أعاد لسندباد الشرق شهية السفر نحو المجد في حقيبة سفره، رؤية إنسانية ومنظومة تكتيكية وكاريزما بلا حدود يحسب لعبد الحق بن شيخة أنه يوم حضر للمغرب بزاد تقني كبير وبفكر تكتيكي متنور، ما جاء بنية الرحالة الذي لا يستقر، لا على حال ولا على مكان، ولكنه جاء بعزم على بناء صرح خاص به يبقيه لسنوات في البلد الذي عشقه وأحبه بعد وطنه الأصلي الجزائر. في حقيبة سفره، رؤية ومنظومة وكاريزما وإصرار كبير على النجاح، لذلك وقد انقضت اليوم سبع سنوات على أول إطلالة لعبد الحق بن شيخة فإن الرجل بات من دعامات المشهد الكروي الوطني، بل أصبح جزء لا يتجزأ منه. لم يختر بن شيخة المولودية الوجدية اعتباطا، ليكون خامس فريق يتولى عارضته التقنية، لقد فعل ذلك بسبق قراءة عميقة للممكنات ولأرضية العمل ولدرجة الصدق والصفاء داخل محيط سندباد الشرق، وعندما أيقن بنشيخة أن المحيط آمن ويتطابق مع منظوره وفلسفة عمله توكل على الله، لذلك لا يبدو غريبا على الإطلاق أن يكون بنشيخة قد حقق نسبيا النجاح المبحوث عنه من قبل فريق حديث العهد بالبطولة الإحترافية الأولى.. وليس غريبا أن نتحدث في الحضور اللافت لسندباد الشرق في الثلثين المنتهيين من البطولة عن بصمة لعبد الحق بنشيخة. هو مدرب يستطيع بحدس كبير أن يخمن أدوات الناجح ويستطيع بخبرة السنوات أن يجمع في الخطاب التكتيكي بين البساطة في التنشيط والتنزيل وبين سلاسة التبليغ، كما أنه يتفوق على كثير من أقرانه بأنه يوظف جيدا سلاح التواصل مع لاعبيه ليجعلهم في مأمن من كل شرارات النقد ومن بحور الغضب الهوجاء، وليجعلهم ينفذون إلى مكنونات مواهبهم ليضعوا أحسنها في خدمة المجموعة.. تعالوا نطلع على الأحكام التقنية والإنسانية التي أصدرتها هيئة تحرير "المنتخب" في حق عبد الحق بنشيخة.. بدر الدين الإدريسي: مولودية وجدية صورة من نبوغه المولودية الوجدية التي تقف اليوم بشموخ في ثالث مراكز التميز بالبطولة الإحترافية، بالعلامات الرقمية والفنية التي تدخلها عنوة لدائرة الترشيحات هي صورة طبق الأصل من فكر وشخصية مدربها عبد الحق بن شيخة، القصد أن هذه المولودية التي اختلفت روحا وشكلا عن مولودية الموسم الماضي التي كانت تبحث بالكاد عن تثبيت الأرجل في بطولة الصفوة، هي مجسم كبير لهذا التطور الكبير الذي طال المدرب عبد الحق بنشيخة، في معرفته بخصوصيات المشهد الكروي المغربي، وفي نضجه التقني والتكتيكي، وفي درجة النبوغ التي بلغها في صناعة ثنائية التوظيف التكتيكي للاعبين وتملك اللاعبين لدرجة تجعل منهم روحا جماعية واحدة. ما نراه اليوم في المولودية الوجدية، يقول برغم ما يوجد من لاعببين نبغاء ومجربين، أن النجم الأول هي المجموعة، والنجم الثاني هي المنظومة التكتيكية الموضوعة بدرجة عالية من الإتقان، والنجم الثالث هو هذا الإنصهار العجيب بين مجموعة من اللاعبين المختلفين تقنيا وذهنيا وحتى نفسيا وسويولوجيا، ما أعطانا فريقا يلعب على وتر البساطة أو ما يعرف بالسهل الممتنع، حيث تكون السلطة المطلقة للنهج التكتيكي وحيث لا تساهل مع الإنضاط التكتيكي. هذه هي المولودية الوجدية كما يرسمها عبد الحق بنشيخة على مرسم البطولة. التنقيط: 7.5 محمد فؤاد: سندباد الشرق يطلق الزناد لا يحتاج المدرب عبد الحق بن شيخة الى تأشيرة عبور في البطولة الوطنية، فله مكانة جد عالية كواحد من الأطر الأجنبية التي أرخت لتواجدها بالمغرب منذ 2013 عندما قاد الدفاع الجديدي الى الفوز بكأس العرش، وتوالت أحداث بقائه بالمغرب بين الفينة والأخرى عبر أندية الرجاء واتحاد طنجة والمغرب التطواني، واليوم مع المولودية الوجدية في حلة فريق صامد وبهوية باحث عن الزمن الجميل. ويمكن القول أن بن شيحة أحدث ثورة كبيرة في نتائج الفريق من خلال الإسترتيجية التي رسمها وتبناها مع المسؤولين، من خلال جمع أكبر نقاط خلال كل خمس مباريات بهدف الوصول الى المراكز الأمامية المخولة للوصول الى منصات التتويج . وما حصل عليه بنشيخة على مستوى الأرقام بوضع المولودية في المركز الثالث ولو كان بحسابات بعيدة نسبيا عن استرتيجية الطموحات، يؤكد أن الرجل وضع الفريق الوجدي في مكانه الطبيعي مؤقتا في انتظار بقية الموسم لحسم خارطة الطريق نهائيا، قياسا مع الرؤى التقنية التي ترجمها على مستوى الصرامة الدفاعية والنجاعة الهجومية النسبية وبفائض هجومي يكرس نهج الرجل على مستوى عمله التقني الناجح.. والمركز الثالث وضمان البقاء حاليا هو أقوى محفز لتجاوز سقف الطموحات. التنقيط: 7.5 محمد الجزولي: جبل ضخم من التجارب! بات عبد الحق بن شيخة واحدا من المدربين الأجانب الذين يعرفون كل خبايا البطولة الاحترافية، ويفهمون جيدا عقلية اللاعب المغربي، وذلك بفضل تجارب سابقة مع عدة أندية وطنية حولته إلى جبل ضخم من التجارب! أكتسبه الكثير من الآليات التي سهلت عليه مأمورية قيادة اللاعبين المغاربة بتبصر وأيضا كيفية تدبير المباريات بامتياز. بنشيخة الذي يقود مولودية وجدة بتفوق كبير، أثبت أنه لم يجد أي صعوبة في فهم جدوى التعامل مع فريق استعاد مكانته حديثا بين أندية قسم الكبار، ومع لاعبيه أعظمهم يقيسون خطواتهم الأولى في بطولة ملتهبة وصاخبة ولا مكان فيها للخجولين أو المترددين. وبهدوء وصمت تسلق بن شيخة مع مولودية وجدة سلم الترتيب نحو الصدارة، وخلال 19 مباراة وجد "سندباد الشرق" نفسه في المركز الثالث ب9 انتصارات و7 تعادلات، بحيث لم يُمن بالخسارة سوى في ثلاث مباريات (أمام نهضة بركان والجيش والفتح). ولا تظهر قوة مولودية وجدة في النتائج الباهرة التي يحققها فحسب، ولكنها تظهر أيضا في قدرة لاعبي الفريق على أن يكونوا أكثر قربا من فكر ووجدان بنشيخة، فقد حفظوا عن ظهر قلب كل قناعته التقنية والتكتيكية، حتى باتوا يعكسون شخصه ونهجه داخل الملعب، وهو ما منح الفريق شخصية فريدة وقوة خاصة، يستطيع أن يحقق بهما الكثير، وأن يضمن بهما على الأقل مركزا مؤديا لأحدى المسابقات الخارجية. التنقيط: 7.5 محمد الجفال: صاحب البصمة الواضحة عبد الحق بن شيخة إطار تقني من المستوى العالي، نجح في ظرف وجيز، وبفضل تجربته وذكائه الكبير، في بناء مجموعة وجدية منسجمة، تمكنت من تحقيق نتائج مبهرة بفضل أسلوب وطريقة مميزة ساهمت في إسقاط أكبر الآندية الوطنية، والشيء الجميل والمهم لأن عبد الحق المشهود له بالاخلاق الحميدة، وتجربته الكبيرة في مجال التدريب، وبفضل أسلوب خطابه السلس في إيصال المعلومة، عرف كيف يخرج العديد من الأشياء الجميلة من لاعبين "فشلوا" في تجارب سابقة ونجح في توظيفهم في مراكز لم يعتادوا اللعب فيها، وتمكنوا من تقديم الاضافة الكبيرة جدا لفارس الشرق مولودية وجدة، الذي أصبح يتوفر وبشهادة الخبراء، على فريق متكامل يلعب كرة جميلة وحديثة، بفضل مدرب مجرب اسمه عبد الحق بنشيخة، الذي يحظى بثقة كبيرة من طرف المكتب المسير بقيادة محمد هوار وجماهير فارس الشرق الشغوفة بفريقها. سندباد الشرق في موسم الإستثناء يحلم مع بنشيخة بالتتويج بلقب البطولة والعودة مجددا لسكة الألقاب. التنقيط 8 محمد النابلسي: داهية يهوى اصطياد الفرص هو أحد المدربين الجزائريين الذين باتت لهم بصمة على الكرة الوطنية، بفضل دهائه وحسن اصطياد الفرص كلما تولى تدريب ناد ما. وما حققه عبد الحق بن شيخة مع الأندية الوطنية التي اشرف عليها، يؤكد بأنه مدرب بكاريزما لا يمتلكها مدربون آخرون، جعلته ناجحا ومحبوبا من طرف كل من تعامل معهم من مسيرين ولاعبين وجماهير. هو مدرب يلعب كثيرا على العامل النفسي لشحن لاعبيه من أجل تحقيق نتائج إيجابية، ويكرس داخلهم عقلية الانتصار.. عمله لا تشوبه تعقيدات بشهادات اللاعبين الذين دربهم، ويتقرب منهم كثيرا كأب ثاني لهم، لهذا تجده دائما متحكما في أعصابه، التي تنعكس بالإيجاب على اللاعبين الذي يشعرون أيضا بأنهم غير مضغوطين داخل المباريات ومتحررين من القيود التي تكبل أداءهم. والدليل على قوة شخصية بنشيخة التي تجمع بين الصرامة والليونة في عمله، ما حققه مولودية وجدة في هذا الموسم قبل توقف البطولة الإحترافية بسبب جائحة كورونا، فسندباد الشرق يحتل الرتبة الثالثة ب9 انتصارات و7 تعادلت و3 هزائم كأقل الأندية هزيمة بالبطولة، وجمع 34 نقطة، بفارق نقطتين عن الوداد المتصدر، مع مباراة ناقصة له. بنشيخة "الجنرال" حقق لقبا لكأس العرش مع الدفاع الجديدي كثالث مدرب جزائري يحقق لقبا بالمغرب بعد رابح سعدان مع الرجاء، والذي فاز معه بكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989، ومزيان إيغيل الذي فاز بكأس العرش مع الرجاء. التنقيط: 7
منعم بلمقدم: لمسته كبيرة على السندباد لغة الأرقام تتحدث عن نفسها ومن خلالها يبرز ما قدمه هذا المدرب الذي يملك خبرة محمودة بالبطولة الإحترافية، اكتسبها بداية بمروره الجيد مع الدفاع الجديدي والموفق مع اتحاد طنجة، واليوم استطاع وضع قطار مولودية وجدة على سكته الصحيحة. مرتبة متقدمة في الترتيب وجرأة على مقارعة الكبار وتحقيق نتائج جد متميزة أمامهم، وشخصية قوية لفريق يملك حاليا كل مقومات المنافسة على بطاقة خارجية. مع بنشيخة مولودية وجدة أنهت ثلثي البطولة بكيفية رائعة هي الأفضل له في آخر العقود، ولم يكن الأمر هينا على الإطلاق في ظل التغييرات التي وقع عليها الفريق وكانت تحتاج فعلا إلى بصمة مدرب خبير ومدرب له آليات خاصة كي يزرع في لاعبيه طموح تجاوز كل مركبات النقص والإيمان بفرصه وحظوظه كاملة. مع هذا المدرب تألقت عناصر ارتفعت قيمتها التسويقية، منها الهداف خافي والمدافع حركاس وكلاهما وجد لهما طريقا للمنتخب المحلي. باختصار بنشيخة أضاف لمولودية وجدة أشياء عديدة ولعلها التجربة الأفضل لهذا المدرب بالبطولة، متجاوزا مروره المتواضع مع المغرب التطواني والرجاء في فترات سابقة. التنقيط: 7 جلول التويجر: أحيى أمجاد سندباد الشرق يتذكر الجميع المعاناة التي عاشها مولودية وجدة في الموسم الماضي، وبالكاد ضمن بقاءه مع الكبار، لكنه هذا الموسم تمكن من تقديم صورة غير متوقعة تماما عندما إرتبط الفريق مع إطار راكم خبرة كبيرة في مساره التدريبي ويعرف جيدا تضاريس البطولة الإحترافية، الأمر يتعلق بالإطار الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي تمكن من إخراج فارس الشرق من عنق الزجاجة، عندما عمل على تشكيل فريق نموذجي يصول ويجول ويقدم أفضل المستويات، ما مكنه من التموقع في مرتبة تليق به كفريق مرجعي عاد لينشط البطولة بدليل أنه يتواجد اليوم في المركز الثالث برصيد برصيد 34 نقطة بفارق نقطتين عن المتصدر الوداد البيضاوي. بن شيخة نجح بالعلامة الكاملة مع المولودية. التنقيط: 8
عبد اللطيف أبجاو: ملامح فريق قادم نجح عبدالحق بن شيخة في إعادة الثقة لفريقه، فأصبحت لسندباد الشرق جرأة وقوة الشخصية، وتخلص أيضا من جلباب الفريق الصاعد حديثا، بدليل أنه يحتل المركز الثالث الذي يخول له المنافسة على درع البطولة، أو على الأقل احتلال أحد المراكز المؤدية للمشاركة في المنافسة الإفريقية. وعزف بنشيخة على الوتر الذهني، الذي يبقى من نقاط قوته والأسلحة التي دائما يعتمد عليها، من خلاله تواصله الجيد مع اللاعبين ورفع الضغط عنهم، فلسفته كانت حاضرة، من خلال عمله التكتيكي، الذي يجمع بين الصرامة والحس الهجومي، بدليل تسجيله 24 هدفا. قام أيضا بتغييرات على مستوى التركيبة البشرية، وكان واضحا أنه راهن على التجربة والخبرة، ذلك أن أغلب اللاعبين الذين انتدبهم يحملون خبرات وتجارب على غرار الهاني والنغمي والنفاتي ودياكيطي، وغيرهم من الأسماء التي قدمت الإضافة المطلوبة، فنجح في زرع الروح الجماعية في المقام الأول بمجموعته. التنقيط: 7.5 أمين المجدوبي: أعاد الدفئ للبيت الوجدي نجح المدرب عبد الحق بن شيخة، في خطف الأنظار رفقة مولودية وجدة، فالرجل إستطاع تكوين مجموعة قوية، ومتناغمة الخطوط تلعب كرة قدم حديثة، بعدما تمكن من التواجد في المركز الثالث برصيد 34 نقطة قبل تجميد البطولة الوطنية، نالها بإستحقاق من 9 إنتصارات و7 تعادلات، مقابل 3 هزائم فقط تلقاها سندباد الشرق. بنشيخة، وبعدما أعاد الدفئ للبيت الوجدي، لعب دورا كبيرا في إبراز مؤهلات العديد من اللاعبين، كإسماعيل خافي ومعه عبد الله خفيفي، لتظهر لمسة إبن الجزائر الذي فهم العقلية الوجدية، حيث يطمح في القادم من الموسم، منح الفرصة لبعض الوجوه الشابة التي يضع عينيه عليها، خاصة وأن عبد الحق الذي خبر كواليس التدريب بالمغرب يعتبر من الأطر التقنية التي لا تجد حرجا في فسح المجال للاعبين صغار السن. التنقيط: 7 المهدي الحداد: "حرايفي" يعرف ما يريد إشتغل عبد الحق بن شيخة مع مجموعة من الأندية المغربية خلال المواسم الأخيرة، وتقلده لمنصب جديد هذا الموسم مع فريق يبحث عن ذاته بعد سنوات من التقهقر، دليل على أن الرجل مطلوب بقوة في الساحة المحلية ويملك سمعة طيبة، إكتسبها من خلال التجارب السابقة التي شهد بعضها نجاحا وألقابا. المدرب "حرايفي" ويعرف ماذا يفعل وماذا يريد، ورغم محدودية الإمكانيات المادية والبشرية فهو يتقن صناعة الشيء من لا شيء، والنموذج ما قام به من عمل جبار هذا الموسم رفقة المولودية الوجدية الذي إرتقى به إلى طابور المقدمة والمنافسة في المراكز الثلاثة الأولى. يعتمد أساسا على التماسك في الخطوط والروح الجماعية والقتالية الشرسة على كل نقطة داخل وخارج الديار، ويتقن فن الخطابة في لاعبيه والتودد إليهم وشحنهم والتقرب إليهم حتى لو كانوا غير مرتاحين أو لديهم مشاكل مع الإداريين أو الجماهير، ويمكن إعتبار بنشيخة من بين المدربين الأجانب الذين قدموا الإضافة للأندية المغربية مؤخرا، بفلسفته وهدوئه ووضوحه في خارطة العمل والمشاريع. التنقيط: 7