يجد الوداد نفسه وقد عزل نفسه في هذا الرواق الصعب، مكرها لا بطلا، مكره ومرغم على تحقيق الانتصار ومعه الإنتظار كي يؤمن عبوره للنهائي الذي طالما حلم به.. ذهاب كارثي وخسارة ما كانت في الحسبان.. هزيمة بالديار وحاجة لمعادلة الوضع بالإطاحة بكايزر في سوكر سيتي أحد ملاعب المونديال الشهيرة. هذه هي حسابات الفرسان وهذا هو واقع الحال ولا مجال، بل لا مناص أمام البنزرتي المحاصر باتهامات عديدة غير إبداء ردة فعل قوية والتكفير عن أخطائه الفادحة ذهابا في معقل البافانا.. تابعوا التحليل التالي: • فلاش باك الإندحار ما راهن أكثر المتشائمين ولا خمن أكثر السوداويين ممن لا يثقون أصلا في الوداد أن تخسر أولا في الدارالبيضاء وثانيا أمام منافس من هذا العيار وثالثا بتلك الكيفية والأداء المستغربين والمستهجنين. كرة وفلسفة لا هي من مرجعية الوداد ولا هي مطابقة لمعايير لاعبيه وخاماتهم وقاماتهم بالكرات الطويلة التي يحبذها أصلا منتخب جنوب إفريقيا الأنغلوفوني. خسارة بهدف سمير نوركوفيتش وتموقع سيء للغاية في رواق مضغوط، فلا هي مباراة دور مجموعات تحتمل التعويض بالنقاط ولا هي مواجهة عادية كونها وثيقة عبور تقود رأسا صوب النهائي والتفريط فيها بعد كل تلك الصعوبات التي رافقت المغامرة سيمثل ضربا من الجنون. • لا تغيير في الكومندو حاجة الوداد للإنتصار في جوهانسبورغ تلزمه أن باللعب مندفعا منذ البداية لفرض التعويض بهدف يعيد الكفتين لنقطة البداية، لكن قياسا بما نحن نعلمه ونعرفه عن البنزرتي كما يعرفه أصغر مناصر ودادي، فإن الثابت والواقع يقول أن الكومندو الذي خسر ذهابا هو نفسه الذي سيستهل به معركة سوكر سيتي. وهنا لنا أن نتساءل ألا يمكن للبنزرتي أن يعدل من أوتاره وقراءته ويضم التانزاني سيمون مسوفا لسرب المنطلقين ويضع إما اللافي وخاصة أوناجم في الإحتياط؟ ألا يجدر بهكذا مباراة أن تتطلب قليلا من الجرأة والمجازفة خاصة مع أرقام مسوفا الهائلة ولو حين يلعب بديلا؟ ألن يكون ذلك عاملا مساعدا للكعبي ومربكا للمدرب باكاستر وفاتحا للمعابر مثلما حدث في المواعيد السابقة وقد كان فيها مسوفا حاسما أمام مرمى المنافسين؟ • البنزرتي على المحك سيكون لزاما على البنزرتي وقد ضيق على نفسه كافة الهوامش التي كانت رحبة شاسعة الأطراف مترامية المساحات، بخسارته الفجة والغريبة ذهابا أن يستحضر ماضيه وتراثه ومرجعيته وفكره وعصارة سنوات العراك والمباريات المضغوطة كي يغادر هذه الورطة التي وضع فيها نفسه؟ يدرك البنزرتي أنه سيخوض ربما المباراة الأهم أو الأكثر تعقيدا في مشوراه، وقد أمكنه أن يقدر هذه الأهمية لما يمثله التواجد في النهائي للوداديين من أهمية تكاد تلامس درجة الحلم الكبير. يدرك البنزرتي أنه سيصنف ضمن خانة الغادرين بالأنصار أن بلغ بهم هذه العين دون أن يشربوا منها، وقد أمكن للوداديين قاطبة والكاف تمكن المغرب من شرف احتضان النهائي، أن يحلموا ويتوقوا لوصال مع ناديهم في زمن الجائحة قصد الإحتفال باللقب الثالث الهارب، الذي يعني لهم ولنا جميعنا إنصافا كبيرا بعد سرقة رادس الشهيرة. لذلك لن يحك جلد الشيخ غير ظفره، وما عليه سوى التدقيق والتفتيش في أجندته ليخرج منها التكتيك الذي يكفر عن خطيئته. • الأولاد في أرض الأولاد أولاد الوداد عند أولاد البافانا، وأولادنا أولى بالصفة والتسمية الملازمة لهم وهم أهل لها، كونهم عودونا على أنهم يكبرون عند المواعيد الكبيرة، وواهم من باع جلدهم في الدارالبيضاء رغم نكستي الهزيمة والأداء المرتعش الهزيل، فهم أصحاب سوابق في الرد والتمرد و الإنتفاضة. نثق كثيرا في قدرة هذا الجيل وقد حضر ل 6 نسخ متتالية في معارك العصبة وضرب أرقامها ضربا، ليكون الفرسان والممثل الأول للكرة المغربية طيلة هذه الفترة في أمجد الكؤوس الإفريقية. نثق كثيرا في الكرتي والكعبي وفي جبران وأوناجم وفي اللافي والحسوني وحتى مسوفا، فالوداد يملك أدوات ردع كبيرة ليكبر في الملعب المونديالي، وهي فرصة ذهبية لهذه المجموعة كي ترسل في بلاد رئيس "الكاف" رسالتها على أنها الأولى بهذه النسخة، وأن اللون الأحمر هو ما يليق بالأميرة السمراء.