لماذا يصر أبو خديجة على الإنفصال عن هشام الإدريسي؟ لم تستطع أشعة الإنجاز الكبير الذي تحقق لمكناس بصعود فريقها النادي المكناسي إلى القسم الوطني الأول أن تحجب ما كان من غيوم داكنة أشاعها جو من إنعدام الثقة ومن عدم القدرة على تحمل المسؤولية. فقد تفجرت في الآونة الأخيرة قضية الرحيل غير المرغوب فيه للإطار والمدرب هشام الإدريسي، ذلك أن القوى المعارضة والتي أخرجها نجاح الإدريسي في الصعود بالنادي المكناسي عن صوابها، شكلت لوبيا معارضا يضغط على الرئيس أبو خديجة للتحلل أولا من إلتزاماته مع مدربه وللإنفصال ثانيا عن هشام برغم أن جماهير مكناس تبدي معارضة شديدة لقرار من هذا النوع وتعتبره إعلانا مبدئيا على إفلاس مشروع الصعود.. الإطار هشام الإدريسي قال أنه مرتبط مع النادي المكناسي بعقد لمدة موسمين وليس في نيته الإخلال بما ينص عليه العقد والذي يقول بأداء أي طرف فسخ العقد من جانب واحد بأداء الشرط الجزائي البالغ 500 ألف درهم، وأن إصراره على التقيد بأحكام العقد مرده إلى أنه أنجز عملا تقنيا يطمح إلى أن يستمر فيه وإلى أنه لا يستطيع أن يرد للجماهير المكناسية التي كانت سنده الكبير في إنجاز ملحمة الصعود طلبا، فهي تلح عليه في البقاء لإيمانها بأنه الرجل الأصلح للمرحلة.. واستغرب هشام الإدريسي أن يكون رئيس الفريق أبو خديجة قد إنقلب عليه بهذه الصورة، فبعد أن كان ملحا عليه في الإستمرار مقتنعا بكفاءته، معترفا بما كان له من فضل في تحقيق النادي المكناسي للصعود، بات اليوم يطلب منه فسخ العقد، يقول هشام: «إن كان السيد أبو خديجة لا يريدني أن أستمر لموسم آخر فما عليه إلا أن يذعن لأحكام العقد الذي وقعته مع الفريق، أنا هنا لأقول لكل الجماهير المكناسية إن لم يكتب لي البقاء مع الفريق فذاك ليس ذنبي، إنه شيء فوق إرادتي، ثم إنه من عادتي ألا أكون عالة على أحد، وأبدا لا أنتظر من السيد أبو خديجة أن يعترف لي بأي شيء، فأنا فخور وسعيد بما شرفتني وخصتني به جماهير مكناس، إنما أنا لست من الذين يتركون الآخرين يمشون على جثتهم..». هشام الإدريسي الذي يتلقى هذه الأيام بمعية مجموعة من الأطر تكوينا تشرف عليه الإدارة التقنية الوطنية، أكد أنه من باب الإحترافية، أنجز تقريرا مفصلا عن الموسم المنقضي.. أنجز لائحة بأسماء اللاعبين المغادرين وبأسماء اللاعبين الذين يجب التفاوض معهم في أفق إنتدابهم، وقال أنه سيباشر عمله بداية من يوم 27 يونيو الحالي مع اللاعبين الذين هم في مفكرته ولم يقبل بأي لاعب جرى التفاوض معه وراء ظهره، أما إذا كان لا بد من الإنفصال فيجب أن يكون ذلك بالعودة لنص وجوهر العقد المبرم مع النادي المكناسي والمصادق عليه من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وضع شاذ ومقلق لفريق صعد إلى القسم الوطني الأول ويطمح في التأشير له بدخول البطولة الإحترافية.. حتما إذا لم يعالج بسرعة وبحكمة فإن تداعياته ستكون خطيرة للغاية.