بالعقل، هل أنت صادق في أقوالك وتصريحاتك الجريئة السابقة؟ ولماذا نفيت جملة وتفصيلا الإساءة لأوزال وتشبثت بانتقادك للجنة المبرمجة حين مثولك أمام لجنة التأديب؟ وهل صحافتنا تخرف وتفبرك أقوالا من نسج الخيال؟ وهل ما قلته في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الوداد والمسيرة هو من أقلام صاحبة الجلالة، أم من شريط اللقاء على لسانك؟ إحسبها بالعقل·· لا يمكن أن تضعنا جميعا في بئر مخيف، ولا يمكن أن تضعنا في اللامصداقية غير المقبولة لدينا، كما لا يمكن أن تحملنا مسؤولية نحن أكبر منها إحتراما لأي كان·· إحسبها بالعقل·· لا يعقل أن يكون النفي القاطع لتصريحات ربما زلقت تحت ضغط وانفعال على لسانك فرضتها عوامل ضياع النقط الودادية وكثرة المباريات بينما هو عربي أو محلي، موثوق به لأنه في العمق يتأسس على غلطة وزلة لسان قد يكون مصيرها حكم قاس جدا من لدن لجنة التأديب، ومن غير المعقول أن ينفي الزاكي جرأته الشجاعة ليمسحها في الصحافة التي كانت أقوى منبر رفعه في العالي·· ولن أقبل شخصيا هذا الخروج العلني عن خط الإحترام الذي كنت أكنه له قبل خمس سنوات، لأنه بقيمة تأكيد نجاح الرجل في المهمة مع المنتخب الوطني أو حتى مع الوداد، لا بد أن نعترف به جميعا، كما أنه بقيمة الخروج عن النص، لا بد أن يحاسب الزاكي على زلاته لأنه إنسان غير معصوم وخطّاء بالفعل، والكمال لله وحده·· ربما لم يحسبها الزاكي جيدا عندما كان أو يكون أمام الميكرفون، وربما لم يرتب أفكاره جيدا عند قراءة خلفيات وعواقب ونتائج أي كلام خارج النص، وربما كان أدرى باختيار اللحظة المناسبة لتبرير تراجع الوداد على خلفية ما حيك ضده شخصيا منذ كأس إفريقيا إلى الوداد، لكن أن يكون نفيه القاطع على حساب الصحافة التي صنعته، فهو ما لا نقبله حتى ولو اعتبرت لجنة التأديب نفيه بالإيجابي كنكثة و>فزورة< أرادت من خلالها تمرير نفيه بالإعتذار عن كل ما قاله·· كما أعتبر اللجنة ذكية في محاكمتها واستماعها لأنها أرادت من النازلة تمرير اعتذار الزاكي بالنفي القاطع رغم أن الحدث لم يكتب فقط في جريدة واحدة، بل في أغلب وسائل الإعلام المكتوبة وحتى التلفزية منها، وليس كل من يكتب شيئا يفبركه، وليس كل من يحاور لاعبا أو مدربا أو مسؤولا يصنعه من عقله، وليس كل من ينشر تصريحا خطيرا لا يتابع عليه· لذلك قد تكون الصحافة الرياضية هي المعني بالأمر و المطالبة بالمثول أمام لجنة التأديب أولا، ثم أمام المحكمة لنشر أشياء وأمور لا أساس لها من الصحة، وليس الزاكي لأنه كذب الصحافة جملة وتفصيلا في كل الذي نشرته· ما أعرفه في ثقافتي الإعلامية أنني رجل ديمقراطي لا يقبل إلا بالنجاح كقيمة لكل الذين يخلصون لمهامهم، وديمقراطي في النقد الموضوعي لمن يسيؤون لأنفسهم قبل أن يمسونا بالجرح غير المقبول·· وعندما دعمت الزاكي قبل وبعد كأس إفريقيا·· فكان ذلك من أجل صناعة النجاح·· واليوم أنتقده بموضوعية، لأنه خرج عن الخط الأحمر·· كما أنتقده لأنه أخطأ مرتين، أولها لم ينتقد الزاكي خصمه أوزال عندما كان في منصبه، وثانيها أنه انتقده في غيابه، وكذبه في حينه ليتهمنا جميعا بالكذب كصحافيين، وهذا ما لا نقبله على الإطلاق·