• غياب الوديات كانت سبب الضياع كنا سنلتمس العذر للوداد البيضاوي وكل الأندية الوطنية، في أنها لا تستطيع من أول مباراة تخوضها بعد انقطاع عن التباري استمر لأربعة أشهر ونصف، أن تلعب بإيقاعات مرتفعة وبنسق تصاعدي يعطي للأداء الدفاعي والهجومي دوافع ومحركات كثيرة، إلا أن ما شاهدناه في مؤجل الوداد أمام مولودية وجدة أمس الثلاثاء، يطرح الكثير من أسئلة القلق بخصوص فريق يدخل الخط المستقيم من الموسم برهان الاحتفاظ بلقب البطولة والأكثر منها الوصول لأعلى نسبة من الجاهزية قبل مواجهة الأهلي المصري في نصف نهائي عصبة الأبطال. • المولودية يلعب بدهاء الجنرال لا خلاف على أن مولودية وجدة قدم في ذات الظروف التي يعيشها الوداد وكل الأندية، مباراة محترمة، لعب خلالها بفكر مدربه الجنرال بن شيخة الذي يتمتع بدهاء كبير في تنويع أداء فريقه بحسب المنافس وطقوس المباراة، وكاد يعود لوجدة بنقاط الفوز لولا أن الڤار ألغى له هدفا ثانيا، ولولا أن كومارا المدافع الودادي ناب عن زملائه المهاجمين وأنقذ فريقه من الخسارة. مؤكد أن مولودية وجدة الذي أحسن التحضير بدنيا وتنافسيا للعودة، سيكون كما توقعنا مفاجأة الموسم، فلا شيء يحول بينه وبين إنهاء الموسم فوق البوديوم بفضل كتيبة بشرية بها لاعبين ممتازين مثل خفيفي، الهاني، النفاتي والنغمي. • هل أخطأ غاريدو؟ بالرغم من أن غاريدو دخل مباراة المولودية بنفس الثوابت البشرية، بعودة السعيدي لوسط الميدان، إلا ما كان من تواصل غياب أشرف داري للإصابة، إلا أن ذلك لم يشفع للفرسان الحمر بفرض شخصيتهم، إذ عجزوا عن رفع الإيقاع في أكثر أزمنة المباراة حساسية، وقد ظهر واضحا أن لاعبي الوداد يبتعدون بمسافات عن الجاهزية البدنية، ليس فقط بسبب أنهم واجهوا الحجر الصحي ولا أحد يستطيع تقييم العمل المنجز في تلك الفترة، ولكن أيضا لأن المدرب كارلوس غاريدو اتخذ قرارا غريبا بعدم خوض أي مباراة ودية، وهو قرار انعكس سلبا على الفريق الذي وجد صعوبة في استعادة شبكة الأوتوماتيزمات التي يتأسس عليها الأداء الجماعي. • وداد تائه حتى لو نحن استثنينا بعض اللاعبين الذين كانوا قريبين نسبيا من الجاهزية وظهر ذلك على أدائهم الفردي، إلا أنه على العموم كان الوداد كمجموعة أبعد ما يكون عن القالب التكتيكي الذي يتقنون صناعته وبه يتفوقون، فالأظهرة كانت أبعد ما تكون عن إعطاء الكثافة للأداء الهجومي، برغم أن غاريدو استبدل دفعة واحدة نوصير وكادارين بالعملود وعطية الله، كما مرت فترات على دفاع وحارس الوداد ارتكبت فيها أخطاء في بناء العمق وفي المراقبة. ويضاف لكل هذا أن الفريق افتقد للقدرة على تكثيف الأداء الهجومي بحسن الإنتشار وسرعة التوغل بظهور وليد الكارتي بمستوى أقل من المتوسط وبغياب النجاعة عن المثلث الهجومي (الحداد- أووك- الحسوني). • كومارا أنقذ الحيارى بعد الڤار الذي تدخل ليلغي هدفا لمولودية وجدة كان سيضع النقاط الثلاث في جيب سندباد الشرق، سيتمكن المدافع كومارا من حل عقدة التهديف بإهداء الوداد نقطة بدا واضحا أنها كانت بعيدة عن الوداد. وإذا كانت النقطة أفضل من لا شيء كما يقولون، فإن الوداد وبخاصة مدربه غاريدو بحاجة لتصحيح كثير من الأمور ومعالجة ما يظهر من نواقص وإبداع طريقة للتجاوز عن المخلفات السلبية لضعف التنافسية.