المسيرة وينهي مسلسل من المعاناة بالنزول إلى القسم الثاني. قمة بحسابات مختلفة شاءت الدورة الأخيرة أن تشهد قمتين مختلفتين، واحدة على مستوى المقدمة بين الفتح والمغرب التطواني والثانية على مستوى السفح التي ستحدد النازل إلى القسم الثاني، مواجهة فاصلة بين الوداد الفاسي وضيفه شباب المسيرة، الفريقان وبعد توالي النتائج السلبية وجدا نفسيهما أمام اختبار صعب الخسارة فيه تعني توديع قسم الأضواء، على أن الإمتياز كان لممثل العيون الذي كان يكفيه التعادل، فيما الفريق الفاسي فهو مطالب بالفوز من أجل ضمان البقاء. هذه الحسابات المختلفة أكيد أنها ستعطي طبقا مغريا ومثيرا بين فريق سيبحث عن النقاط الثلاث وآخر تعنيه نقطة واحدة والحفاظ على نظافة شباكه، على أن الهاجس التكتيكي سيكون حاضرا ولمسة المدربين ضرورية لتأطير اللاعبين في هذه المباراة الصعبة. بنجلون يفك الشفرة أبان الوداد الفاسي عن نواياه منذ انطلاق المباراة وأكد أن الإنتظار لا يدخل ضمن مخططاته، لذلك نظم صفوفه وضغط منذ الإنطلاقة من دون مقدمات، وكأني ب «الواف» أراد أن يفرض إيقاعه وأن لا يسقط في فخ تنويم المباراة، إذ برزت أولى الفرص من صربة رأسية لشكيليط عبر ضربة ركنية لكن الكرة مرت محادية. وظهر جليا أن شباب المسيرة آثر تفادي المغامرة وعدم الهجوم حفاظا على شباكه، إذ تحمل الحارس سحيم والدفاع الضغط الرهيب الذي مارسه الفريق الفاسي، ومر لاعبو الشباب بفترة عسيرة نتيجة توالي الفرص، إذ من تسديدة الحارس سحيم يتدخل ويبعد الكرة، ومن ضربة رأسية ذكية لبنجلون لم تجد المتابعة الجيدة لأحد زملائه، كما كاد الجناتي أن يخدع الحارس سحيم وسدد من بعيد لكن الكرة مرت محادية. ولم تكن محاولات شباب المسيرة بالخطيرة وهو الذي اعتمد على المرتدات الهجومية لكن لم تكلل بالنجاح بفعل بطء المهاجمين. ولأن لكل مجتهد نصيب، فإن الوداد الفاسي تحصل على ما بحث عليه طيلة شوط كامل بعد أن ابتسم له الوقت بدل الضائع، فمن ضربة ثابتة دفاع الشباب يبعد الكرة التي وصلت إلى بنجلون وبتسديدة أرضية يسجل الهدف الأول. أكيد أن الوداد الفاسي سجل هدفا في وقت جد هام، وبالقدر الذي رفع من معنويات الفريق الفاسي بالقدر الذي أثر على شباب المسيرة وبعثر أوراق المدرب كركاش الذي كان مطالبا بتغيير خطته، لكن «الواف» أبى مع انطلاق الجولة الثانية إلا أن يزيد من تعقيد مهام خصمه بعد أن تمكن المازيني من تسجيل الهدف الثاني بعد انطلاق الجولة الثانية بثلاث دقائق من تسديدة خدعت الحارس سحيم. الضربة القاضية بعد هذا الهدف تراجع أداء الوداد الفاسي الذي ربما رضي بالغلة المسجلة، وآثر تأمين الفوز وتحصين الدفاع بدل البحث عن أهداف أخرى، وهو ما سنح لشباب المسيرة إلى الزيادة الهجومية، بل تهديد المرمى مثلما كان مع الضربة الرأسية لطنيبر التي مرت محادية لمرمى بورقادي، بيد أن الدقيقة 72 أبت إلا أن تزيد من تعقيد مهام الشباب بعد طرد وهاب ليواصل شباب المسيرة بعشرة لاعبين، وهو النقص الذي استغله الفاسيون لخلق مجموعة من الفرص إنتهت أخيرا بتوقيع هدف ثالث في الوقت بدل الضائع بقدم يوسف أنور ليسدل الستار على مباراة أدخلت الفرحة للواف وأحزنت شباب المسيرة.