إهتزت الأوساط الكروية الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي على حادث عنصري جديد كان بطله هذه المرة واحد من أصحاب البذلة السوداء وضحيته اللاعب المغربي كمال شافني. جناح أوكسير وأثناء الدقيقة 55 من مقابلة فريقه أوكسير المنهزم بأرض بريست مساء السبت الماضي 0-1 دخل في شنآن مع الحكم المساعد الثاني بيريو لعدم إحتسابه لتسلل ضد المضيف ليتطور الإحتجاج إلى أخذ ورد بين الطرفين ثم عبارات عنصرية تفوه بها بيريو في حق كمال حسب الأخير قائلا له "إخرس أيها العربي" مما جعل الأمور تتطور وتتوقف المقابلة للحظات وسط ثورة غضب كبيرة للدولي المغربي الذي كان نصيبه البطاقة الحمراء من حكم الساحة شابرون. شافني لم يستسغ ما تفوه به الحكم الفرنسي المساعد وأقام ضجة في المقابلة وأعاد قول العبارة العنصرية أمام وسائل الإعلام مؤكدا أن لاعبين من بريست سمعوا ما تلفظ به حكم الشرط. كمال المعروف بهدوئه قدم شكوى بشأن الحادث من أجل شرفه ويعتزم متابعة بيريو كرويا وقضائيا كما أن ناديه بريست ثار وطالب من العصبة الفرنسية بفتح تحقيق في الموضوع. رئيس أوكسير جيرارد بورغوان أبدى غضبه الشديد هو الآخر وصرح بعد المقابلة: "لقد وقع حادث مهم جدا في اللقاء وهو لحظة طرد شافني بعد شنآن مع الحكم المساعد، يبدو أن الأخير تلفظ بعبارة عنصرية مسيئة للاعبنا وإن تثبت ذلك فالأمر خطير جدا..كمال لن يتأتي بهذا من نسج خياله وقد وضع شكوى من أجل الشرف ومن جهتنا لن نسكت أيضا وقد طالبنا العصبة الفرنسية بفتح تحقيق في النازلة." مدرب بريست تضامن من شافني هو الآخر وقال: "اللاعب من حقه المتابعة وأكيد أنه سيدافع عن كرامته، أما حكم الشرط فيجب أن يتحمل مسؤولية ما تفوه به." الحكم الرئيسي طوني شابرون خرج إعلاميا ودافع عن زميله قائلا: "أكذب بصفة قاطعة أن يكون زميلي قد تلفظ بكلمات عنصرية، فأنا أعرفه كإنسان قبل كحكم ومن المستحيل أن يكون عنصريا، إنه صديقي منذ 20 سنة وقد سافرنا مرارا وذهبنا سويا لتكوين بعض الحكام في إفريقيا ولم أرى فيه يوما ذاك الشخص العنصري الحقود، ما أثير بشأنه بعيد كل البعد عن أخلاقه." واقعة شافني وبيريو في بدايتها الآن والقضية معروضة على العصبة الفرنسية والقضاء، والأيام القادمة ستكشف عن نهاية ملفٍ جديد يندرج ضمن آفة دنيئة إلتصقت دوما بالجماهير واللاعبين وحتى المدربين لتصل أخيرا لأصحاب البذلة "السوداء". المهدي الحداد