ما نكدبوش عْلى رْواحنا لا أحد يستطيع التكهن بما سيكون عليه لقاء المغرب والجزائر في موقعة عنابة، لا يتعلق الأمر بالنتيجة على أرض الملعب، لأن كل منتخب يتصور أنه قادر على الخروج من هذه المباراة بانتصار تاريخي، وإنما الأمر يتعلق بما سيحدث في المدرجات والشوارع.. صحيح أن رجال الإعلام في البلدين تفادوا الأخطاء القاتلة التي أحاطت بمباريات الجزائر ومصر الأخيرة، لكن الشباب الجزائري الذي سيأتي إلى الملعب يوم المباراة له رأي آخر. ففي جولة سريعة على الإنترنيت (اللي شراها لبنعلي ومبارك والقذافي)، يمكن للزوار أن يلمسوا مدى التوثر الذي يسيطر على مشاعر الجزائريين وهم يتأهبون لمنازلة أشقائهم المغاربة، وهكذا حين نبهت إحدى الفتيات الجزائريات إلى أن موقعة عنابة مجرد مباراة في كرة القدم لا ينبغي أن تؤثر على علاقة الحب العميقة التي تربط بين شعبين شقيقين، لأنهما خاوة خاوة، إنبرى إليها شخص يسمي نفسه بوتفليقة محتجا: «واش راكي حاسباه ماتش بين سطيف والبرج ولا بين الحمراوة وشلف؟ نعلي الشيطان، نِي خاوة نِي هم يحزنون، العْداوة من بكري مفرقانا، مانكذبوش على رْواحنا».. وحتى حين أكد أحدهم بأن المغاربة يجب أن يلقوا استقبالا لائقا في عنابة لأن « المغاربة عاقلين، وما خربوش فينا بالهدرة والغرور الزائد كيف المصريين»، رد عليه آخر يبدو كاعي مزيان: «المصاروة كانوا هكذا قبل الماتش تاع البليدة وأكثر، ومن بعد الماتش خرجوا كراعيهم من الطلاعة.. بالاك من بعد هاد الماتش تاع عنابة واحكم عليهم». هاد الشي كان شحال هادي، دابا الجزائريين عاقوا، ما بقاوش صغار باش يلاهيوْهم بالبالون. هي ما سمعتيش الشعار ديالهم هاد الليام؟ آش قالوا؟ قالوا: «لْعنابة رايحين، وعلى زنكَة زنكَة معولين» خصص الجزائريون 4000 تذكرة للجمهور المغربي، ويبدو أن هؤلاء الأربعة آلاف الذين يفترض أن يحضروا لمتابعة هذا اللقاء بالجزائر، عليهم أن يستخيروا ويستشيروا قبل الطلوع إلى الطائرة، لأن ما تتناقله المواقع الإلكترونية من نصائح ووصايا لكل الرايحين إلى عنابة يوم المباراة يزيد من القلق والخوف، حيث قال عبد القادر: «أي واحد يطلع لعنابة لازم يسلّح روحو»، فرد عليه الهواري: «بالصح الدنيا كاملة راهي رايحة تكون مسلحة، ربي يستر بَرْك، ونروح ونرجع بالسلامة أنا والجماعة تاعنا».. فالدخول إلى عنابة هو موعد متوقع مع الكريساج، ويُنصح الزوار والغرباء بسؤال أهل المدينة عن الأماكن التي يمكن المرور بها وتلك التي ينبغي تفاديها، والله ما تعرف منين تجيك الضربة، وأكثر ما يزيد من قلق المشجعين الجزائريين القادمين من مختلف مناطق الجمهورية هو إعلان هوليكانز عنابة عن نزولهم المكثف بالمدرجات، وباينة عليهم خاسرين ما كيعقلوش حتى على ولاد البلاد، إذ حذر أحدهم إخوانه خاصة ولاد العاصمة قائلا: «رواحو مرحبا بيكم. لكن ممنوع تعليق الرايات الخاصة بالأندية وإلا سوف تتعرض تلقائيا للتمزيق، ويعرض صاحبها لما لا تحمد عقباه». ويلا مشاو علقوا الضرابوات ديال البوليزاريو كيف موالفين؟ هاديك الساعة خاص المسؤولين ديالنا اللي غيكونوا تماك يديروا عقلهم وما يتسوقوش ليهم، ولكن اللعابة غادين يتْستفزوا ويتبرزطوا. كون هاني غيرتس كايل لهم من دابا ديرو الأعصاب فالثلاجة.. نافذة لْعنّابة رايحين، وعلى زنكَة زنكَة معولين