المجد أو والو قبل يومين فقط من لقاء الإياب برادس، يجد لاعبو الوداد الرياضي أنفسهم أمام سؤال حارق: «هل تريدون أن تدخلوا التاريخ أم لا»؟ طبعا، لا أحد يكره أن يدون اسمه خالدا في الذاكرة الجماعية للجماهير، وليس هناك لاعب واحد يمكنه أن يرفض ترك بصمته مشرقةً في تاريخ هذه الأمة من خلال تاريخ وداد الأمة. فكل اللاعبين يريدون أن يدخلوا التاريخ يوم السبت القادم حين ينازلون الترجي التونسي في مباراة العودة، لأنهم يدركون كم كان شاقا الوصول إلى نهاية عصبة الأبطال، ويستحضرون كم مرة مات الأمل في منتصف الطريق ثم عاد إلى الحياة مجددا. هم أكثر البشر على الأرض إدراكا ما معنى أن يمنح القدر لفريق ما فرصتين متلاحقتين كي يواصل المنافسات، فلا يحسن الفريق في النهاية استغلالهما.. من العار حقا أن يضيع اللاعبون هذه الفرصة الأخيرة التي لا تتكرر أبدا! ثم إنهم يدركون أن المنافسة على كأس العصبة قد لا تتاح لهم ثانية في عمرهم الرياضي القصير، أو على الأقل يعرفون أن الوداد قد لا تصل إلى هذا الدور إلا بعد أن تنتهي عقودهم الاحترافية مع الفريق، لكل هذه، سيكون لمباراة الإياب مذاق استثنائي وروح استثنائية.. تسعون دقيقة فقط هي التي ستكشف الرغبة الحقيقية للاعبي الوداد، ماذا يريدون حقا: المجد أم والو؟ اللعابة ديال الوداد عندهم الحطّة ديال القياصرة، ما يمكنش يقنعوا بْوالو. ولكن الله تعالى قال في واحد الحديث: «يا عبدي، أنت تشاء وأنا أشاء، ولا يكون إلا ما أشاء». باغي تقول: واخا قريقيبة مثلا يْجبد السيوفا راه اللي مكتّبها الله هي اللي كاينة؟ هي نهار السبت بلا ما نتفرجوا وصافي؟ لا، نتفرجوا، ولكن بلا ما نتقلقوا. يؤمن المغاربة والتونسيون ككل المسلمين بأن ما كتبه الله علينا وعلى فرقنا هو قدر من الله، فهوية البطل الإفريقي الذي سيشارك في مونديال الأندية مكتوبة في اللوح المحفوظ، ونتيجة مباراة الإياب مثلا محسومة في علمه تعالى منذ الأزل، ولن يستطيع لا دوكاسطيل ولا معلول ولا حتى قريقيبة أن يغيرها، هذا يعني أن إجراء مباراة الذهاب برادس سيكون أمرا شكليا لتفعيل وتنفيذ حكم صادر في السماء قبل خلق الوداد والترجي على الأرض، لأن نتيجة المقابلة هي تحقيق لمشيئة إلهية سابقة في الزمن مهما تقاتل الفريقان المغاربيان في الملعب يوم السبت القادم، ومهما تربص الحكم بأحد طرفي المواجهة، فلا ينبغي للوداديين أن ينفجروا غضبا أو يموتوا هما إذا ما شاء الله أن ينتصر التونسيون ويحرموا وداد الأمة من التتويج الإفريقي، ولا ينبغي للتونسيين أن تتطرطق لهم المرّارة إذا ما نكّد عليهم الفريق الأحمر حياتهم وخطف الكأس من ملعبهم ومن بين جماهيرهم. فالوداديون والترجيون مسلمون مؤمنون، فهل يغضب المسلم من مشيئة الله؟ وهل يعترض المؤمن على قدر الله؟ ماشي حرام عليك أنت كتخلّط الدين بالرياضة؟ ما فيها والو.. بحال هادوك اللي كيخلْطوا الدين بالسياسة. ومالك شفتي هادوا اللي دابا مخلطين الدين بالسياسة غادين يطفْروه؟ إيوا، ربي غادي يعطي لكل واحد على كد نيتو. نافذة هي نهار السبت بلا ما نتفرجوا وصافي؟