قتال العزة آخرجونا إلى الشوارع من فضلكم وامنحونا فرجة البارصا بالقوة والصلابة واللحمة والإرادة الوطنية.. غيرتس يعشق البارصا بالإيقاع وسرعة الكرة والإمتلاك الكبير للكرة والهجوم والهجوم ثم الهجوم، لا تعنينا تونس أو الغابون أو النيجر، فجميعها أسماء متباينة، ولا تخشوها ما دامت قوتكم في لحمتكم وتضامنكم وعزتكم.. لا تجعلوا الضغط يضغط عليكم، فأنتم أفضل من تونس ألف مرة، وأفضل من الغابون التي فازت عليكم منذ عامين، وأفضل من نيجر المفاجآت، الفرصة تنطلق مع تونس في قمة تاريخية مفروض فيها أن يكون الفوز حليفكم بالرقم لتردوا ذات الفوز الوحيد لتونس عام 2004.. ومفروض أن تفوزوا ليس للتاريخ الماضي، ولكن لحسابات المجموعة التي تنطلق من الصرامة إلى نهاية الحسابات والمعادلات، وتونس هي أيضا تفكر في الفوز على المغرب أيا كانت قيمة الأسود بالنجومية والفعالية لتنطلق بأفضلية النقاط، وفوق ذلك هي قمة ملعوبة على وثر نتيجة الغابون والنيجر، أنتم محترفون في الكرة وتدركون معنى أنكم محترفون بالأندية الأوروبية وتلعبون بمركبات نفسية عالية لا تخشى الضغط من الخصوم والأنصار، وتونس بتقاسيم أسطولها مبنية على المحلي والإحترافي، وقد تجد نفسها أمام ضغط إسم المغرب وأسطوله ما دام محترفو الأسود لا يخافون الوقائع الإقصائية، ولكنهم لا يدبرون النهائيات بالعقل مثلما دبروها عام 2004 بإنجاز رائع. الفوز على تونس يبدأ من محيط المنتخب التعبوي، وينتهي بسرية الإجتماع الثنائي بين المدرب ولاعبيه.. والفوز يجب أن يقرأه غيرتس ليس بالكلام، بل بالفعل على الرقعة معنويا وإستراتيجيا وأدائيا ورؤية فنية إضافية لمواقع الخصم المتهالكة، وأرى في الجهة اليسرى لدفاع تونس خاصة منطلق الحرث الجماعي لهجوم المغرب، كما أرى متوسط الدفع صلة إضافية لتثاقل مدافعه كريم حقي، أما الجهة اليمنى فستكون معضلة أخرى لتونس لو أحسن الأسود تمرير الخطاب الهجومي سواء من السعيدي أو تاعرابت أو أمرابط، لكن وسط تونس يبدو غير فعال في التوليف الجماعي والبنائي، وقد يكون نقطة ضعف أخرى مثلما يكون نقطة قوة فيما لو غير سامي الطرابلسي رؤيته الإستراتيجية بوضع رجلي ارتداد دفاعي لحبس متنفس الأسود واستغلال أخطائه نحو المضاد.. وفي كل الحالات وحتى إن كانت إمكانيات تونس متباينة في الأداء، فهي تعيش حالة غليان في التشكيلة النموذجية التي لم تظهر ملامحها في اللقاءات الودية الأخيرة لأسباب يراها المدرب الطرابلسي سرية لعدم إفشاء فريقه الكامل الذي سيلعب أمام المغرب اليوم ومن بينها طبعا عودة الهداف عصام جمعة الذي يعول عليه كثيرا في الجهة التي يلعب فيها ميكاييل بصير، إلى جانب حضوره أيضا كقلب هجوم، ويلي وراءه صابر خليفة ومن الأطراف ذاودي من اليسار والشرميطي إما كقلب هجوم ليلعب عصام جمعة في اليسار، أي بالتناوب بين الطرفين، وهذا الرباعي هو أفضل هجوم لدى تونس مدعما بأسلحة الوسط.. ولسامي الطرابلسي كافة الخيارات للإعتماد على العناصر المؤهلة والجاهزة من دون إصابات للعب أمام المغرب وحسب استراتيجية الأسود الهجومية، ما يعني أنه سيلعب للدفاع مع المضاد المركز على استغلال أخطاء الأسود، مقارنة مع غيرتس الذي يعرف كيف خسر تونس أمام كوت ديفوار، وكيف فاز على السودان والباسك وتعادل مع كاطالونيا بتشكيلات غير جوهرية، وله أوراق بارزة على الخصم بكافة عناصره ومن خلال الإستشارات مع طاقمه حول واقع الكرة التونسية. لذلك نحن أمام قمة هي بنفس التي بدأها الأسود عام 2004 أمام نيجيريا، إنما الإختلاف اليوم هو مع تونس التي فازت باللقب يومها على المغرب بأخطاء كبيرة في الحراسة، ولا نريد أن تتكرر اليوم مع عملاق الحراسة الوطنية نادر لمياغري مع أنه لا يكون سعيدا عندما يلاقي التوانسة على صعيد الوداد والمنتخب، وربما قد يكون هو الورقة الرابحة لرد بعض من الدين الذي يرمي إليه عندما أضاع الأسود تأهلهم بتونس (22) مع الزاكي لمونديال 2006، ونحن أيضا أمام قمة لا نريد فيها الخسارة ولا التعادل للإبتعاد عن شؤم البداية وشؤم بعض من الذين يضعون بلدهم في أول طائرة للعودة سريعا إلى المغرب. ما نريده فعلا أن نكون مساندين حقيقيين للأسود في كأس إفريقية مختلفة تبدو بدايتها صعبة ونهايتها قد تكون حالمة بطقوس السطو على الأحداث خطوة بخطوة.. لا نريد التسرع والغضب والإنفعال الزائد على الحكم، إلعبوا الكرة الراقية وقدموا للعالم قيمة الإحتراف المغربي بالأندية العالمية، ولا تلعبوا على كوطتكم، بل لوطنكم وشعبكم وملكلم، وامنحوا لمغربكم كأسا عملاقة بأفضل أداء تاريخي مشهود لكم أن تقدموه بالإرادة والرغبة نحو النصر لا الإستقالة العلنية ما دام لكم مدرب يريد لنفسه بصمة فنية كأحد أفضل مدربي القارة بالنهائيات.