الإدارة التقنية الوطنية لا تريد التواصل مع الأطر الوطنية الوازنة الأطر المغربية تساهم بشكل فعال في تطور الكرة القطرية محمد رباح مدير فني لنادي الخور القطري ومستشار فني بالإتحاد القطري لكرة القدم إلى جانب تطوير المدربين في إطار التكوين المستمر.. حاصل على دبلوم التدبير الرياضي بكندا وكذا دبلوم المدرب المحترف من الإتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى العديد من الشهادات والدبلومات من إنجلترا اسكتلندا إيرلندا بلاد ألغال كندا وأمريكا. لم يحصل على كل هذه الدبلومات بالصدفة أو الحظ، بل أنه وضع مسارا أمام عينيه سعى لتحقيقه وتطلب منه ذلك جهدا مضنيا وستة عشرة سنة لكي يحصل على هذه الرخصة العالمية التي تخول له تدريب أي فريق محترف وأين ما كان. كما يخول له أيضا الإشراف على الإدارة التقنية بكل جدارة واستحقاق في أي مكان في العالم.. وانطلاقا من اهتمامنا بكل الأطر الوطنية بما فيها التي تعمل في ديار الغربة كان لنا هذا الحوار مع هذا المدرب الذي أصبح له صيت عالمي.. كيف التحقتم بديار القطرية ولماذا اختيار هذا البلد ؟ «إختياري لقطر كان تحديا بالنسبة لي، فبعدما حققت طموحاتي فيما يتعلق بالتدريب بكندا قررت أن أبحت عن تجربة جديدة. وجودي بقطر ليس كما يظن البعض فهو بالأساس تحدي وتطوير لتجربتي بالديار الكندية». كيف هي أجواء العمل داخل فريق الخور وكذا الإتحاد القطري ؟ «يعتبر فريق الخور هذه السنة من الفرق التي لها حضور داخل دوري نجوم قطر وتزامن ذالك مع قدومي للنادي. يتميز الخور حاليا بفلسفة خاصة وإستراتيجية القصيرة والبعيدة المدى.. وبالنسبة لبرنامج تطوير اللاعبين وضع نموذج يطلق عليه «أسلوب الخور» وهو نموذج لكيفية تطوير اللاعب القطري داخل نادي الخور. بصفتي مدير فني، دوري هو وضع فلسفة وبرامج ورؤية تقنية واضحة بعيدة المدى لتطوير اللاعبين وكذا المدربين، أما بالنسبة لدوري في اللجنة الفنية القطرية هو تطوير المدربين في إطار التكوين المستمر. وفي هذا الصدد نظمنا ورشات تكوينية عديدة على مستوى عالمي. أطرها مؤطرون عالميون من الإتحاد الأوروبي والإتحاد الدولي. كرتشارد بيت مدير التكوين الجامعة الإنجليزية لكرة القدم، روبرت آسيان خبير ومستشار الإتحاد الأوروبي، جيم سان كلير مدير الفني للجامعة الأسكتلندية لكرة القدم, واخبرا ألان أرفين مدر أكاديمية نادي إفرطون الإنجليزي وقد كنت شخصيا المنسق لجميع هذه الدورات وقمت كذلك بالإشراف على هذه الدورات بجانب الخبراء العالميين. آخر دورة أشرفت عليها كانت مع المحاضر جيم سان كلير وحضرها حوالي خمسون مدربا بالإضافة إلى اللاعبين المغربيين يوسف السفري وطلال القرقوري اللذان يحضران نفسهما للتدريب». هناك مجموعة من الأطر المغربية التي تعمل حاليا بقطر, فهل هناك تواصل بين هؤلاء الأطر؟ «بطبيعة الحال هناك تواصل خصوصا خلال الورشات التكوينية.. المدربون المغاربة يلعبون دورا مهما وفعالا في تطوير كرة القدم القطرية خصوصا في ظل التجارب التي راكموها عند الورشات التكوينية في التكوين المستمر. كما يساهم المدربون المغاربة في قطر أيضا في إنعاش اقتصاد بلدهم المغرب, لكن للأسف هذا ما يجهله المدير الفني الوطني المغربي. تعيش الإدارة التقنية في المغرب حالة من الفوضى خصوصا فيما يتعلق بمعادلة الشهادات المدربين المغاربة بقطر. الكثير من التعديلات والتغييرات في مختلف اللوائح التي أرسلت إلى بعض المدربين في قطر. اللوائح تتغير حسب تدخلات والمجاملات لذا أرجو وأتمنى من الهيئات العليا المشرفة على كرة القدم بالمغرب أن تتدخل لإيقاف التخبطات». لماذا ركزتم على التكوين المستمر في الإتحاد القطري ؟ «نحن نؤمن بأن نوعية وجودة التدريب التي تقدم إلى اللاعبين هي أمر أساسي وجوهري في عملية تطويرهم. ومن أجل تحسين وتطوير هذه النوعية من التدريب يقوم الإتحاد القطري لتنظيم ورشات تكوينية لكل المدربين على مدار السنة. للإشارة لقد كنت شخصيا صاحب هذا المشروع في قطر ويعتبر الأول من نوعه. الأهداف من هذه الورشات التكوينية إستعراض ومراجعة برنامج التدريب الحالي, الهدف الثاني هو اطلاع المدربين على أحدث طرق التدريب. لهذا فالتكوين المستمر يرغم كل مدرب أن يظهر الطاقة والشغف المطلوبين. إن وجود خطة التكوين المستمر تضمن عدم تراخي المدربين». هل لديكم اتصالات بالإدارة التقنية الوطنية بالمغرب ؟ وهل تتابعون تطورات الكرة المغربية ؟ «كمغربي أتابع ما تنقله الصحف من أخبار ومستجدات خصوصا فيما يتعلق بكرة القدم المغربية، لكن للأسف الإدارة الوطنية لا تريد التواصل مع الأطر المغربية الوازنة والتي بإمكانها أن تجلب الكثير لكرة القدم الوطنية، علما أن إدارات فنية أخرى تستفيد من هذه الأطر». كيف ترى مستوى التكوين بالمغرب سواء على مستوى الأطر واللاعبين؟ «الدورات التكوينية المغربية تكاد أن تكون منعدمة باستثناء بعض الدورات داخل العصب، لذا يجب على الإدارة الفنية العمل على تطوير المدربين في إطار التكوين المستمر لتجديد معارفهم. الجميع يعلم أن مجال الكرة يتغير بشكل سريع وتطوير المدربين يجب أن يساير هذا التغيير المتسارع لكرة القدم. يلاحظ أن عمل المدير الفني ينحصر فقط على تصنيف المدربين وتقييمهم ومعادلة الشهادات. ونسى ما هو مهم ألا وهو تكوين المدرب قبل تقييمه. إن عمل المدير الفني أكبر وأهم من كل هذا. نتكلم فقط عن الترخيص لكن نغفل جانب التكوين المدربين الذي هو من أول الأولويات.. فما هو البرنامج الوطني لتكوين المدربين المغاربة وما هي الإستراتيجية التي وضعها لدعم هذا التطوير. أعتقد أن مسألة الترخيص للتدريب يجب أن تكون آخر هموم المدير الفني. فالمسألة الأساسية هي وضع استراتيجية واضحة من أجل جعل كل المدربين يستفيدون من التكوين المستمر.. أما فيما يخص تكوين اللاعبين بالمغرب فبرأيي يجب تعزيز ودعم فلسفة وطنية لتطوير هوية وطنية للاعب المحلي. علينا جميعا أن نبذل قصارى جهودنا لتوفير بيئة صحيحة للاعبين تساعدهم على الإبداع والتألق والبيئة النموذجية سيكون لها التأثير الأكبر على صفات اللاعبين..هناك أسئلة رئيسية واعتبرها مفاتيح لتطوير اللاعب المغربي. علينا أن نتساءل: ما هي الصفات التي يجب على المواهب الوطنية الناشئة أن تطورها ؟ ما هي البيئة التي نحتاج إلى إيجادها من أجل تعزيز هذا التطوير ؟ ما هي الصفات والخصائص التي يجب أن يمتلكها من يقوم بتدريب هذه المواهب الشابة ؟ ما هي البنية والهيكلة التي يجب ان تكون في مكانها الصحيح ؟ كيف يمكننا أن نطور كل ذلك..». سبق لكم أن أشرفتم على عدة ورشات تكوينية بالمغرب؟وهل أنتم مستعدون لورشات أخرى؟ «بالفعل قمت بتأطير بعض الورشات التكوينية بالمغرب ذلك بعد أن تلقيت دعوات بهذا الخصوص من بعض رؤساء النوادي والعصب وكذلك من قبل وزيرة الشبيبة والرياضة السابقة نوال المتوكل وقد عرفت هذه الورشات نجاحا ملفتا على جميع الأصعدة, وكمغربي سعيت لأن أتقاسم خبرتي ومعرفتي مع جميع المدربين المغاربة، إلا أنني مع الأسف لست مستعدا ولا أنوي الإشراف على ورشات تكوينية مستقبلا بالمغرب لحكم أني أريد التوجه والإنتقال إلى تحدي جديد, ألا وهو التدريب والمنافسة بأحد البطولات في العالم وأنا جد متشوق لهذا التحدي.. وللاشارة فلدي عروض من بطولة بلاد الغال والبطولة القطرية وكذا الإماراتية».