بموازاة انحساره في أوروبا، عاود ڤيروس كورونا المستجد الظهور في الصين حيث اعتبرت السلطات الثلاثاء أن وضع وباء كوڤيد-19 في بكين "خطير جدا" محذرة من احتمال حصول موجة جديدة من الإصابات. وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة مات هانكوك الثلاثاء البدء فورا بوصف منش ط "ديكساميثازون" لمرضى كوڤيد-19، بعدما أظهر اختبار أنه أنقذ حياة ثلث المرضى الذين يعانون من الأعراض الأكثر خطورة. وسجلت الصين أكثر من مئة إصابة بالفيروس منذ الأسبوع الماضي في العاصمة بكين البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة والتي تخوض "سباقا مع الوقت" ضد الفيروس، على ما أعلن المتحدث باسم البلدية تشو هيجيان. وإزاء هذا الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات التي تركزت حول سوق تشينفادي في جنوب العاصمة، فرضت السلطات الصينية الحجر الصحي على ثلاثين منطقة سكينة كما أعادت إغلاق المواقع الرياضية والثقافية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الإثنين أنها تتابع "من كثب" الوضع في بكين طارحة احتمال إرسال خبراء إضافيين في الأيام المقبلة. وظهر وباء كوڤيد-19 للمرة الأولى أواخر عام 2019 في ووهان بوسط الصين قبل أن ينتشر في العالم. وسجل ما لا يقل عن 436,813 وفاة من أصل أكثر من 8,048,880 إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء في كانون الأول/ديسمبر، ولا سيما في الولايات المتحدة التي تعد أعلى حصيلة لفيروس كورونا المستجد مع تسجيلها 116,127 وفاة من أصل 2,114,026 إصابة، فيما أحصت أوروبا 188,349 وفاة من أصل 2,428,525 إصابة، وفق آخر تعداد لوكالة فرانس برس. وفي أوروبا، أعلنت الحكومات أن انتشار الفيروس بات تحت السيطرة، ما أتاح إعادة فتح الحدود بين الدول المجاورة. وأعادت ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان صباح الإثنين حرية التنقل مع كل دول الاتحاد الأوروبي. ومضت أثينا التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، أبعد من ذلك، داعية السياح من عدة مناطق خارج الاتحاد الأوروبي مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية والصين لزيارة جزرها. وتنتظر إسبانيا 21 حزيران/يونيو لمعاودة فتح حدودها مع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء البرتغال، لكنها تستقبل منذ الإثنين أوائل المسافرين الألمان الذين وصلوا إلى جزر الباليار في إطار مشروع لاختبار تدابير مرحلة ما بعد كوفيد-19. أما إيطاليا، الأكثر تضررا بين الدول الأوروبية جراء الوباء الذي أودى بأكثر من 34 ألف شخص فيها، فأعادت فتح حدودها منذ 3 حزيران/يونيو، غير أن بؤرتين جديدتين للوباء رصدتا في الأيام الأخيرة في روما. وفي المجر، صادق البرلمان الإثنين على رفع حال الطوارئ. وفي الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، بقيت الحصيلة اليومية للوباء في الولايات المتحدة الإثنين تحت عتبة 400 وفاة لليوم الثاني على التوالي، لكن البلد لا يزال يسجل حوالى عشرين ألف إصابة جديدة في اليوم. وبازاء الأزمة الصحية، أرجئ حفل توزيع جوائز أوسكار السينمائية لمدة شهرين حتى 25 نيسان/أبريل 2021. وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الاثنين أن بلاده والولايات المتحدة تبحثان "احتمال تمديد" إغلاق الحدود بين البلدين أمام التنقلات غير الأساسية إلى ما بعد 21 حزيران/يونيو، التاريخ المقرر مبدئيا لإعادة فتحها. ويواصل الفيروس انتشاره في أميركا اللاتينية والكاريبي، حيث تجاوزت حصيلته 80 ألف وفاة، نصفها في البرازيل التي تسجل ثاني أعلى حصيلة في العالم وقدرها 43959 وفاة. وفي تشيلي تم تمديد "حالة الطوارئ الدستورية بسبب كارثة" لمدة ثلاثة أشهر للحد من الوباء، فيما مددت الإكوادور حال الطوارئ ستين يوما حتى 13 آب/أغسطس. ولا يظهر الوباء مؤشرات تراجع في الهند التي تخشى تفاقم الأزمة الصحية مع حلول موسم الأمطار وما يواكبه من أمراض. وقالت الطبيبة فيديا ثاكور التي تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود في النظام الصحي الحكومي الذي يعاني من سوء التمويل، إن "كوڤيد-19 تركنا بلا موارد، والأمطار الموسمية ستزيد الأمور تعقيدا". ويصاب أكثر من نصف مليون شخص كل سنة في الهند بأمراض تساهم الأمطار في انتشارها مثل حمى الضنك والملاريا، وهي أمراض مشابهة من حيث أعراضها لوباء كوفيد-19، إذ يعاني المصابون بها من الحمى وصعوبات في التنفس وفقدان الشهية وغيرها. ومع اقتراب موسم الحج المقرر في أواخر تموز/يوليوز، تجد السعودية نفسها أمام خيار صعب بين الحد من عدد الحجاج أو إلغاء الحج منعا لتفشي فيروس كورونا المستجد. وأوضح مسؤول سعودي لفرانس برس أنه "سيتم اتخاذ القرار والإعلان عنه قريبا". وقد يشكل أداء هذه الفريضة بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى إذ إن ملايين الحجاج من العالم يتدف قون على المواقع الدينية المزدحمة في مكة المكر مة لأداء المناسك.