هل يستغل الوداد أوجاع أبناء باب الواد؟ يبحث الوداد البيضاوي عن ثلاث نقط في مواجهته لمولودية الجزائر مساء يوم السبت القادم، وداد الأمة يسعى لبسط سيطرته على «مجموعة الدول العربية»، من خلال إستثمار عامل استقبال زعيم جزائري جريح. إجتاز الوداد حاجز الأهلي، وتمكن من العودة إلى الدارالبيضاء بنقطة واحدة وثلاثة أهداف جعلت تعادل الأهلي هزيمة غير معلنة، لكن البرمجة تسدي خدمة جديدة للفريق المغربي، حيث سيستقبل الزعيم الجزائري بعد أن أصابه الوهن وتكالبت عليه المشاكل، علما أن الوداد سبق له أن إستثمر القرار الزجري الصادر في حق الأهلي والقاضي بحرمانه من مساندة جمهور أمام النادي المغربي، ولأن مصائب قوم فوائد، فإن مصائب المصريين والجزائريين نزلت بردا وسلاما على الوداديين. لكن في كرة القدم العبرة بالخواتم، والميدان الذي يبقى دوما هو الفيصل القادر على حسم الجدل القائم على الورق، لذا يبدو الوداد أكثر حظا للظفر بالنقط الثلاث للمباراة، خاصة في ظل غمامة الحزن الجاثمة فوق المولودية والمعنويات المرتفعة لحمراء المغرب، إلا أن كل هذه المعطيات تبقى غير ذات أهمية بعد إطلاق الحكم صافرة البداية. الورقة التالية تقربنا أكثر لمواجهة مغاربية تبدو على الورق غير متكافئة، لكن للديربي أحكامه. أول المشوار تعادل في القاهرة دشن الوداد البيضاوي مشواره في دور المجموعات من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية بتعادل بطعم الإنتصار من قلب القاهرة، أمام الأهلي وما أدراك ما الأهلي، ولم يتمكن فقط من انتزاع تعادل ثمين من ملعب الكلية الحربية، بل استطاع توقيع ثلاثة أهداف في مرمى نادي القرن، مما جعل الفريق الأول في القارة السمراء يبدأ مساره في دوري المجموعات بمشاكل لا تعد ولا تحصى. في مباراة الوداد والأهلي بالقاهرة، تبين أن المغاربة عازمون هذه السنة على السير إلى أبعد نقطة في مسار كأس عصبة الأبطال الإفريقية، خاصة في ظل الإنتدابات الوازنة التي أقدم عليها المكتب المسير والتي رمى بها في أول معركة على ملعب الكلية الحربية، وتمكن بفضلها من كسر شوكة الأهلي في القاهرة، وتجاوز فارق التنافس الذي لطالما اشتكى منه المدرب دوكاسطيل، قبل مواجهته لفريق مصري أنهى للتو منافسات الدوري بدرع من فم غريمه الزمالك. إستعداد للمولودية عبر دوري النتيفي بعد عودة الوداد من القاهرة، واصل الفريق المغربي استعداداته بشكل عادي بمركب محمد بن جلون وجعل من مباريات دوري المرحوم أحمد النتيفي فرصة للتحضير الجاد قبل مواجهة مولودية الجزائر، بل إن المدرب دوكاسطيل ظل منذ عودته من القاهرة منشغلا بأمرين أولهما تأهيل اللاعب يوسف القديوي للمنافسات القارية وهو ما حصل في بداية الأسبوع الجاري، والبحث عن لاعب قادر على ملء الدفاع الأيسر الشاغر منذ مغادرة اللاعب السقاط المغرب للإحتراف بنادي ريمس، والإصابة الطارئة للاعب البديل لمسن الذي يعتبر الأكثر جاهزية للقيام بدور الظهير الأيسر في الفترة الراهنة. خلال دوري النتيفي ظل دوكاسطيل يبحث عن التركيبة البشرية القادرة على مواجهة المولودية، كما سعى إلى جاهدا إلى استرجاع بعض اللاعبين المصابين كفابريس وباسكال ولمسن، بالمقابل راهن على اختبار بعض الثنائيات الدفاعية، كثنائية رابح /العمراني أو رابح /بنكجان أو رابح/ الرامي، رغم أن هذا الأخير غير مسجل إلى غاية كتابة هذه السطور في اللوائح القارية. خسر الوداد كأس الدوري أمام المغرب الفاسي في النهائي، لكنه لم يخسر تلاحم عناصره ورغبتهم في ربح ثلاث نقط قبل أن تبدأ الأمور الجادة باستقبال الترجي. الحاضر والغائب في تركيبة الحمر يعاني الوداد من تخمة نجوم، إذ يجد المدرب صعوبة في وضع تشكيلة حولها إجماع تام، فبوجود لاعبين أغلبهم حمل الصفة الدولية، يصعب جدا تحقيق الحد الأقصى من الإقتناع بالتشكيل النموذجي، لا سيما أمام تأهيل اللاعب القديوي وانتهاء فترة توقيف اللاعب منقاري، واستعادة اللاعب سكومة عافيته، الوضع صعب أمام مدرب يسعى جاهدا إلى إشراك اللاعب الجاهز، والوضع أصعب حين يجد المدرب السويسري نفسه أمام مفارقة غريبة فائض في النجوم في كثير من المراكز، يقابله شح في مركز الظهير الأيسر، ومن غير المستبعد أن يحجز الوداديون المكان الشاغر في اللائحة الإفريقية لعنصر ينهي هذا القلق الذي اليومي للمدرب دوكاسطيل. في انتظار موعد المباراة، يبقى التكهن بالتشكيلة الرسمية مجرد لغو إعلامي، لأن الحصص التدريبية التي تسبق عادة المواجهة، غالبا ما تفرز تغييرات تسمى تغييرات اللحظات الأخيرة. دوكاسطيل يتابع المولودية قال دوكاسطيل إن همه الأساسي هو الظفر بنقط المباراة وأنه لا خيار أمامه سوى الفوز بالمباراة، لكنه وخلافا لتصريحاته قبيل مباراة الأهلي، أكد عدم معرفته التامة بالخصم، فهو في اعتقاده الحلقة الغامضة في المجموعة التي تضم الأهلي والترجي وهما فريقان يعرفهما دوكاسطيل جيدا لأنه أشرف على تدريب الترجي وواجه الأهلي حين كان مدربا للزمالك المصري. لذا يعرف المدرب أكثر من غيره أن المولودية أمام مباراة سد حقيقية، وأن التعادل الثاني على التوالي لا يخدم مصالح أحد، لا الوداد الذي تنتظره منازلة قوية أمام الترجي في المحطة الثالثة ولا المولودية الذي يعرف أن الأهلي ينتظره في القاهرة بسلاح الجمهور الذي غاب عن مباراة الوداد. لا تحتاج الأندية المغاربية إلى تتبع كبير من طرف المحللين، لأنها لا تختلف كثيرا عن نظيرتها المغربية، من حيث الإمكانيات المادية والبشرية، لذا سيكون من العبث البحث في أرشيف النادي الجزائري عن أشرطة تقرب من المولودية، فالفريق لا يختلف عن بقية الفرق المغاربية، لا سيما وأن المغاربة يواجهون على مدار السنة نظراءهم الجزائريين على صعيد النوادي والمنتخبات. مصائب قوم عند قوم فوائد خلافا للوداد الذي يبدو في وضع أفضل، فإن المولودية عانى الأمرين في بداية الموسم الرياضي الحالي، لا سيما وأنه ضمن بصعوبة البقاء في القسم الممتاز مقبل مسار متميز في منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، وهو ما يؤكد أن الفرق الكبرى قد تصاب بحالة زكام لكنها لا تموت. ومن مضاعفات أزمة المولودية غياب مدرب رسمي، والإكتفاء بمدرب اللياقة البدنية الذي وضع فيه المسؤولون الثقة مجددا، وأمنوا بقدرته على جمع شمل الفريق في هذه الوضعية الصعبة وإشرافه على انتدابات للاعبين، وتأهيلهم للمنافسة الإفريقية، لا سيما وأن المولودية عانى من اختلالات في أوساط لاعبيه ناتجة أساسا عن التأخير في تسديد مستحقات اللاّعبين للموسم الماضي، ما أدى ببعضهم إلى مقاطعة التدريبات، قبل أن يتدارك المسؤولون الأمر. هذا المشهد يذكرنا بالوضع الحالي للرجاء البيضاوي الذي يعيش نفس الوضع، مع اختلاف بسيط يكمن في وجود مدرب ومكتب مسير. كيف إستعد الزعيم لمواجهة وداد الأمة؟ قبل السفر إلى الدارالبيضاء شرعت إدارة مولودية الجزائر في تسوية مستحقات اللاعبين المتعلقة بالمتأخرات المالية، خاصة بعد تغيير الرئيس وتعيين حفيد مؤسس المولودية رئيسا للنادي الذي دخل عهد الشركات الرياضية لكن باختلالات مالية، الغاية من صرف مستحقات اللاعبين هو خلق جو من التحفيز في صفوف المجموعة العاصمية قبل مواجهة الوداد، وعلى المستوى الفني يواصل المدرب منقلاتي تحضير عناصره لهذه المواجهة بتعداد مكتمل بعد إلتحاق أغلبية اللاعبين على غرار قدري وبصغير ولعراف، حيث كان «الزعيم» يتمرن في ملحق مركب 5 يوليوز الأولمبي، وعزز الفريق صفوفه بلاعبين مؤهلين لمواجهة الوداد وهما الثنائي براجة وبلعيد، كما انتدب النادي الحارس فوزي الشاوشي لكن دون أن يتمكن من التسجيل في لوائح الإتحاد الإفريقي لأنه خاض المشوار القاري مع وفاق سطيف.