غيارات جديدة وبضاعة مستهلكة الوداد رائد كسر الأرقام والجيش غير جلده بمليار لكحل إنتداب الموسم وقديوي صفقة غير مسبوقة الرجاء رشد نفقاته وفارس زمور بتقشف إعتيادي لم يختلف صيف أول بطولة إحترافية عن معاملات سابقاتها وظل الترقب سيد الموقف لغاية الأمتار الأخيرة والتي عادة ما تكشف عدة مفاجآت يرتكز إليها البائع والمشتري على حد سواء، ميركاتو أول بطولة احترافية حتى وهو يشهد طفرة ملحوظة قياسا بما عاشه مخاض إنتقالات اللاعبين من عسر في السنوات المنصرمة، فإنه ومع ذلك لم يشد عن القاعدة وحافظت الأرقام على نفس مستواها مع تسجيل ملاحظات همت تحسين ظروف ممارسة اللاعب والرفع من قيمة تعويضات ظل يشاهدها في غير البطولة المغربية سابقا. هذا الميركاتو من تلك البطولة حتى والجامعة تراهن على إجتثاث دابر البطولة الهاوية من جذوره، فإن المراقبين ظلوا على يقين تام بأن تغيير الوقائع لن يكون بين عشية وضحاها وعلى أن التطلع لإسقاط الصور التي يتابعها الجميع في بطولات أخرى سبقتنا لنفس الوصف، هو رؤية رومانسية تبعد عن الواقع بكثير. صحيح أن قانون اللاعب الذي شكل الأرضية الأولى التي جاءت لحماية مصالح الممارس، حمل في طياته تباشير كبيرة أشرت على تحسين المعاملات بين مختلف الأندية بما يمكنه أن ينعكس عليه لاحقا، لكنه رغم ذلك لم يكن ممكنا ولا حتى منطقي أن تظهر الثمار الأولى لهذا الوضع الجديد سريعا.. إفتقار مختلف الأندية لخامات عملاقة ولمواهب صريحة بإمكانها أن ترفع كوطة وأسهم هذا اللاعب، فرض أن تظل الأرقام على نفس المستوى من الخجل وأن تظل متوسطة حتى وإن كانت موازنات الفرق تشهد سنويا رصد خمسها أو ثلثها لتغطية الإنتدابات عبر مرحلتي الموسم (صيفا وشتاء). لذلك يبقى عادة الميركاتو صورة عاكسة لحجم البطولة وإشعاعها وتطورها، وحتى قيمة النجوم التي تنشطها بناء على الأرقام والسيولة وحتى طبيعة العقود، فهل إختلف ميركاتو صيف أول بطولة إحترافية عن سابقيه أم أنه رسم نفس صورة الماضي؟ الوداد بعزف منفرد بعد أن رفع سقف مصاريفه لمبلغ غير مسبوق ناهز 5 ملايير من السنتيمات ونصف، عاد الوداد مع عبد الإله أكرم ليبصم على نفس الصورة وليؤكد عزفه المنفرد على إيقاع صفقات أعيت المنافسين وجعلتهم يراقبون «التبوريدة» الحمراء دون أن يقووا على مجاراته بنفس الريتم. كما وكيفا كان الوداد نجم الميركاتو الصيفي بدون منازع من خلال استقطاب أرمادة وفيلق من النجوم سواء من منتوج البطولة، أو حتى الذين إستلذوا حلاوة الإحتراف إن بالخليج أو أوروبا بمبلغ ناهز مليار و300 مليون سنتيم باحتساب القيمة الإجمالية للعقود وحتى السنوات التي تخص الإرتباط، يكون الوداد الوحيد الذي إنتصر لقيمة الرهان، رهان أول بطولة إحترافية من خلال معاملات لا تقل قيمة عن تلك المعمول بها لدى بعض الأندية الوازنة عربيا أو حتى أوروبيا. بداية حكاية الحصاد الصيفي كانت من خلال إنتداب لاعبي المغرب التطواني (لكحل والعمراني) بإجمالي مبلغ إقترب من 450 مليون سنتيم كان نصيب لكحل منه 300 مليون سنتيم تم تحويلها لفريق الحمامة البيضاء وهو نفس المبلغ الذي رصد للاعب من طرف فرق خليجية، ما يبرز قيمة العرض الودادي، تلاها عقد قديوي الفريد من نوعه والبالغ 170 مليون سنتيم للموسم الواحد، ثم عرض الرامي الأكاديري ب 200 مليون سنتيم فضم الحواصي بأكثر من 120 مليون سنتيم واستعارة العلاوي من غرونوبل الفرنسي بحوالي 90 مليون سنتيم ومعه عودة مويتيس في عقد يمتد ل 3 سنوات بقيمة مالية تناهز 200 مليون سنتيم.. أرقام وأسماء لا يقدر عليها غير الوداد، لذلك تلونت أول بطولة إحترافية باللون الأحمر فكان فارس صيفها المميز. مليار لتغيير جلد العسكر رقم مهول ذلك الذي أقدم عليه الفريق العسكري من خلال عدد اللاعبين المسرحين والمنضمين لترسانته، حوالي 16 لاعبا من مختلف أدراج التكوين والخلفيات وجدوا طريقهم للفريق في صيف راهن من خلاله إداريوه على تغيير جلده بالكامل. كل هذا الجيش الكبير من الوافدين كان يقتضي سيولة مالية لإنجاح التعاقدات، وهو ما يجعل الفريق العسكري الثاني بعد الوداد الذي فرض نفسه في الميركاتو الصيفي، إذ ناهز رقم المعاملات حوالي مليار سنتيم توزعت بين لاعبين بقيمة فنية بررت الإختيار وآخرون قادمون بإضافة لفريق بثقل كبير جدا في ميزان التاريخ. بعقد يفوق 200 مليون سنتيم ل 3 سنوات قادمة أكد الحارس أيت بولمان حضوره ضمن الكتيبة العسكرية ومعه الحراري الذي نقح عقده الأول وفرض تعاقدا ثانيا يمتد لموسم واحد بقيمة مالية تحددت في مليون درهم، ثم كوردي القادم من الكاك بقيمة فاقت 120 مليون سنتيم بما فيها نصيب اللاعب والنادي، جونيد من المسيرة والبشيري من المولودية الوجدية تحددا سعرهما عند حدود 200 مليون سنتيم، واختلفت أرقام البقية من الثنائي الملولي لغاية الكروني من هوارة والرمش من الحسيمة، دون إسقاط أسماء أخرى (العليوي وأوبيلا وعبد الله لهوا). الفريق العسكري حول المليار الذي استفاد منه في دعم استشهاري صوب انتدابات كانت الغاية منها طرد سنوات الضياع التي خيمت على سمائه وأفقدته الهيبة التي ميزته ولازمته طويلا. الرجاء أنفق سيولة الخليج ثارت الجماهير الرجاوية على إدارة فريقها وهي تعاين السخاء الكبير الذي أبرزه الوداديون في تعاطيهم مع مسألة الإنتدابات وأطلقوا صافرة الإنذار خاصة بعد رحيل محمد فاخر الذي احتج على تقشف لا يخدم الأهداف.. النسور الخضر إطمأنوا لرصيدهم البشري الذي حمل النجمة واللقب العاشر لمعتركهم وهو ما لم يرض غرور مناصرين ظلوا يشقون عصا الطاعة على حنات مطالبين إياه بمزيد من الإنفاق.. الرجاء تدارك تثاؤب البداية والتعاقدات الثلاثة مع (هوبري من الحسيمة ب 90 مليون سنتيم للموسمين القادمين و130 مليون التي تخص التعاقد مع الطلحاوي من الجمعية السلاوية واستعادة الزروالي المستنفذ لمدة إيقافه قاريا ب 35 مليون سنتيم، لتشكل اللحظات الأخيرة التي سبقت إغلاق الميركاتو الصيفي فرصة للرجاويين للإنتعاش والحلول في المركز الثالث خلف الوداد والجيش الملكي بقيم تعاقدات ناهزت 650 مليون سنتيم. عبد الحق أيت العريف الذي كلف الرجاء 150 مليون سنتيم لموسمين قادمين، وآخر عنقود التعاقدات الحسن يوسوفو الذي إختطفه النسور من فم الحمامة البيضاء بقيمة مالية تحددت عند 110 مليون سنتيم لموسمين أيضا، كانا هما الوجهين البارزين خلال الفترة الأخيرة التي سبقت إغلاق سوق التعاقدات، دون إغفال الحديث عن انتقال (أبو الفاضيلي من قسم الهواة والصهاجي القادم من آسفي)، غير أن الرجاء بخلاف الأريحية التي أبداها الموسم السابق من خلال صرف المليار الذي تركه غلام في صندوق حنات، هذه المرة إستند إلى عائد إعارة متولي للإمارات و450 مليون سنتيم التي جلبها ومعه تفويت الإسماعيلي للكوديم بأكثر من 100 مليون سنتيم للتحرك في الميركاتو ليكون بالتالي قد أنفق بالشمال ما ضمنه باليمين من عائدات المنطلقين.. فوارق تحكمت في السوق برز المغرب الفاسي كواحد من الفرق التي نهجت نهجا عقلانيا في تعاطيها مع مسألة الإنتدابات من خلال المراهنة على الجودة والخصاص في المراكز ودراسة الأسماء المرغوب في جلبها، قبل الإنسياق خلف حملة المنافسة من أجل المنافسة فقط. النمور الصفر الذين كانوا السباقين لرفع أرقام التعاقدات قبل نحو موسمين من خلال ضم الثلاثي الزموري (الشيحاني، فهيم وبلعمري) برقم ناهز 750 مليون سنتيم حينها، عاد هذه المرة ليؤكد نضجه في السوق من خلال صفقات لم تتجاوز حاجز 400 مليون سنتيم في مجملها وهمت المهدي الباسل في عقد يمتد لموسمين ب 140 مليون سنتيم وشمس الدين الشطيبي ب 100 مليون سنتيم لنفس الفترة إضافة للبصري القادم في صفقة انتقال حر من الجيش الملكي بنفس القيمة، ثم استرداد الحارس كوحا ب 90 مليون سنتيم ل 3 مواسم أي 30 مليون سنتيم للموسم الواحد، والعياطي القادم من فريق الحسيمة ب 45 مليون سنتيم، وهو نفس المقابل لاستعادة المغراوي. الماص وجد نفسه مكرها على تجديد عقود عدد من المنتهية مدتهم وأيضا تعويض رحيل أسماء ساهمت في إنجاز الوصافة (أيت بولمان ولحراري)، ومع ذلك كان نشاطه في السوق معقولا، بنفس القيمة تقريبا برز الفتح الرباطي الذي انتدب البحري العائد من فريق لومان الفرنسي ب 60 مليون سنتيم للموسم الواحد وهو نفس المبلغ الذي كان طافيا ليجعل بوخريص يفكر في العودة لفريقه معارا.. كوليبالي المالي ب 60 مليون ومحمد طراوري ب 30 مليون سنتيم، في وقت لم تتجاوز أرقام جبيلو وسعدان سقف 25 مليون من السنتيمات. أولمبيك خريبكة المدعوم من المكتب الشريف للفوسفاط لم يكن رقما بارزا على غير العادة وصفقة الرقيوي وحدها التي صنعت التميز بتجاوزها سقف 120 مليون سنتيم، ولم يقدم الدفاع الجديدي بياناته رفقة القرش المسفيوي كفريقي مؤسسات واكتفيا بدور الكومبارس في المشهد الصيفي، في سوق تتحكم فيه الفوارق المالية لصناعة الحدث. صغار يتمردون وآخرون متقشفون على رأس قائمة الفرق التي أعلنت التمرد وخالفت لوائح العادة هناك فريق شباب الريف الحسيمي الذي أنفق حوالي 360 مليون سنتيم لحساب إنتداب كوكبة من اللاعبين الذين دعت الحاجة والضرورة لاستقطابهم بعد موجة نزوح جماعي أفرغت الفريق نسبيا.. أعلى رقم كان من نصيب لمباركي من المغرب التطواني الذي كلف ما مجموعه 90 مليون سنتيم بين نصيب الفريق التطواني وقيمة التوقيع السنوي، والحارس خالد العسكري الذي كلف الريفيين حوالي 55 مليون سنتيم في الموسم الذي إرتضاه الحارس لتغيير النفس والأجواء، ومعه الحارس الآخر بلكميري من الكوكب، في وقت جاء أكناو في الصف الثاني على القائمة برقم 30 مليون سنتيم كإعارة من الرجاء، على أن رفيقه الدنكير لم تتجاوز كلفته 15 مليون سنتيم وهو نفس رقم استقطاب الجنابي وكريم البدموحي ومحسن بوخاف.. النادي المكناسي هو ثاني الصغار الذين فرضوا إسمهم في الميركاتو لا من حيث الكم الذي هيأه طاليب تحت الطلب ولا من حيث الكيف، بدء بالإسماعيلي الرجاوي القادم للملعب الشرفي رفقة باب نداي ب 150 مليون سنتيم لكليهما، وانتهاء بكامارا وكوكو من المغرب التطواني مع المنتدبين الآخرين لرص الصفوف، ليكون مجموع ما رهنه الفريق الإسماعيلي في صيف أبو خديجة الأول مع الكبار هو 320 مليون سنتيم كإجمالي تعاقدات. ولأنه لا وجود لمعيار المساواة بين الفرق فقد واصلت الحسنية سياسة التقشف التي سنتها خلال السنوات الأخيرة ومعها رائد التقشف إتحاد الخميسات الذي لم يتجاوز رقم انتداباته 60 مليون سنتيم والنادي القنيطري الذي عاد ليفتح أحضانه لبرازيليين صف ثاني ومعهم عودة طارق مرزوق من الفريق العسكري، في وقت استفاد المغرب التطواني من دروس الموسم المنصرم مع لاعبيه واعتمد على مدرسته بدرجة أولى لتفادي مقالب العرض والطلب.. بضاعة مستهلكة بأثمان منقحة في غياب سياسة تكوين حقيقية بإمكانها فرز عيارات جديدة كل موسم، وجدت الأندية نفسها مكرهة على التعامل مع نفس اللاعبين حتى المخضرمين منهم في إطار تبادل جعل العناصر المروجة شبه مستهلكة. وهكذا وجد الوداد الذي إعتلى صدارة الأحداث نفسه مجبرا على تجريب 5 عناصر مروا من فريق الجيش الملكي وآخرهم قديوي والعلاوي بعد أن انتدب سابقا أجدو، لمساسي ورابح، في وقت أيت العريف الذي شكل حدث الصيف عند معترك الغريم الرجاء واحد من الذين استنزفوا بطاريتهم خلال 9 سنوات من الممارسة بالبطولة، ل�