كاتب عمومي أوقف الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المباراة، واستأذن الحكم في إجراء تغيير تكتيكي على تشكيلته، حيث ألحق طارق الناجم بمنصب الكاتب العام للجامعة بديلا لخالد العرايشي، الذي كان معارا من صندوق الإيداع والتدبير. إستغرب الكثير من المتتبعين لجدوى التغيير وتوقيته، فالكتاتبي الجديد فشل في إدارة شؤون قناة لا يزيد عدد أفراد سكانها النشيطين عن مائة نفر، وتم استبداله بحسن بوطبسيل بعد أن ارتفعت أصوات النقابيين تطالب الناجم بالرحيل، محولين الساحة المتاخمة لقنصلية بلجيكا إلى ساحة تحرير أخرى. نعرف أن اليد التي دفعت الناجم نحو الرياضية هي ذاتها التي دفعته نحو الجامعة، وكأن الرجل قدر مكتوب على المشهد الكروي، ونعرف أن الفهري لا يد له في التغيير فهو بريء من تهمة إستبدال شخص بآخر، بل مجرد أداة تنفيذ طلب منها وضع الرجل غير المناسب على الكرسي المناسب. أما لعرايشي فقد عاد إلى الصندوق الذي ظل يحول له راتبه الشهري دون أن تطأ قدماه المؤسسة الإستثمارية، شاكرا في رسالة وفاء كل من ساعده على أداء واجبه المهني دون أن يتوقف دعم "السي دي جي". بدأت علاقة الناجم بالرياضة حين كان موظفا بأحد المؤسسات البنكية، في قسم مهتم بالشبكة المعلوماتية، حيث كان مكلفا بموقع "ماروك سبور" الذي تعلم فيه أول دروس الرياضة المغربية، وتعرف على معاناة الحصول على خبر، بعد أن كان يعتقد أن الرياضة الشعبية الأولى في المغرب هي كرة القدم. إنتقل الناجم إلى قناة الرياضية مباشرة بعد ولادتها بطريقة قيصرية، وأصبح الرجل الثاني بعد يونس العلمي، مسؤولا عن البرمجة أي أنه تحول إلى غايبي القناة، مع فرق بسيط أن الناجم أصر على أن تكون لكرة المضرب حصة الأسد في البرمجة، بل وانتدب لاعبين سابقين للتنس خصهم برواتب شهرية مغرية دون أن يكلفوا نفسهم عناء التقاط برامج الرياضية فأحرى الحضور اليومي إلى مقرها. غادر العلمي الرياضية، وعلى الفور شوهد طارق وهو يقوم بعملية إحماء بالطابق الرابع، إستعدادا لتسلم منصب المدير، الذي تقول الوثائق الرسمية إنه منصب مؤقت قبل أن يتحول إلى دائم. غادر ناجم الرياضية كما غادر مبارك القصر الرئاسي، مع فرق بسيط أن الأول اختار الإستراحة الطوعية في الإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، دون مساءلة عن أسباب تردي الرياضية، بينما رحل الثاني إلى شرم الشيخ مع إشعار بالتردد على مقر المحكمة. سيتقاضى الكاتب العام الجديد لجامعة كرة القدم راتبا شهريا يفوق ما كان يتقاضاه في الرياضية، وتعويضات عن التنقل وعن المكوث في المكتب، ولأنه هو الآمر بالصرف ووفق الهيكلة الجديدة للجامعة، فإنه سيستفيد من سيارة المصلحة وسكن وحراس خصوصيون، بينما سيظل امحمد الزغاري المنارة التي يهتدي إليها الفهري كلما تاه في بحر الغموض. نحمد الله أن مالية الجامعة في أحسن الأحوال، وأنها لن تعاني من استنزاف إذا منحت الكاتب العام راتبا دسما، مع استمرار التلفزيون في ضخ راتبه الشهري على غرار ما كان معمولا به مع سابقه لعرايشي، هكذا تقدم الجامعة دروسا في ترشيد النفقات. على بعد أمتار قليلة من مقر الجامعة يعتصم مئات الأطر العليا ببوابة وزارة الشباب والرياضة وهي تتأبط شواهدها بحثا عن منصب شغل يوفر لقمة عيش ليس إلا، في بلد أصبح مختصا في توظيف الموظفين وتفريق تجمعات العاطلين. لقد انتظرنا بلاغا من الفهري ينسجم والتحول الذي تعرفه البلاد، يزف لنا خبر موعد الجمع العام الذي طال أمده، لكن الجامعة اختارت أن تقرر بعد جمع خاص تعيين الناجم كاتبا عموميا. أخشى أن يخرج العاملون في الرياضية من دواليب النقابة تلك اللافتات التي ساهمت في إنهاء مسار الناجم على رأس القناة، ويرفعون في وجهه عبارة «إرحل».