طالبت عصبة الأندية الأوروبية الجمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم ب"اتفاق" على الاصلاحات العازم إدخالها على الروزنامة الدولية، مذكرة "فيفا" بالتزاماته مع الإعراب عن أسفها "لغياب التشاور الحقيقي" بشأن خطة إقامة كأس العالم كل سنتين عوضا عن كل أربع سنوات. وعلى غرار العديد من أصحاب المصلحة في كرة القدم العالمية، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي "ويفا"، تابعت عصبة الأندية الأوروبية "بقلق شديد" إطلاق فيفا "حملة إعلامية" من أجل محاولة إقامة كأس العالم كل سنتين، بحسب ما أفادت الجمعة في بيانها. في الأساس، تحبذ عصبة الأندية الأوروبية التي تمثل 247 ناديا تضم معظم اللاعبين الدوليين الحاضرين في النهائيات العالمية، تقليص عدد النوافذ الدولية لتخفيف الضغط على اللاعبين لكنها ليست مع إقامة كأس العالم كل سنتين. ورأى المدير القانوني لعصبة الأندية الأوروبية مايكل غيرلينغر في أوائل الشهر الحالي أن "لا يوجد مكان" في الروزنامة الحالية لإقامة كأس العالم كل سنتين. وفي البيان الصادر الجمعة، رأت عصبة الأندية أن من شأن مشروع فيفا "أن يكون له تأثير مباشر ومدمر" على كرة الأندية، و"يعرض صحة ورفاهية اللاعبين للخطر" و"يخفف من قيمة ومغزى مسابقات الأندية والمنتخبات" و"سيتعارض" مع مسابقات السيدات والمنخبات الصغرى. وأدانت العصبة التي يرأسها القطري ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جرمان الفرنسي، أيضا "غياب التشاور الحقيقي، أو حتى التشاور على الإطلاق" من جانب فيفا "في انتهاك مباشر وأحادي لبعض الالتزامات القانونية". وتشير العصبة بذلك الى الاتفاقية التي تحكم علاقاتها مع الهيئة الكروية العالمية والتي تمتد بمفاعيلها الحالية حتى عام 2024 ويجب مناقشتها مرة أخرى في المستقبل، ما يعني في نظرها ضرورة إجراء "مفاوضات مفصلة وموافقة مشتركة على الروزنامة الدولية". صحيح أن "فيفا" أعلن عن رغبته في "الاستماع الى جميع الآراء"، لكنه لم يكشف حتى الآن سوى عن خطة تشاور واحدة، وستكون مع الجامعات الأعضاء فيه والبالغ عددها 211 وذلك في اجتماع قمة افتراضي الخميس المقبل. وهذا الاجتماع يضم بأغلبه الأطراف التي ستستفيد من عائدات إقامة كأس العالم كل مرتين، أي كونفدراليات آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية. ولم يكن موقف عصبة الأندية الأوروبية مخالفا لما صدر الأربعاء عن الاتحاد الأوروبي للعبة الذي طالب "فيفا" بإجراء "استشارة حقيقية" حول مشروع تنظيم كأس العالم كل سنتين. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "إن مستقبل الروزنامة الدولية يجب أن يكون موضوع تشاور وتبادل حقيقي بين "فيفا" والاتحادات القارية وأصحاب المصلحة الرئيسيين في المسابقات". واضاف أن الاتحاد الأوروبي أخذ علما ب "دراسة الجدوى" التي بدأها "فيفا" في ايار/ماي بشأن مضاعفة وتيرة مسابقته المرموقة اعتبارا "من عام 2028"، في حين كانت تقام كل أربع سنوات منذ عام 1930 للرجال و1991 للسيدات. وسبق لرئيس "ويفا" السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أن رفض بشكل قاطع الفكرة واعتبر بأنها "مستحيلة" في ضوء الجدول الزمني المثق ل أصلا ، معتبرا أن من شأن إقامة النهائيات كل سنتين أن "يضعف" قيمة البطولة العالمية. كما انتقد الاتحاد القاري قبل كل شيء أسلوب "فيفا" الذي روج لمشروعه في وسائل الاعلام منذ آذار/مارس الماضي عبر مدير التطوير الفرنسي أرسين فينغر، من دون أن يتشاور رسميا مع الجامعات والعصب وممثلي عصب المشجعين والأندية. وفي مقابلة له نشرت الخميس في بودكاست "ذي سبورتس ديسك" الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، جدد فينغر تمسكه بإصلاح الروزنامة الدولية، معتبرا أن الهدف هو "تحسين كرة القدم. أنا مستعد لأخذ هذا الرهان". وبالنسبة لمدرب أرسنال السابق، فإن الروزنامة الحالية "ليست واضحة، ليست مبسطة، ولا يوجد هناك تنظيم حديث للموسم"، محذرا "اذا واصلنا على هذا المنوال، فسنتوجه مباشرة للارتطام بالجدار".