نجح الرجاء في اتخاذ واحد من القرارات الجريئة والقوية هذا الموسم، ليس فقط بالإنفصال عن الفرنسي باتريس كارتيرون بعد أن توسعة هوة الخلاف مع اللاعبين وتقلص الأداء الجماعي، ولكن على الخصوص باختيار جمال السلامي بديلا له في ظرفية حرجة، كان الرجاء على بعد ايام من المباراة التاريخية أمام الغريم الوداد في ديربي العرب المجنون. المباراة التي سيحسم من خلالها الرجاء تأهله للدور الموالي لكأس محمد السادس للاندية العربية الأبطال، قبل أن يقود السلامي الرجاء للمربع الذهبي لعصبة الأبطال. السلامي وإن لم يكن اليوم قد جنى أي شيء حتى الآن مع فريق الأحلام، إلا أنه نجح في إعادة الفريق إلى السكة وفي تخليص مستودع الملابس من العناكب ومن إضفاء لمسة الواقعية على الأداء.. أسرة تحرير "المنتخب" تقيم لجمال السلامي هذه المحاكمة: بدر الدين الإدريسي: بصمة الواقعية.. من السابق لأوانه أن نحكم على حصاد الرجاء مع مدربه جمال السلامي، لكون الفريق لم يصل بعد إلى نهاية الطريق في مشاويره الثلاثة (عصبة الأبطال الإفريقية، كأس محمد السادس، البطولة الإحترافية)، إلا أن أي دراسة مقارنة لرجاء كارتيرون ورجاء السلامي تدلنا على عمق الفوارق، فالرجاء مع السلامي استعاد تلاحمه وتنظف مستودع ملابسه، وتقوت كثيرا منظومته التكتيكية، ما أعاد للرجاء ألقه ومتعته في اللعب. ولئن كان هناك من يعيب على السلامي جنوحه للدفاعية في بناء المنظومة، فلذلك تفسير واحد، هو أن لجمال فكر واقعي يؤسس أسلوب اللعب على التوازن الذي من دونه لا يمكن لأي فريق أن يتفوق على منافسيه، ما نجح فيه السلامي حتى الآن أنه وضع على الرجاء بصمة الواقعية. التنقيط: 7.5 محمد فؤاد: الألقاب تناديه ما اقترفه المدرب الأسبق باتريس كارتيرون من أخطاء، أقواها كانت خلافية مع بعض اللاعبين، قلبه المدرب جمال السلامي كرجل الطوارئ إلى حسنات أعادت سفينة الرجاء للابحار مجددا وعلى أكثر من صعيد. وفعلا جاءت ملحمة الريمونتادا العربية في الكلاسيكو التاريخي أمام الوداد، لتضع الرجل في مقاس الكبار، وليسافر مع الرجاء الى نصف نهائي كأس محمد السادس، وتلاها السطو على الحدث القاري بوصول الرجاء الى نصف النهائي. هذه الأرقام تؤكد أن الرجل سيبدأ في تدوين صفحة جديدة مع الأندية بعد أن استهل ذلك بكأس افريقيا للمحليين، وتؤكد أن السلامي بات له فكر تكتيكي يستطيع أن يجعل من الرجاء صورة من الفريق الذي يجمع بين احتفالية الأداء وحيازة الألقاب. التنقيط: 7.5 محمد الجزولي: أنقذه من الضياع لا يمكن لأي متتبع للرجاء البيضاوي حاليا سوى أن يهنئ مدربه جمال السلامي على العمل الكبير الذي يقوم به والنتائج الرائعة التي يحققها النسور. قد لا يقتنع البعض بمستوى أداء الفريق، وبالأسلوب الذي يخوض به المباريات، لكن النتائج التي يحققها السلامي تعل كل غيور على الرجاء يشد يده بحرارة ويهنئه بصدق، فالرجل قاد الرجاء في مشوار ناجح حتى الآن على 3 جبهات (عصبة الأبطال وكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال والبطولة الاحترافية)، والعارف بأدق خبليل الرجاء سيدرك أن السلامي جاء للرجاء في وقت مناسب لينقذه من الضياع. التنقيط: 7 محمد الجفال: أعاد الروح للنسور بالقطع لا نجد لمسار جمال السلامي رفقة الرجاء حتى الآن وصفا أفضل من أنه مسار ناجح، لأنه تمكن في ظرف وجيز من بناء مجموعة منسجمة تلعب كرة جميلة ومحببة لجماهير الرجاء العالمي. مع جمال يواصل الرجاء بإصرار البحث عن الألقاب، ولربما ينجح في تحقيق الثلاثية التاريخية، كما يواصل الرجاء التعبير عن ممكناته الكبيرة فرديا وجماعيا من خلال منظومة لعب تفنن السلامي في وضعها وهي منظومة مخلصة لتقاليد الرجاء. يحسب لجمال أنه أعاد الإنضباط، ونجح في عملية التدوير وأكثر منه أعطى شهادة ميلاد للاعبين شباب من مدرسة الرجاء، نجحوا في إبراز مؤهلاتهم على مسرح الأبطال. التنقيط 7 محمد النابلسي: فكره غير الرجاء لم يكن أشد المتفائلين بتعيين جمال السلامي على رأس الطاقم التقني للنسور، بالنظر إلى أنه لم يمر بفريق يلعب وسط كثلة حارقة من الضغط، غير أن معرفته المسبقة ببيت الخضراء، جعلت السلامي يتحكم في الأوراق التقنية للفريق، ويضع منظومة تكتيكية منحته نجاحات على المستويين الإفريقي بوصوله لنصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا، والعربي بوصوله أيضا لذات الدور، وهناك إمكانية للتتويج اما بمنافسة واحدة أو بهما، من دون أن ننسى البطولة الإحترافية. مع السلامي أصبح للرجاء روح وشخصية وفلسفة لعب.. التنقيط: 7.5 منعم بلمقدم: عودة الروح والتوازن لم يكن سهلا على السلامي استلام مقاليد تدريب فريق مقبل بصدر مفتوح على رهانات كبيرة، مع هامش الخطأ الممنوع بطبيعة الحال. السلامي أضاف للاعبين ما افتقده كارطيرون وهي الروح والشراسة، التي تجلت في اللعب لغاية آخر فصول المباريات بذات الإصرار. مع السلامي عاد التوازن للخطوط، بتثبيت العرجون كلاعب ارتكاز وتحسن جودة الأداء الدفاعي مقارنة مع السابق، بتناوب الشاكير وبانون على مرافقة الليبي الورفلي في متوسط الدفاع بحسب الظروف. وحين ينجح فريق في عبور ألغام رادس وتيزي وزو وكينشاسا ولوبومباتشي بسلام، فالمحصلة هنا تتحدث عن نفسها والتقييم يجسده وقوف الفريق على مشارف نهايتين ولا في الأحلام، واحدة عربية والثانية قارية، لتكون الميزة مستحسنة. التنقيط: 7 جلول التويجر: أعاد للرجاء هويتها تمكن جمال السلامي، منذ تعيينه مدربا للرجاء البيضاوي خلفا لباتريس كارتيرون في نونبر 2019، من إعادة الرجاء للمكانة التي يستحقها على مستوى البطولة الإحترافية، حيث يوجد في المركز الخامس بفارق 8 نقاط عن المتزعم الوداد وله 5 مباريات مؤجلة، ثم على واجهة البطولة العربية حيث وصل لدور النصف في كأس محمد السادس لكرة القدم وعلى الواجهة الإفريقية عندما وصل لدور النصف في عصبة أبطال إفريقيا. هذه المعطيات تؤكد، أن المدرب جمال السلامي نجح في إعادة فلسفة وهوية اللعب التي تميز بها الرجاء وغابت عنه في السنوات الماضية، كما أنه جعل الفريق يعمل ككتلة واحدة ومتناغمة تسيطر عليها الروح الجماعية. التنقيط: 8 عبد اللطيف أبجاو: اللمسة واضحة.. لم تتأخر لمسة جمال السلامي في الرجاء، رغم الظروف الصعبة التي تعاقد فيها مع النسور، ويبدو أن معرفته الكبيرة بالبيت الأخضر قد سهلت عليه مهمته، أكان على المستوى التقني من خلال التنشيط الهجومي الذي أنعشه وعرف كيف يستغل مهارات لاعبيه، باعتماده أيضا على أكبر عدد من المهاجمين، أو الحس التكتيكي، من خلال الصرامة التي بدأت تميز أداء المجموعة مقارنة بعهد كارطيرون، ناهيك عن روح المجموعة وتقوية لحمة الإنسجام، خاصة أنه نجح في استمالة كوادر الفريق (متولي بانون الحافيظي شاكير). لا أجد كثيرا مما أخفق فيه السلامي، رغم بعض المباريات التي أبرزت أخطاء على مستوى المنظومة الدفاعية ونجح في تصحيحها. التنقيط: 7 أمين المجدوبي: قطع نصف الطريق إستطاع جمال السلامي الذي خلف الفرنسي باتريس كارتيرون، في تدريب النسور أن يرفع من أسهم الأطر التقنية المغربية، ويؤكد مكانة المدرب الوطني وقدرته على ربح التحديات الصعبة. السلامي الذي قاد الرجاء لنصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وبات قريبا أيضا من بلوغ نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية، عرف من أين تؤكل الكتف، بعدما تحسن المرود التقني لكافة لاعبي الفريق وعلى رأسهم المايسترو محسن متولي، ناهيك عن عودة النسور للعب بشكل جماعي، وفق الهوية التي تربى عليها لاعبو الفريق الأخضر. لم يحقق السلامي إلى الآن أي لقب مع الرجاء ولكنه بالتأكيد قطع نصف المسافة، عندما جهز فريقا تنافسيا لن يخرج هذا الموسم خالي الوفاض. التنقيط: 7 المهدي الحداد: العبرة بالخواتيم صعد لقيادة السفينة في عز الإبحار وبين أمواج عالية محليا وعربيا وقاريا، ونجح في التحدي وعبور المهمات الصعبة بفضل معرفته الجيدة بالبيت الرجاوي، وكذا عدة لاعبين سبق وأن أشرف عليهم مع المنتخب المحلي، الشيء الذي سهل مأموريته في التعامل كأخ ومدرب ومربي، وما يحسب له في أشهره الأولى مع النسور شخصية تدبيره لأعقد المباريات بتركيبة بشرية محدودة وعيادة طبية لا تفرغ، وما عبوره لمطبات خطيرة في الجزائر وتونس والكونغو الديمقراطية إلا دليل على حنكة وحرفية الرجل تقنيا وتكتيكيا وتواصليا، لكن التاريخ لن يتذكر له كل هذه الأشياء إن خرج هذا الموسم بصفر لقب، وهو يعلم تماما أن العبرة بالخواتيم وأهم ما في السباق السرعة النهائية مهما كانت الظروف الخارجية. التنقيط: 7