المثالية الجماعية والتنافسية عناصر القوة بالمنتخب دوري شمال إفريقيا المحك الأكبر قبل مواجهة موريتانيا محطات إقصائية نارية تنتظرنا في طريق النهائيات كان مايسترو الوداد والمنتخب الوطني، كلاعب، واليوم هو قائد منتخب الشبان بميزة تغيير زمن ومنطق الكرة بين أصالتها الفردية ومعاصرتها الجماعية.. بنعبيشة.. الآن يهيئ فريقا وطنيًا من القاعدة من صلب الأندية والأكاديمية، ويدخل معارك الإقصائيات بحمى متدرجة لفخاخ موريتانيا وغامبيا وغانا كمحطات نارية مع جيل يرى نفسه أقدر على قراءة نفسه في صلب المعارك.. بنعبيشة.. لا يحلم فقط بمنتخبه الصاعد، بل بإرادة الفوز مع جيله الذي كسب منه سرعة في كل شيء.. ترى كيف يقرأ بنعبيشة أكاديمية المنتخب. - أنتم مقبلون شهر أبريل على دخول أول تحدي رسمي إفريقي أمام موريتانيا خلال الدور الأول الإقصائي لكأس إفريقيا 2013، فهل تراعون قيمة المرحلة بالنظر إلى طبيعة التحضير الجيد؟ «ما هو جميل الآن بغض النظر عن الإنكماش التاريخي الذي حصل لمنتخب الشبان بعد إنجاز 2005 بهولندا دون استمرارية قاعدته العامة كل سنة، أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اعتمدت معيار الإستمرارية للأطر التقنية داخل المنتخبات الصغرى بإيعاز من القدة العامة لتهيئ خلف جديد يراعي المراحل المقبلة بالتدرج في كل الفئات، والحضور الوازن والملح في الأحداث الكبرى، وأعتقد أن مدة عام وثمانية أشهر منحتنا فرصة تهييء قاعدة شابة وموسعة ومندمجة أكثر بالتنافسية سواء في لقاءاتها الودية أو الرسمية أو الدولية، وأرى أن حتى التحضيرات المفروض أن تكون في فترات متنوعة خلال السنة كان لها طابع مثالي وجماعي وتنافسي لقياس ميكانيزمات التناغم البدني والإستراتيجي داخل الرقعة». - خلال هذا المسار، قدم منتخب الشبان ضمانات إرتياح مستقبلي لقاعدة فرضت نفسها في لقاءات ودية عربية وأخرى رسمية عقب فوز المنتخب المغربي بلقب كأس بطولة العرب، لكنه افتقر للإحتكاك الإفريقي؟ «بالفعل.. كان هذا هو العامل السلبي الذي إشتكينا منه، ليس لأن الجامعة لم تقم بواجبها في مراسلة المنتخبات الإفريقية التي طالبنا بمواجهتها بهدف التناغم والإحتكاك، ولكن لأن جامعات الدول المعنية هي التي أعاقت هذا المعطى لأجنداتها المملوءة.. وكان لزامًا علينا أن نحتك جزئيا في بطولة شمال إفريقيا (تونسوالجزائر وليبيا)، والبطولة العربية، فضلاً عن لقاءات ودية كثيرة مع أندية وطنية بالدرجات الأولى والثانية.. وفي كل الأحوال لن نتخوف إن شاء الله من هذا المعطى، لكوننا سنلعب مع المنتخب الموريتاني في أول نزال رسمي ذهابا وإيابا، وسنفوز تنافسيا بهذا المحك شريطة أن نفوز ونتأهل إلى الدور الموالي..». - في هذا السياق.. أمامكم شهر تقريبا لمواجهة موريتانيا، هل وضعتم أجندة تحضيرات مواكبة لهذا الحدث؟ «لحسن الحظ، أنه بعد تعذر مواجهتنا لمنتخبات إفريقية في لقاء ودي، سيكون أمامنا نهاية الشهر الجاري بين 27 و30 مارس، حضور دوري لشمال إفريقيا بالجزائر بمشاكة الجزائر البلد المنظم وتونس وموريتانيا والمغرب طبعا.. ونظرا لتواجد موريتانيا كخصم رسمي في الإقصائيات، قد تتغير ظروف فرعة الدوري، وسنلعب فقط أمام كل من تونسوالجزائر وتفادي مواجهة موريتانيا، وأعتقد أن هذا المحك جدير بمعرفة إمكانياتنا وقدراتنا العامة لتصحيح أخطاء قد تكون أيضا عاملاً أساسيًا في النتائج». - هي فرصة ممتازة لديكم فيما لو حضرت موريتانيا إلى الدوري على أساس مراقبتها فنيا واستراتيجيا؟ «هو هدف استراتيجي بالفعل، لأنه سيمنحنا رؤية شاملة عن المنتخب الموريتاني، هذا إذا حضر، ومفروض أن يحضر لأنه سيواجهنا في الشهر المقبل، وعري به أن يلعب مع تونس أو مع الجزائر بحكم تقارب الأداء المغاربي، وهو أيضا سيكون موجهًا بذات القراءة الفنية لأدائنا كذلك، لكن ما يهمني هو مجموعتي والعمل الذي نقدمه للوصول إلى النصر المطلق قياسًا مع البناء الموسع الذي راعينا لأكثر من سنة ونصف، ولا بد أن ينصف هذا العمل بتجاوز الدور الأول أمام موريتانيا». - قبل الحديث عن هوية المنتخب المغربي، هل لديكم نية إنتداب وجوه محترفة بالبطولات الأوروبية؟ «أعتقد أن هذا الموضوع طبعًا هو من اختصاص المدير الرياضي الذي يلتصق عادة بملف المحترفين، وله صلاحية إختيار ما نراه ملائما للمركز المطلوبة بالتنسيق والإجراءات الإدارية.. طبعا لنا تصور حتى اللحظة بلاعبين صاعدين بنادي أوكسير، ويتعلق الأمر بياسر بالدي مدافع نادي أوكسير للشبان، وحمزة حافظي رجل وسط أوكسير أيضا والمنتقل لنادي ديجون الفرنسي، وتبقى الإجراءات الإدارية سارية المفعول حتى اللحظة لنتمكن من احتضانهما، علما أن حمزة حافيظي كان قد لعب مع الإطار محمد سهيل سابقا». - أنت الآن إطار وطني صاعد على مستوى منتخب الشبان، كما كنت في ولادتك الكروية نجما صاعدا بذات المنتخب، هل تقيس زمنك الكروي بذات الرؤيا؟ «لا قياس مع وجود الفارق رغم أن زمننا كان مبنيا على الفرديات أكثر منه جماعيا اليوم لتطور وسرعة الكرة في قالبها الجماعي والإستراتيجي، فضلاً عن البنيات التحتية الحالية التي يرى فيها اللاعب نفسه مطالبا بالجودة والتنافسية وروح الكرة الجماعية، وهو ما يثيرني أصلا من خلال اللحمة السائدة في الفريق، والتجانس المتكامل داخل الرقعة من دون إهدار الوقت في الفرديات كما هو متداول الآن في الأداء الجماعي..». - ستة لاعبين من أكاديمية محمد السادس داخل المنتخب الوطني، هل منحوك إضافة من نوع خاص؟ «هم ستة وجوه من مواقع مختلفة من الدفاع والوسط والهجوم قدموا إلينا من الأكاديمية بامتيازات تكوينية وانضباطية عالية، وهم أصلاً وجوه أندية وطنية إلتحقت بالأكاديمية لتستثمر قدراتها التكوينية على أعلى مستوى وهم الآن إلى جوارنا من أجل الإحتكاك أكثر مع المجموعة التي أقول عنها بالمتكاملة والمشكلة سابقا لنواة منتخب الفتيان، لذلك لا أجد أية مشكلة في التواصل والحوار والعمل الفني داخل الفريق..». - داخل هذا المخاض، لا تجد مطلقًا معاناة ما بخصوص أفضلية المكون بالأكاديمية والوافد من الأندية؟ «إطلاقًا لا.. هي مجموعة موحدة في الفكر والحوار والتواصل والمحبة والعطاء داخل الرقعة، وأكثرها قوة هو تلاحمها في قيمة حمل القميص الوطني كرهان، زد على ذلك أن القيمة الإحترافية هي السائدة لدى الجميع وبخاصة شق الوجوه الأكاديمية التي تلعب باستمرار ولها تنافسية عالية تمكنها من استخلاص الكثير من الأمور الفنية.. وفي مجمل الأمور، أرى أن المنتخب الوطني له خاصية أساسية وهي الفكر الإحترافي المبني على التنافسية والإنضباط وروح الجماعة، والنظر إلى أولمبياد 2016 على أنهم حاضرون بها من الآن، وأعتقد أن هذه الروح النفسية تجعلك مرتاحا لقوة الإرادة أيا كانت النتائج القادمة بإيجابياتها وسلبياتها..». - هذه الثقة والإرتياح الشاملين يمنحك الأرضية للإشتغال أكثر مقابل تحصيل أفضل النتائج؟ «هذا ما نراهن عليه، أولا في الجاهزية المفروض فيها أن تكون مطابقة لروح الجماعة، وتوحد الفريق، وثانيا في انضباط الجماعة التي قدمت لي مواصفاتها الخالصة في كثير من المواقف، وثالثا في قدرة الفريق على الفوز وإرادة الفوز، وأتمنى أن يكون هذا التفاؤل بالنقاط المذكورة حافزا لنا لدخول مشوار الإقصائيات بارتياح كامل». كأس إفريقيا 2013... تبدو عسيرة في الإقصائيات من خلال ثلاث مواجهات إنتظارية للوصول إلى النهائيات بالجزائر؟ «لدينا ثلاث محطات منتظرة في طريق الإقصائيات، أولها موريتانيا كخصم أول شهر أبريل المقبل ذهابا وبداية ماي إيابا، وفيما لو فزنا بالمباراة سنكون أمام محك غامبيا كدور إقصائي ثاني ذها وإيابًا (يوليوز وغشت)، وأيضا لو تأهلنا على حساب غامبيا، سنلعب آخر الإقصائيات أمام منتخب غانا في أصعب مشوار لن يكون طبعا مفروشا بالورود بالنظر إلى قيمة غامبيا وغانا معا في المحافل الإفريقية، لذلك يتوجب علينا أن نقرأ مباراة بمباراة لتحقيق الأهداف المرجوة..». - في ظل هذه المحنة الصعبة في الإقصائيات، لا بد وأن تكون المعركة مقروءة لخصومك الثلاثة بتقرير سري؟ «ما هو أمامي الآن هو لقاء موريتانيا المقبل، ولدي تقرير مفصل قدمه لي زميلي الشاب مامي السملالي حول المنتخب الموريتاني سيما وأنه لعب بالمغرب أمام بملعب مولاي الحسن، ويهمني مفعول فريقي في تعامله مع المباريات ومدى جاهزيته وقدرته على الفوز كمطلب أساسي، وبعدها طبعا ستأتي مباراة غامبيا كقفل ثاني سنقرأه بالقدرة التي نتوصل بها من معلومات دقيقة حول هذا المنتخب». - إمكانيات المنتخب الخطية في كل المواقع وبخاصة في الهجوم، هل تراها قادرة على صنع الإعجاز؟ «هذا ما أتمناه فعلاً، وعندما تكون لك قطع غيار حاسمة في كل المواقع، وبخاصة في مجموع المنادى عليهم لابد وأن تحمل جزء من الثقة والإرتياح، وما أتمناه هو أن يكون الهجوم هو الأكثر فاعلية في قادم المباريات مبنيا على قاعدة صناعة الوسط ومحميا برجال الدفاع، وقتها سأرى في الأكاديمي آدم النفاتي وسفيان البهجة ويوسف السعيدي وزكرياء بلمعاشي وأيوب بوشتة وأكرم سليم، جملا هجومية يصنعها رجال الحراسة والدفاع والوسط كإتلافي وكومندو يلعب للمعركة والمرحلة بروح المسؤولية..». - حثميا أرى في مجموعتك طابع الشباب الرجولي؟ «لا أكذب عليك إن قلت أن معاشي كلاعب ليس بهذه الدرجة التي أرى فيها هذا الجيل الذي يحلم متى وأين ومع من سيلعب، من دون أن يطلب أي شيء حتى ولو كان مدانا بالمال من الجامعة، هم لاعبون منضبطون بدرجة عالية، ويحبون بلدهم إلى أقصى حد، ويريدون الإشتغال أكثر، ويرون أنفسهم محترفون بالسليقة والسلوك والنظام والتربية، وأحمد الله على هذه المزايا إن هم ساروا على هذا النمط من الإحتراف وهم صغار..». - سؤال لم أوجهه لك حسن؟ «هو هذا الإهتمام الذي تمدونه للرأي العام كإعلام كبير، أنصفني كلاعب للوداد، قبل أن يهتم الآن بمساري مع منتخب الشبان، وبطاقاته وجيله.. أشكركم على هذا اللقاء الذي لن يكون طبعًا إلا تواصلاً وروحًا كبيرة لمنتخب الشبان..». حاوره: