خلّيتِها في عْزّْها الرجاء ليست هي مانشيستر يونايتد، والفارق متباعد بشكل كبير، وفيرغوسن ليس هو فاخر في تمديد ثقافة العقد والمبدإ والإحترام وسلطة القوة على المعسكر وأي لاعب كيفما كان وزنه... وفيرغوسن الذي أضحى تمثال المدربين بالمان، وغيّر مجرى النادي بالعديد من التتويجات والألقاب، قدم الخلاصة التقنية على أنه مدرب كبير يعرف كيف يرعى فريقه بكل شروط الإحترافية التي لا يعيقها أي حادث أو مشكل بسيط بالدرجة التي يوضع فيها محمد فاخر في فرن الرجاء البركاني مع أنه مدرب صنع نفسه بنفسه ليكون بطلاً وحاملاً لأول مشعل أخضر فنيا في حياته مع الرجاء، وفاخر الذي عانق حلمه كبطل، كان يؤمن بنجاحه التقني والإنضباطي مع الرجاء عله يتذوق ذات الإرتباط الحنيني ليفرغوسن مع مانشيستر يونايتد ليدوم لسنوات على الأقل مع الرجاء، لكن ما حدث، أن فاخر شعر بلبس المرحلة والتحضير والتجاوزات والإنفلاتات وتمرد بعض اللاعبين ضده، وعدم تحقيق بعض مطالبه من طرف المكتب المسير والرامية إلى تعزيز الفريق بعناصر جديدة، فضلا عن التهديد الذي طال العديد من اللاعبين لعدم توصلهم بمستحقاتهم، وأكثرها قوة هي عدم توقيع فاخر لعقد تجديد مهامه على رأس الإدارة التقنية. وهذه الإنفلاتات غير موجودة في المان أو البارصا أو أي فريق كان، لأن الإحتراف سيد المواقف وسيد القانون، وسيد الإنضباط، وسيد العقوبة لمن لا ينضبط ويخرج عن سياق اللعبة والإحترام.. والرجاء التي فازت مع فاخر باللقب الفخري للبطولة هي الآن على درجة عالية من الغليان وقلب معطف الإنجاز نحو جحيم الإقصاء المنتظر إفريقيا، إذ لا يعقل أن يكون فاخر ضحية المرحلة التي تدخل فيها الرجاء فصل الإحتراف العاقل، ولا يعقل أن يكون معسكر أكادير معقل الخلافات والتوترات والإنفلاتات التي يتدبرها أصلا فاخر بالعقل واللا تساهل معا، كما لا يعقل أن ينفرج قياديو الرجاء على حصيلة الوقائع بدون تدخل حازم يكون فيه تدبر الأشياء بالعقل والحزم لا العاطفة أو إتخاذ الأمور المسبقة بدون موافقة المدرب كما يقول فاخر، وأقواها مطالب الرجل لتحصين المرحلة بما يلزمه من الرجال لسد الفراغ، بشكل يتلاءم مع كارثة العديد من التوقيفات والإصابات وخروج البعض من اللائحة الإفريقية. ما يعني أن الرجل كان محاطا بكارثة معنوية وظروف متشنجة يتحملها في رأيي الخاص قياديو الرجاء. وبعيدًا عن هذه التصورات، هل ما حدث بأكادير كان مديرًا من أن يدفع بفاخر لتقديم الإستقالة؟ وهل روح الإنضباط التي خرجت عن منطوقها الخاص من لدن بعض اللاعبين هي التي أفاضت الكأس تحت ذريعة غياب مجموع المطالب التي كان يراهن عليها فاخر ولم تنفذ بالتطمينات التي تلقاها؟ وهل كان فاخر صائبا في التعامل مع فريقه وبعض من يعتقدون أنهم موجودون داخل ثكنة عسكرية وليس داخل فريق كرة؟ لا أعتقد أن واقعا مثل هذه الحكايات الغريبة يمكن أن ترحّل مدربا، لأن قيمة المدرب هي ضبط مقومات الإحتراف الكامل بدون تسيب أو تسامح مغالى فيه مادامت هناك أمور زجرية أولاً، و لقاء تواصل إنذاري يتم على إثره إيقاف المستهثرين عقابيا لمدة معينة مهما كانت أسماءهم ونجوميتهم مثلما يتم إيقاف وتغريم أفضل نجوم العالم... وأعرف فاخر كيف يكون متسامحا، وكيف يكون ثائرًا على وضع لا يطاق، كما أعرفه بمقاس تدبيره للنجاح الذي وضع فيه نفسه مع الرجاء كابن ولاعب ومدرب ورجل سلطة فنية وتقنية لا تناقش.. والرجاء في آخر المطاف فريق كبير، وليس بحاجة لأن يعجز نفسه بمضامين ما حصل من انفلاتات أعتبرها بمقاس العقل ضربة قوية داخل معقل مكتبها، وقراءة هذيان بعض اللاعبين الذين يعتبرون أنفسهم محكومين داخل ثكنة عسكرية تحت سلطة المدرب، وإن كنت أعتقد أن هذه القيمة لا تؤسسها كرة القدم التواصلية، لأن الرجاء فازت باللقب بذات التحضير العام الماضي وبانضباط وصرامة المدرب الطبيعية.. وللتذكير، كنت لاعبا باتحاد تواركة في الثمانينيات مع المرحوم محمد العماري، وخضنا معسكرا تدريبيا في ثكنة عسكرية حقيقية... وليس بفندق غاية في الجمال بأكادير، ومن دون ردة فعل صارمة من طرفنا في شخص المرحوم العماري، لأن واقع الإحترام كان سيد المرحلة للمدرب.