برغم أن ما انقضى على مباراة الوداد البيضاوي والأهلي المصري عن ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال 4 أيام، وما عادت إلا ساعات تفصلنا عن مباراة العودة بالقاهرة، إلا أن السؤال الذي يختصر معاناة الوداديين من الخسارة هنا بالدارالبيضاء أمام الأهلي المصري بهدفين نظيفين، والمتعلق بالسر وراء وضع المدرب غاموندي ليحيى جبران في متوسط الدفاع، لم تتم الإجابة عنه، وبالتالي فهناك من بالغ في انتقاد المدرب الأرجنتيني ورمي الهزيمة على ظهره لوحده، بينما الحقيقة هي غير ذلك. لم يكن ميغيل غاموندي يفكر إطلاقا في الإعتماد على جبران كمدافع أوسط، بعد إصابة صلاح الدين السعيدي بفيروس كورونا شافاه الله، إذ كان يرتب لوضع أشرف داري الذي تعافى كليا من الجراحة التي خضع لها بعد ذهاب ديربي البطولة أمام الغريم الرجاء، في مركز الدفاع الأوسط وإلى جانبه نجم الدين، إلا أنه سيبلغ في الساعات الأخيرة بأن أشرف داري غير موجود باللائحة الإفريقية، ولا يمكن بالتالي الإعتماد عليه، وبما أن الشيخ كومارا العائد هو الآخر من الإصابة لم يكن بمقدوره اللعب لأكثر من 30 دقيقة، فما وجد غاموندي مفرا من الإعتماد على جبران في وسط الدفاع إلى جانب نجم الدين، وقد طلب من جبران التحامل على نفسه وشغل هذا المركز لساعة زمنية من اللعب، في انتظار الزج بكومارا في الثلث الأخير من زمن المباراة. أما ما يتعلق بضربة الجزاء والتي لم تسند ليحيى جبران رجل الإختصاص الأول في الوداد، فإن غاموندي عند الإعلان عن ضربة الجزاء، طالب جبران بأن يتولى تنفيذها، إلا أنه اعتذر لأنه كان واقعا تحت صدمة الخطإ الذي تسبب في هدف الأهلي الأول، وبالتالي فإن اللاعب الثاني الموضوع في لائحة منفذي ضربات الجزاء بعد يحيى جبران هو بديع أووك الذي لم يكن محظوظا في تنفيذ ضربة الجزاء التي صدها الشناوي حارس الأهلي، ومنها كان الوداد سيدرك هدف التعادل قبل انتهاء الجولة الأولى. هذه هي الحكاية الحصرية لملابسات قرارين اتخذهما غاموندي تحت الإكراه، وعند معرفة السبب يبطل العجب.