حتى الكلمة لا تليق به «العالمي» لها معاييرها وهيبتها، إلا أن رئيس الرجاء إستدل بها يوم تعيينه في منصبه خلفا لرشيد الأندلسي وكررها يوم التقديم: «سنجلب وبعدها جلبنا مدربا عالميا».. فيلموت أقل بكثير من أن يوصف بالعالمي، فلا السجل ولا الألقاب ولا حتى المرجعية الفكرية تؤهله لهكذا صفة. ومع ذلك «العالمي» بتعريف وتوصيف أنيس محفوظ، غادر وقد أتىخروجه بعنوان»مكره أنيس لا بطل» بعدما دافع و استمات و ترافع على بقائه ليرضخ لوعيد « إعلان الحرب» مثلما سنحلل هنا ونحن نعرض للعوامل والأسباب التي عجلت بالطلاق بعد هزم الوفاق: 1 الحرب المعلنة لم يكن ممكنا ولا مقبولا تجاوز خطاب «التهديد» المعلن من كافة روابط وكورفات الرجاء بعد التعادل أمام أولمبيك خريبكة، مهما كانت النتيجة أمام وفاق سطيف بالجزائر. وحين يتكرر الخطاب وقد توجه به "إلترا" الرجاء والذين ناذروا ما يتحدون ككتلة بحسب اختلاف مبادئهم ومرجعياتهم مثلما حدث قبل الكان، لما أنذروا أنيس محفوظ أن الإبقاء على المدرب البلجيكي هو مضيعة للوقت ليس إلا، وهذه المرة حمل عبارة «احتفاظكم بمارك فيلموت هو إعلان للحرب ضدنا»، فقد كان لزاما أن يتعامل مسؤولو النادي وتحديدا محفوظ مع هذا الوعيد بما يتطلبه من اهتمام وعدم استسهاله. بل كان خطاب الحرب مكررا في كافة صفحات الفصائل الفيسبوكية، وهو ما حذا بالمدرب البلجيكي ليخرج من سطيف ليعلن التحدي ومعه اشتدت الأزمة «التهديد لا يخيفني ولن يدفعني للمغادرة»، لذلك يعد هذا واحدا إن لم يكن السبب الأول الذي عجل بالطلاق. 2 إنقسام وتلويح بالإستقالة مما استند عليه وإليه أنيس محفوظ ليكون رئيسا وقد تفوق على منافسيه وتحديدا صديقه المحامي رضوان رامي ورجل الأعمال الخلفاوي، هو اتحاد مسانديه وداعميه وإلتفاف منخرطين مناوؤين للحكماء معه وفي صفه. منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأت مؤشرات التصدع والإنقسام تحدث والسبب هو فيلموت، لدرجة أن ما كان لهم الفضل في حمله لكرسي الرئاسة ومن وقفوا معه بوجه رياح الإنتقادات وعواصفها هددوه بالخروج وتركه لوحده يجابه مصيره منفردا ما لم يعلن قراره الحاسم بالإنفصال وتحمل تكلفة القرار والإختيار. الكاتب العام والمتحدث الرسمي وعدد من رجال الظل، أبلغوا محفوظ أن بقاء فيلموت لا يفيد في شيء، وأن استمراره يعني عودة التصعيد مع الأنصار بعد فترة طغى عليها الهدوء، وبعد 3 اجتماعات من أجل ثنيهم عن مواقفهم والعدول عنها، تم إبلاغهم بأحد الأمرين «إما أن يبقى مارك أو نحن، القارب لا يسعنا جميعنا»، ليخلص محفوظ إلى أنه وضع بين مطرقة وسندان القرار المؤلم «الطلاق مهما كانت الفاتورة»، فلكي يضمن بقاءه عليه أن يضحي بالمدرب البلجيكي. 3 فشل المرافعة قبل أن يكون رئيسا للرجاء، ظل محفوظ بوصفه محاميا يترافع عن كافة ملفات ونزاعات الفريق ولو أنه خسر أغلبها، كما جرى تحميله مسؤولية التدبير السيء لملف محمد فاخر الذي كسب القضية داخل في سويسرا، وموازاة مع هذا كان محفوظ ينتقذ سياسة عدد من الرؤساء السابقين بينهم محمد بودريقة وقد أغرقوا الرجاء في تعاقدات لا قبل ولا طاقة للنادي بها وبقي يسدد فواتيرها لغاية يومنا هذا. لأجل ذلك حضر محفوظ ليترافع بشأن بقاء مارك على الأقل لنهاية الموسم وقد عدد أمام مكتبه، مخاطرالإقالة وتكلفتها الثقيلة بعد أشهر قليلة عل التعاقد معه. الشرط الجزائي المحدد في 230 مليون سنتيم ورواتب المدرب المتأخرة ومعها رواتب 3 من مساعديه، ستحمل تكلفة الإنفصال لرقم فاق 390 مليون سنتيم على الرجاء أداءها بالسداد المعجل وإلا لن تتاح أمامه فرصة تأهيل مدرب جديد لتعويضه. لم يقتنع الرجاويون بالترافع، فما كان من محفوظ سوى أن يخسر 3 مرات، الأولى تسريح مدرب ناجح بكلفة هزيلة، الثاني جلب مدرب فاشل بقبعة العالمي والخسارة الثالثة همت الوضع المالي، الصورة والسمعة بفشل ورشه التقني التعاقدي مع تعويض ثقيل مجاني.