الأهلي المصري الدفاع الجديدي هل يتحدى الفرسان الإرهاق لإسقاط الأهلي العملاق؟ سيكون الدفاع الحسني الجديدي صاحب المشوار الإفريقي الرائع هذا الأحد في امتحان صعب وهو يحل ضيفا على نادي الأهلي المصري بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة في إطار دور الثمن النهائي مكرر والحاسم لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث يتطلع الدكاليون خلال هذا الإصطدام العربي الحارق والتاريخي إلى تحدي نادي القرن وبلوغ لأول مرة دور المجموعتين لأول مرة في تاريخهم، ومن ثمة إنقاذ ماء وجه الكرة المغربية التي أضحى الفريق الجديدي ممثلها الوحيد في المسابقات القارية بعد السقوط المتتالي للثلاثي الجيش الملكي، الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي، وتبدو مهمة الفرسان صعبة أمام الأهلي المثقل بالألقاب وصاحب الخبرة الكبيرة في المنافسات الإفريقية الذي يسعى بدوره إلى تعويض خروجه الصاغر من عصبة الأبطال، وإحراز لقب كأس (الكاف) التي لم يسبق لأي فريق مصري أن فاز بها على امتداد نسخها العشرة السابقة، إلا أن الفريق الجديدي الذي كبرت أحلامه بعدما أزاح من طريقه أندية من إفريقيا جنوب الصحراء قادر على رفع التحدي، حيث يراهن على الحافز المعنوي للاعبيه وإرادتهم القوية لإسقاط الفراعنة ومواصلة تألقه القاري. مسار بدون خطإ لا يمكن إلا أن نرفع القبعة ونصفق بحرارة للمسار الإفريقي الرائع والناجح الذي بصم عليه الدفاع الحسني الجديدي حتى الآن ضمن منافسات النسخة الحادية عشرة لكأس (الكاف)، حيث تحدى الفرسان كل الإكراهات والمعيقات التي صادفتهم في التصفيات الحاسمة، وحافظوا على حضورهم في هاته المسابقة القارية التي اعتبر المدرب بن شيخة قبل أشهر مشاركة فريقه فيها تحديا جديدا وفرصة للدفاع لرفع أسهمه على المستوى الإفريقي، وفرصة أيضا للاعبين لإغناء تجربتهم الدولية، وقد ظهر أصدقاء العميد المخضرم عادل صعصع في المباريات السابقة بصورة قوية خلفت ارتياحا كبيرا لدى االجماهير الرياضية المغربية، حيث تجاوزوا أندية من بوركينافاسو، غامبيا ورواندة بكل سهولة وعن جدارة واستحقاق، وخاضوا المباريات بدون مركب نقص رغم جهلهم التام بخصومهم الأفارقة وافتقاد عدد كبير منهم للتجربة القارية، وتحدوا العناصر الجديدية التي تدرك جيدا أن مسؤوليتها أضحت جسيمة لحفظ ماء وجه الكرة المغربية بعد إقصاء الثلاثي الرجاء، الجيش الملكي والماص، رغبة جامحة للذهاب بعيدا في هاته المسابقة الخارجية، حيث باتوا على بعد خطوة واحدة من بلوغ دور المجموعتين، بعدما أوقعتهم قرعة الدور الحاسم والفاصل ضد «نادي القرن» الأهلي المصري في مباراة تاريخية ستشد إليها بكل تأكيد أنظار المتتبعين ليس في المغرب وأرض الكنانة، وإنما في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج. موعد مع التاريخ سيدخل جيل لعروبي، شاكو، حدراف، قرناص، كادوم، أكردوم، نناح وباقي فرسان دكالة التاريخ وهم يقابلون لأول مرة يوم الأحد المقبل عملاق القارة الإفريقية الأهلي المصري المثقل بالألقاب القارية والدولية (19 لقبا)، وهي فرصة ليست متاحة لأي فريق ولا تتكرر في كل موسم، ويتعين انتظار سنوات لمواجهة نادي القرن ومقارعة نجومه الكبار، لذلك شكلت هاته القمة الكروية العربية منذ أسابيع حديث الخاص والعام، خاصة داخل الأوساط الجديدية التي لم تخف سعادتها الكبيرة بما أفرزته نتائج قرعة دور الثمن النهائي مكرر المؤدي مباشرة إلى دوري المجموعتين لكأس (الكاف)، حيث ستكون الفرصة مواتية أمام الجمهور الدكالي لمتابعة طبق كروي من مستوى عال، وتعد المباراة مناسبة أيضا للاعبي الفريق للإحتكاك بنجوم من العيار الثقيل ممن يشكلون العمود الفقري لمنتخب الفراعنة، ومن إيجابيات هاته المقابلة التي لم يكن المدرب بن شيخة بحاجة إلى برمجة حصص الإعداد الذهني لفريقه، أنها ستجعل مؤشر الحماس زائدا عند زملاء صعصع وعزيمتهم أقوى لتقديم عرض طيب ومشرف أمام الأهلاويين. سقوط محبط للأهلي شكل سقوط الأهلي المصري حامل لقب النسخة الماضية لعصبة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر، وإقصائه غير المنتظر أمام أهلي بنغازي الليبي صدمة قوية لدى لاعبي إدارة الفريق الأحمر، كما شعر أنصاره المحرومين منذ مدة طويلة من متابعة مبارياته ب «ستاد» القاهرة الدولي بقرار من وزارة الداخلية المصرية، بمرارة وحزن عميقين، خاصة وأنهم لم يتعودوا على خروج فريقهم مبكرا من «الشامبيونز ليغ»، ورغم أن الكثير من الخبراء والمحللين الرياضيين إعتبروا هذا الإقصاء المرير أمرا عاديا، بالنظر إلى عدم انتظام البطولة المحلية وظروف الربيع العربي التي ما زالت تلقي بظلالها القاتمة على الشارع المصري، فضلا عن خوض الأهلي لجميع مبارياته الإقصائية محروما من دعم جماهيره التي تشكل أحد أهم أسلحته، فإن ذلك لم يكن كافيا لتبرير هذا الخروج الصاغر لفريق القرن الذي أعفي من خوض الإقصائيات التمهيدية لهاته المسابقة الإفريقية، حيث كان أداؤه فاترا بدءا من الدور الأول، عندما تأهل وبصعوبة كبيرة أمام فريق مغمور إسمه نادي يانغ أفريكانز التانزاني بضربات الجزاء (43)، قبل أن يسقط صريعا ضد أهلي بنغازي ذهابا وإيابا وبنيران صديقة، حيث يقود الطاقم التقني للفريق الليبي المدرب المصري طارق العشري، كما يضم في صفوفه أيضا المهاجم الدولي أحمد عبد المالك، ليودع بذلك أبناء أرض الكنانة عصبة الأبطال أكبر بطولة قارية على مستوى الأندية، وهم يجرون وراءهم أذيال الخيبة، حيث يسعى الأهلي إلى مداواة جراحه وتعويض إخفاقه بإحراز كأس (الكاف) التي لم يفز بها أي فريق مصري في صيغتها الحالية. الفرسان يتحدون العياء والفراعنة صحيح أن خروج الأهلي الصاغر والمبكر من عصبة الأبطال شكل مفاجأة كبرى ليس في الوسط الرياضي المصري فحسب، وإنما لدى كل المهتمين بشؤون الكرة الأفريقية، لكن هذا لا ينقص من قيمة ومكانة نادي القرن الذي يعد من الأندية الكبيرة التي تمرض ولا تموت، وقد ينهض بسرعة لاستئناف مسيرات الإنتصارات واستعادة تألقه القاري، وقد تعبأت كل مكونات مجلس إدارة الأهلي ومدربه الفني محمد يوسف ولاعبيه من أجل تجاوز آثار الإقصاء المهين من العصبة، والدفاع عن سمعة النادي الأحمر والكرة المصرية بشكل عام عبر بوابة كأس (الكاف) التي يحلم العملاق الأحمر الفوز بنسختها الحالية وتدوين إسمه كأول فريق مصري يعانق هذه الكأس الإفريقية، مما يعني أن الدفاع الجديدي سيكون أمام امتحان صعب يختلف كلية عن اختباراته الإفريقية السابقة ضد أندية جنوب الصحراء، إلا أن ما يبعث على الإطمئنان هو أن فرسان دكالة لم يبدوا حتى الآن أي تخوف من الأهلي، بل أكثر من ذلك عبروا عن سرورهم بمواجهة هذا الأخير، ومن ثمة فالحافز المعنوي حاضر لدى الفريق الجديدي الطامح لكسب هذا النزال القوي وضرب عصفورين بحجرة واحدة، أولا تدوين إسمه بمداد من الفخر في الكتاب الإفريقي بإقصائه لنادي القرن، ثم عبوره إلى دوري المجموعتين لأول مرة في تاريخه ومواصلة مغامراتهم القارية كممثل وحيد للكرة المغربية في المسابقات الخارجية، إلا أن سلاح الحماس وحده غير كاف للدفاع لتحدي الأهلي وتحقيق المراد في مواجهة مفصلية وحاسمة وأمام خصم مثقل بالألقاب ويملك تجارب كبيرة في المنافسات الإفريقية، خاصة وأن العياء دبّ في أذهان وأقدام لاعبي الفريق الجديدي الذين تراجع مخزونهم البدني بشكل كبير جراء تراكم مبارياتهم المحلية والقارية التي خاضوها خلال الأونة الأخيرة، فضلا عن الإصابات التي لحقت بعدد من الثوابت الأساسية للنادي، وهو ما قد يشكل عائقا أمام فارس دكالة في مواجهته التاريخية والمصيرية أمام الأهلي المصري، ولتجاوز عامل الإرهاق برمج المدرب عبد الحق بن شيخة تداريب خاصة لإسترجاع الطراوة البدنية والحيوية داخل المجموعة الجديدية، اعتمادا على طرق طبيعية وعلمية، كما أراح بالتناوب بعض اللاعبين في اللقاءات الأخيرة، حتى يكونوا في أتم جاهزيتهم في القمة العربية المنتظرة أمام الأهلي المصري، كل التوفيق لفرسان دكالة في نزالهم الإفريقي الحاسم. أحمد منير البرنامج ذهاب ثمن نهائي مكرر لكأس الإتحاد الإفريقي الأحد 20 أبريل 2014: بالقاهرة: ملعب الدفاع الجوي: س 18: الأهلي المصري – الدفاع الحسني الجديدي