تبدو الفرصة مواتية أمام المدرب الفرنسي آلان جيريس لتصفية حساباته مع الغابون عندما يقود المنتخب المالي غدا الأحد في مواجهة أصحاب الضيافة على ملعب الصداقة الصينية-الغابونية في ليبرفيل ضمن الدور ربع النهائي للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية. وأمضى جيريس 4 أعوام على رأس الادارة الفنية للمنتخب الجابوني من 2006 إلى 2010 وساهم بشكل كبير في تطوير مستواه وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، كما كان قريبا من قيادته إلى ربع نهائي النسخة القارية الأخيرة في أنجولا لولا قوانين البطولة التي أخرجته خالي الوفاض بفارق المواجهات المباشرة خلف زامبيا والكاميرون. هذه النتائج الجيدة لم تشفع لجيريس أمام المسؤولين الجابونيين الذين قرروا عدم تجديد عقده وتعاقدوا مع زميله السابق في فريق بوردو الألماني الأصل الفرنسي الجنسية جيرنوت روهر. ويقول جيريس في هذا الصدد "لا يجب أن تنسوا أنني لم أذهب بمحض ارادتي، لكني مدرب محترف احترمت قرارهم وها أنا اليوم اواجههم في ربع النهائي وسألعب من أجل الفوز، سنلعب أمام منتخب وبلد أقدره كثيرا لكن فيما عدا ذلك، فأنا مدرب لمالي وسأبذل كل ما في وسعي لقيادته إلى الفوز وبلوغ نصف النهائي". واضاف: "سنخوض مباراة رائعة وأمام جمهور غفير، لست بحاجة إلى دراسة المنتخب الجابوني ولاعبيه لانني أعرفهم جيدا، سنضع خطتنا الاستراتيجية والتكتيكية لخوض هذه المباراة من أجل الفوز بها"، معربا عن أمله في أن تذهب مالي بعيدا في هذه البطولة". لم تتوقف مزايا جيريس مع الغابون على تحسين مستوى منتخبها ووضعه في مقارعة كبار القارة، بل أنه ساهم في احتراف العديد من لاعبيه في الأندية الأوروبية بحكم علاقاته، وهو ما اعترف به قائد الغابون حارس مرمى لومان الفرنسي ديدييه ايبانج اوفونو بجيريس قائلا "إنه مثل الأب بالنسبة لنا، نحن على اتصال دائم به، ساعد العديد من لاعبي المنتخب على البحث عن أندية للدفاع عن الوانها في أوروبا، لأنه كان يعرف بأن ذلك أفضل بالنسبة لنا كي نلعب في مستوى أعلى". وتابع "جيريس يعرف كل شىء عنا، يعرف نقاط القوة والضعف، لكننا لسنا فريقا يعتمد على الفرديات، نحن مجموعة قوية ومتلاحمة وهذا هو الفارق"، مشيرا إلى أنه كان يأمل في مواجهة جيريس في المباراة النهائية وليس في ربع النهائي. من جهته، قال روهر "أعرف جيريس جيدا، إنه صديق لي، لعبنا معا لمدة 10 أعوام من 1977 إلى 1987، كانت فترة رائعة، هناك قاسم مشترك بيننا كوني استلمت تدريب الغابون خلفا له"، مضيفا "لكننا سنكون خصمين في مباراة الأحد، فهو مدرب لمالي وأنا مدرب للجابون". وتابع "على الورق مالي مرشحة للفوز لأنها تملك لاعبين جيدين أعرف بعضهم جيدا خصوصا المحترفين في فرنسا، كما أن مدربها (جيريس) يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الغابون بحكم اشرافه على تدريب المنتخب باستثناء بعض اللاعبين المحليين الجدد الذين عملت شخصيا على اقحامهم ضمن المجموعة، صحيح أنه يعرف فريقي أكثر مما أنا أعرف فريقه، لكن المنتخب الجابوني الحالي يختلف عما كان عليه قبل عامين مع جيريس، وسنرى ما سيحصل على أرضية الملعب". ولن تكون مهمة مالي الساعية إلى بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ عام 2004 عندما سقطت أمام المغرب 0-3، سهلة أمام الغابون التي تطمح إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لحجز بطاقتها في دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخها. وحصدت الغابون العلامة الكاملة في الدور الاول بانتصارات على النيجر 2-0 والمغرب 3-2 وتونس 1-0، وهي تعوّل على جمهورها (40 الف متفرج) ونجمها مهاجم سانت اتيان الفرنسي بيار-ايميريك اوباميانج هداف البطولة برصيد 3 أهداف مشاركة مع المغربي الحسين خرجة والأنجولي مانوشو. أما مالي فتعقد آمالا على نجمها وبرشلونة الأسباني سيدو كيتا لمحو الصورة المخيبة للدور الأول، حيث حجزت بطاقتها بصعوبة بفوزين صعبين على غينيا 1-0 وبتسوانا 2-1 وخسارة أمام غانا 0-2. وقال كيتا الذي سجل هدف الفوز في مباراة بتسوانا ومنح البطاقة الثانية لمنتخب بلاده: "ستكون مواجهة الغابون صعبة لأنهم أصحاب الأرض، لكن الضغوطات ستكون كبيرة عليهم لتحقيق انجاز تاريخي، فيما نحن سنلعب بدون أي مركب نقص بعدما قطعنا الدور الأول وبالتالي لن نألوا جهدا لبلوغ نصف النهائي". يذكر أن مالي تلهث وراء اللقب القاري الأول منذ عام 1972 عندما حلت ثانية في مشاركتها الأولى، علما بأنها تشارك للمرة السابعة في النهائيات وحلت رابعة 3 مرات أعوام 1994 و2002