خرجة يرد على المشككين إنضاف لاعب آخر إلى كوكبة النجوم، واضعا بصمة مغربية بامتياز بعد الذي شاهدناه من الحسين خرجة وهو يبصم على أجمل اللوحات في الكالشيو مع نادي أنتر ميلانو وما أدراك ما الأنتر، فليس سهلا أن يتأقلم لاعب ما مع أجواء البطولة الإيطالية التي تتميز بعدة معطيات تفرض على اللاعب أن يتميز أيضا بمواصفات عدة ليسجل إسمه مع خانة المتألقين أو أن يقنع الأندية لتتشبث به، حيث يتطلب الكالشيو الصرامة التكتيكية والحضور البدني والنفس الطويل فضلا على الضغط الإعلامي الرهيب الذي يمارسه الإعلام، ذلك أن عدة لاعبين كبار لم يتحملوا الضغط الذي يمارسه الإعلام خاصة الأجانب منهم ولا ضغوط المباريات أو التكتيك، لذلك فشل العديد منهم في البطولة الإيطالية قبل أن يجدوا مكانا لهم في بطولات أخرى كالفرنسي تيري هنري الذي لعب ليوفنتوس وبيركامب الذي حمل ألوان أنتر ميلانو وكانو الذي لعب أيضا للأنتر وغيرهم من اللاعبين الذين هربوا من جحيم الكاشيو. لذلك كان من دواعي الفخر والإعتزاز أن نرى المغربي الحسين خرجة وهو يتألق مع أنتر ميلانو وسط زحمة النجوم التي يعج بها الفريق الإيطالي، رغم أننا تعودنا في الواقع من لاعبينا المغاربة أنهم يتأقلمون في جميع البطولات ويبصمون على حضور جيد منذ عقود، حيث توارثت الأجيال هذا التألق في أكبر البطولات العالمية. لكن مع الأسف أن البعض يشكك في قدرات لاعبينا من باب إما بدافع الحسد والغيرة أو لأننا نحن العرب تعودنا أن نتحد على عدم تشجيع بعضنا البعض أو الإعتراف بمواهبنا، وتلك ربما عقدة التصغير التي نشأت فينا وركبها فينا الغرب حتى عندما نتفوق عليهم، وهو الدليل الذي قدمه خرجة عندما تفوق على مجموعة من النجوم التي تؤثت فضاء الأنتر واستطاع أن يفرض ذاته دون مقدمات أو انتظار، لكن ومع الأسف الكبير أن حفيظ الدراجي المعلق في قناة صاحبة السعادة « الجزيرة الرياضية» كان واحدا ممن لم يثقوا في ملكات هذا اللاعب وسبق الأوان عندما قال خلال تعليقه على مواجهة الأنتر أمام باري إنه من الصعب على الحسين خرجة أن يتأقلم مع أجواء الأنتر وخاصة مع النجوم التي تؤثت فضاء هذا الفريق ، بل في نفس المباراة تهكم على إسم اللاعب عندما قال «لا خرجة ولا دخلة». برأينا نحن المغاربة يبقى الحسين خرجة مفخرة لنا ولباقي العرب والأفارقة أن يلعب داخل فريق تلذذ في الموسم الماضي بعدة ألقاب ويعتبر من الأندية المرجعية في إيطاليا وأوروبا، بل يعتبر قدوة لجل اللاعبين العرب والمغاربة نظير المشوار الإحترافي الذي يوقع عليه ويكفي أنه حمل ألوان أيضا نادي روما الذي طلب وده وتشبث به بعد أن انتهت فترة إعارته، لكن نادي بياتشينزا أنذاك رفض التخلي عن نجمه رغم إلحاح فرق العاصمة الإيطالية. بعد توقيع العقد مع الأنتر كان الحسين خرجة قد أكد أن أحد الأحلام قد تحققت بتوقيعه لهذا الفريق، وقال إنه كان معجبا بالمدرب ليوناردو الذي لعب لباريس سان جيرمان وقتها كان خرجة من جامعي الكرات في الملعب واعترف أنه كان يراقب أيضا ليوناردو باعتباره قدوة له، واليوم تحقق حلمه بملاقاته والتدرب تحت إمرته، هكذا هي الأحلام تولد لدى اللاعبين الطموحين والباحثين عن المجد والساعين إلى تلميع صورتهم عالميا، لذلك ندعو للاعبنا الحسين خرجة أن يواصل تألقه ويرفع من كوطة اللاعب المغربي في أوروبا كما عودنا عليه من سبقوه، وندعو له أيضا أن يُحفظ هو وكل لاعبينا المتألقين من عين الناقمين والحاسدين.